تشهد قرية صندلة في الداخل الفلسطيني إضراباً عاماً وشاملاً، اليوم الأحد، تنديداً بقتل مستوطن إسرائيلي الشاب الفلسطيني ديار عمري (19 عاماً)، تزامناً مع الإعلان عن تشييع الشاب عصراً، بحسب ما أعلنت العائلة في بيان لها.
وجاء في بيان العائلة: "تزف عائلة العمري في صندلة وأرجاء فلسطين داخل الوطن والخارج إلى شعبنا الفلسطيني الشهيد الشاب ديار عمري، الذي ارتقى برصاص مستوطن إرهابي إسرائيلي بدم بارد، هذا ونرحب بأبناء شعبنا للمشاركة بجنازة الشهيد، وذلك يوم الأحد، بعد صلاة العصر، المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار، والحرية لمعتقلي قرية صندلة الذين اعتقلتهم شرطة القمع في أعقاب الغضب العادل على جريمة القتل".
لحظة إطلاق مستوطن النار على الشاب ديار عمري وقتله قرب قرية صندلة بالداخل الفلسطيني المحتل pic.twitter.com/dM0QllHgyy
— القسطل الاخباري | القدس (@AlQastalps) May 6, 2023
وأصدرت لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني بياناً، مساء السبت، قالت فيه إنّ "جريمة الإعدام الميداني الإرهابية التي ارتكبها مستوطن إرهابي من مستوطنة (جان لير) في مرج ابن عامر، والتي استشهد فيها الشاب ديار عمري من قرية صندلة، إنما هي مؤشر إضافي خطير على أنّ المؤسسة الإسرائيلية بحكومتها الفاشية الحالية، برئاسة (بنيامين) نتنياهو، قد اتخذت قراراً استراتيجياً لاستباحة دمائنا لمجرد كوننا عرباً فلسطينيين، خاصة بعد أنّ فتحت الباب على مصراعيه أمام مستوطنيها لحمل السلاح بحجة الدفاع عن النفس".
وأضاف البيان: "إننا أمام مرحلة شديدة الخطورة إزاء هذا المشهد الذي يعيد إلى الأذهان كل مشاهد سفك دماء أبناء شعبنا في عام النكبة عام 1948، ثم في مجزرة كفر قاسم عام 1956، فمجزرة يوم الأرض عام 1976، ثم مجزرة هبة القدس والأقصى عام 2000، ثم جرائم هبة الكرامة عام 2021، وسائر جرائم الإعدام الميداني التي استشهد فيها العشرات من أبناء شعبنا في الداخل، سواء بأيدي أفراد الشرطة والأجهزة الأمنية المختلفة، أو بأيدي مستوطنين فاشيين جبناء، يختبئون خلف سلاحهم، وقد أمنوا العقوبة في دولة وفرت لهم الحماية وفتحت لهم المجال لسفك دمائنا".
وشدّد البيان على أنّ هذه الجريمة وما سبقها من جرائم تضاف إلى مسلسل القتل والاغتيالات التي ينفذها الاحتلال ضد أبناء شعبنا في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة".
وتابع البيان: "أمام هذا المشهد الدامي، فإننا في لجنة الحريات ندعو الجميع إلى رصّ الصفوف والصدور عن موقف واحد للتصدي لجرائم المؤسسة الإسرائيلية ومستوطنيها لوضع حد لهذا الانفلات".
وحمّلت اللجنة "حكومة نتنياهو الفاشية، وكل الحكومات التي سبقتها المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة، التي ارتقى فيها الشاب ديار عمري، ابن قرية صندلة، التي لم يبرأ جرحها القديم بعد من مجزرة عام 1957، التي استشهد فيها 15 طفلاً من أبنائها".
وطالبت اللجنة بـ"معاقبة المستوطن المجرم ومحاسبة الحكومة الفاشية على هذه الجريمة النكراء وسائر الجرائم التي ارتكبت بحق أبنائنا"، كما طالبت "المؤسسات الحقوقية على المستوى المحلي والدولي بالتحرك وأخذ دورها في هذه القضية".
ودعا البيان "جماهير مجتمعنا في الداخل إلى التفاعل مع أية خطوات ستتخذ من خلال لجنة المتابعة وأسرة الشهيد، حتى نوجه رسالة قوية إلى المجرمين ومن يقفون خلفهم ومن يوفرون لهم الحماية ويسمحون لهم بحمل السلاح، بأن دماءنا ليست رخيصة، وأنّ هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام".
وأطلق مستوطن الرصاص الحي، مساء أمس السبت، على شاب من فلسطينيي الداخل، ما أدى إلى مقتله، خلال شجار نشب بينهما في منطقة مرج ابن عامر بالداخل الفلسطيني المحتل.
وعلى أثر ذلك، خرج أهالي قرية صندلة، التي يتحدر منها الشاب الشهيد ديار عمري، في تظاهرة على مدخل مستوطنة "غان نير"، واجهتها الشرطة الإسرائيلية بقنابل الصوت واعتقال 4 شبان من المحتجين.
كما خرجت تظاهرة أخرى في أم الفحم تنديداً بإطلاق المستوطن الرصاص على الشاب عمري.
واعتقلت الشرطة القاتل (32 عاماً) من مستوطنة "غان نير"، وضبطت بحوزته سلاحاً.