إيرانيون يحيون أربعينية الشابة مهسا أميني

26 أكتوبر 2022
توفيت مهسا أميني في 16 سبتمبر الماضي (Getty)
+ الخط -

على وقعِ دعوات مكثفة خلال الأيام الأخيرة للتظاهر والإضراب، إحياءً لأربعينية الشابة الإيرانية مهسا أميني، توجه صباحاً أهالي مسقط رأسها مدينة سقز في محافظة كردستان إلى قبرها، يوم الأربعاء، فيما انتشرت فيديوهات عن تجمعات احتجاجية في طهران وبعض الجامعات. 

وتظهر فيديوهات منتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، تجمّعاً حاشداً لمواطنين إيرانيين، يوم الأربعاء، على قبر الشابة مهسا أميني (22 عاماً) التي توفيت في 16 سبتمبر/أيلول الماضي بعد أيام من إيقافها من قبل شرطة الآداب، بتهمة عدم التقيّد بقواعد الحجاب، وفجّرت وفاتها احتجاجات وردود فعل واسعة في إيران وخارجها، ولا سيما في الدول الغربية التي اتهمت طهران بقمع المحتجين، وفرضت عليها عقوبات، فيما اتهمت السلطات الإيرانية، الولايات المتحدة ودولاً أوروبية بـ"تدبير" الاحتجاجات و"الشغب" في البلاد، مع إعلانها اعتقال رعايا أجانب.

وبحسب المقاطع المصورة المتداولة، أخذ المحتجون عند قبر أميني يطلقون هتافات سياسية، منها: "الموت للديكتاتور" و"امرأة، حياة، حرية". 

وعن احتجاجات طهران، يوم الأربعاء، ذكرت وكالة "إرنا" الرسمية أن العاصمة شهدت في بعض مناطقها "أجواء متشنجة وتجمعات متفرقة وأعمال شغب منظمة". وقللت "إرنا" من أهمية تجمعات طهران، حيث قالت إن "عناصر معادية في مجموعات وفرق مكونة من 5 إلى 10 أشخاص قاموا بإطلاق هتافات وتخريب الممتلكات العامة وإضرام النار في مستودعات قمامة وبثوا الفوضى وتسببوا بزحمة مرورية" على حد تعبيرها.

وأضافت الوكالة أن "نحو 200 شخص تجمعوا أمام منظمة الطب وقاموا بالشغب والمواجهة مع قوات الشرطة"، مشيرة إلى شارع آزادي (الحرية) وسط المدينة وميادين "الإمام الخميني" جنوبيها و"هفت تير"، وشوارع أخرى وسط العاصمة شهدت "تجمعات من 50 إلى 60 شخصا وإغلاق طرق وإحداث زحمة مرور".

وتابعت أن "نحو 70 امرأة خلعن حجابهن أمام بيت الفنانين وسط المدينة".

كما أشارت إلى تجمعات أخرى في منطقة السوق الكبير جنوبي العاصمة طهران، وداخل متاجر، قائلة إن "مثيري الشغب أطلقوا هتافات وقاموا بأعمال تخريب"، لافتة إلى أن "الكثير من أصحاب المحال التجارية أغلقوها للحفاظ على أموالهم"، على حد وصفها.

كما أشارت "إرنا" إلى تنظيم تجمعات طلابية في 9 جامعات في طهران، يوم الأربعاء، مضيفة أن تجمعات متفرقة مستمرة في بعض المناطق.

كذلك، ذكرت الوكالة نفسها، أن ضابطا في الحرس الثوري قتل الأربعاء "في إطلاق نار مباشر من المشاغبين" في مدينة ملاير في محافظة همدان، مشيرة إلى أن الحادث وقع "خلال مطاردة عدد من قادة أعمال الشغب في المدينة".

ونشرت وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية، أمس الثلاثاء، رسالة من عائلة مهسا أميني، أكدت فيها عدم اعتزامها تنظيم مراسم الأربعينية لابنتهم، بـ"النظر إلى الظروف الراهنة ومنعاً لوقوع أي حادث". 

