أصيب القيادي بحركة "حماس" ونائب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ناصر الدين الشاعر، مساء اليوم الجمعة، بجروح، بعد إطلاق مسلحين الرصاص عليه في قرية كفر قليل جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية، وتوقعت مصادر محلية أن يكون ذلك إثر الأزمة التي شهدتها جامعة النجاح الشهر الماضي.
وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد"، بأنّ مسلحين أطلقوا الرصاص الحي على مركبة الشاعر، خلال مشاركته بجاهة زفاف في قرية كفر قليل، ما أدى لإصابته في قدمه ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، ووصفت إصابته بالمتوسطة.
وأكدت المصادر أنّ الحدث على الأرجح قد يعود لخلفية أحداث جامعة النجاح وما رافقها من إصابة عشرات الطلبة داخل حرم الجامعة بجروح متفاوتة ورضوض جراء اعتداء عناصر من أمن الجامعة عليهم، وفض الاعتصام السلمي الذي كان ينفذه الحراك الطلابي المستقل حينها بالقوة، والاعتداء على الشاعر خلال الأحداث ذاتها، رغم تكليفه من إدارة الجامعة بمحاولة حل الأزمة.
شهادة مرافقه: محاولة اغتيال
وأكد الصحافي نواف العامر، الذي كان يرافق الشاعر أثناء الاعتداء، أنّ ما جرى هو محاولة اختطاف واغتيال، راويًا تفاصيل الحادثة لـ"العربي الجديد".
وقال العامر، إنّ ملثمين اثنين بمركبة تميل إلى الأبيض اعترضا الشاعر وحاولا فتح باب المركبة التي يستقلها في قرية كفر قليل جنوبي نابلس، في ما تبدو محاولة اختطاف في البداية، لكن العامر أغلق الباب وصرخ في وجوههم، فقاما بإطلاق النار وأصابا الشاعر برجله.
وأردف العامر أنه تابع مع الشاعر السير، ولكن الملثمين أطلقوا الرصاص على المركبة بزخات، وسيل من الرصاص اخترق المركبة من الخلف.
وأشار العامر إلى أنه والشاعر نجيا من الموت بأعجوبة، وعندما وصل مع الشاعر إلى شارع القدس في نابلس، لنقله للعلاج؛ اعترضتهم مركبة أخرى بشكل وحشي، حسب وصفه، وهناك نزل العامر وصرخ فيهم أنه لا يمكن الوصول إلى الشاعر إلا على جثته، لكن المسلحين وصلوا إلى الجهة الأخرى وأطلقوا النار على ركبة الشاعر وقدمه، ورجح أن يكون الهدف الأخير للمسلحين إصابة الشاعر بالشلل.
وقال العامر إن مكان اعتراض الملثمين للشاعر في البداية فيه كاميرا كبيرة للأمن الفلسطيني، مطالباً الأمن باستخراج التسجيلات منها.
وقوبل ما جرى مع الشاعر بردود فعل وإدانات واسعة، ومطالبات بمحاسبة المعتدين، فيما أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأوامر بمحاسبة مطلقي النار على الشاعر.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات، في تصريح صحافي، أنّ الشرطة والأجهزة الأمنية باشرت إجراءات البحث والتحري عن الفاعلين.
يشار إلى أن مجلس أمناء جامعة النجاح قرر، بعد الأحداث التي جرت الشهر الماضي، إعفاء مدير دائرة أمن الجامعة من منصبه ومنحه إجازة مفتوحة لحين اتخاذ القرار بشأنه من قبل إدارة الجامعة، وكذلك إنهاء خدمات ستة من موظفي أمن الجامعة ممن ثبتت للجنة مشاركتهم في العنف واستخدام أدوات في مواجهة الطلبة، بعد احتجاجات طلابية وإضراب، إثر الاعتداءات التي قام بها الأمن بحق الطلبة، والتي شهدتها الجامعة على مدار أسبوعين.
وقرر مجلس أمناء الجامعة كذلك إحالة 16 موظفاً آخرين ممن شاركوا في الاعتداء على الطلبة إلى اللجان المختصة في الجامعة لاتخاذ الإجراء التأديبي المناسب بحقهم، وفق أنظمة الجامعة، إضافة إلى التوجيه بإعادة هيكلة دائرة الأمن.
وأكدت لجنة التحقيق بأحداث الجامعة أنّ أمن الجامعة أظهر سلوكاً عنيفاً جداً في مواجهة الطلاب، ولم يكن استخدام القوة من قبل أمن الجامعة مبرراً بأي حال من الأحوال، كما تحققت اللجنة من حادثة دفع المحاضر في الجامعة ناصر الشاعر ووقوعه على الأرض، وذكرت أنها تشعر بالأسف لما جرى معه، بعدما تدخل منذ بدء الأزمة هو وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية بناءً على طلب وتكليف من إدارة الجامعة، لكن لم يثبت للجنة وجود تعمد أو قصد مسبق بالاعتداء عليه من قبل أي من موظفي الأمن.
وشهدت جامعة النجاح، التي يدرس فيها 25 ألف طالب وطالبة، إضربًا لمدة يومين، تلبية لدعوة الحراك الطلابي المستقل في الجامعة، بسبب الأحداث العنيفة التي وقعت، رغم ما صدر عن مجلس اتحاد الطلبة والكتل الطلابية بدعوة الطلبة للعودة إلى الدوام، فيما طالب الحراك بـ"حياة جامعية آمنة".