غير أنّ نشطاء على مواقع التواصل أفادوا بإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة سقز، فيما أوردت وكالة "إيسنا" الإيرانية، في وقت سابق، الأربعاء، تقريراً عن أوضاع المدينة، أنّ الطرق المؤدية إليها "مفتوحة وبعض سكان المدن المجاورة يشاركون في المراسم" (الأربعينية). 

وأضافت أنّ المواطنين يتوجهون إلى المقبرة "من دون مواجهات وتوترات مع قوات الأمن الداخلي المستقرة في ساحات المدينة"، مشيرة إلى أنّ الموجودين في المقبرة يطلقون هتافات.

من جهته، أكد رئيس محافظة كردستان غربي إيران، إسماعيل زارع كوشا، في تصريحات أوردتها وكالات الأنباء الإيرانية، أنّ مدينة سقز "تشهد هدوءاً ولا توجد مشكلة". 

لكن فيديوهات متداولة أظهرت قيام قوات مكافحة الشغب بتفريق المحتجين المشاركين في أربعينية مهسا أميني، في مدينة سقز، واستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار. 

كذلك أضرم المتظاهرون النار في مفرزة لقوات الشرطة في المدينة.

وفي السياق، أوردت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن المواطنين حضروا صباحاً إلى قبر مهسا أميني من دون مواجهات مع الشرطة، مشيرة إلى أنه مع اقتراب الظهر أصبحت الهتافات "أكثر حدة تنتهك الحرمات" في إشارة إلى كونها سياسية حادة ضد المسؤولين والنظام. 

وأضافت الوكالة أن مطلقي هذه الهتافات سعوا إلى "توتير الأجواء".

كذلك، تظهر مقاطع مصورة، إحراق محتجين دراجة نارية لقوات "الباسيج" التعبوية، في شارع وسط طهران. 

تزامناً، انتشرت فيديوهات عن تجمعات احتجاجية متفرقة في مدن إيرانية أخرى، مثل مشهد وقزوين وأصفهان ومهاباد.

ويشكو النشطاء من تشديد تقييد الإنترنت الدولية وقطعها في بعض المناطق في إيران، غير أنّ محافظ كردستان قال إنّ شبكة الإنترنت في سقز "متوافرة". 

يشار إلى أنّ إدارة محافظة كردستان أعلنت تعطيل المدارس والجامعات يوم الأربعاء، عازية القرار إلى انتشار إنفلونزا في المحافظة، غير أنّ نشطاء على مواقع التواصل يرون أنّ الخطوة احترازية لمنع اندلاع احتجاجات في المدارس والجامعات.

إلى ذلك، انتشرت فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي، عن اعتصام طلاب محتجين في جامعة الخواجة نصير الدين الطوسي في العاصمة طهران، إحياءً لذكرى أربعينية مهسا أميني، فضلاً عن احتجاجات طلابية أخرى في أصفهان وشيراز وسط البلاد. 

كذلك، تظهر مقاطع مصورة لا يتسنى لـ"العربي الجديد" التأكد منها، تجمعات متفرقة في العاصمة طهران، منها في شارع لأله زار بالقرب من سوق طهران الكبير.


كذلك وردت أنباء غير رسمية عن قيام أصحاب محال تجارية في طهران بإغلاقها يوم الأربعاء، مع انتشار مقاطع مصورة عن احتجاجات طلابية في عدة جامعات وتجمعات أخرى في عدة نقاط داخل المدينة.

إلى ذلك أيضاً، نظم أطباء تجمّعاً احتجاجياً أمام منظمة الطب في طهران، فرّقته قوات الأمن والشرطة من خلال استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع، وفق أنباء وفيديوهات متداولة. 

في الأثناء، تتحدث أنباء غير رسمية عن إضراب محال تجارية في مدن كردية غربي إيران، فضلاً عن تجمّع احتجاجي آخر في مدينة شاهين شهر في أصفهان، وانتشرت أيضاً فيديوهات عن إضراب العاملين في مصفى طهران. 

لكن وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء نقلت عن المتحدث باسم مصفى طهران شاكر خفايي، نفيه أي إضراب للعاملين فيها، موضحاً أنّ العمال المقاولين كانت لديهم مطالب، طرحوها على المديرين، وبعد وعود بحلّها، عادوا إلى أعمالهم.