قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الثلاثاء، تعليقا على المحادثات النووية إن "الاتفاق في متناول اليد إذا حسمت أميركا أمرها"، مضيفاً في تغريدة له عبر "تويتر" أن "إيران مستعدة ولكنها لن تنتظر إلى الأبد".
وأضاف: "أميركا منذ سنوات انسحبت من الاتفاق النووي لذلك يجب أن نتأكد من أن ذلك لن يحدث مرة أخرى"، في إشارة إلى مطالبة بلاده واشنطن بتقديم ضمانات كافية بعدم تكرار ذلك.
وفيما تلوح الولايات المتحدة بأنها ستلجأ إلى الخطة "باء" في حال فشلت المفاوضات، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "جميع الدول لديها خطوات بديلة لكن ثبت من قبل أن خطة أميركا البديلة فارغة المضمون".
وأضاف خطيب زادة: "إذا ما اتخذ البيت الأبيض قراره فإن الاتفاق في المتناول بالكامل. إيران مستعدة للاتفاق لكنها لن تنتظر إلى الأبد".
US has already "walked away" from JCPOA. We must make sure it won't happen again.
— Saeed Khatibzadeh | سعید خطیبزاده (@SKhatibzadeh) February 28, 2022
Everyone has its own plan B, though US' has proven hollow. Blusters & bluffs have/will not work. Decisions do.
A deal is at hand, if WH makes its mind. Iran is willing, but will not wait forever.
وكان خطيب زادة قد قال الإثنين، إن "أكثر من 98 في المائة من مسودة الاتفاق في مفاوضات فيينا تم إعدادها بصورة مشتركة، والقضايا المتبقية يجب حلها".
ولفت، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إلى أن بلاده بحثت خلال عودة كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، هذه المسودة بشكل دقيق، مشيراً إلى أنه عاد إلى فيينا "حاملاً معه أجندة لازمة للحديث مع بقية الأطراف" حول القضايا المتبقية.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "ثلاث قضايا رئيسية باقية" في المفاوضات من دون حلّ حتى الآن، معرباً عن أسفه لأن "الطرفين الغربي والأميركي لم يتخذا قرارهما السياسي حولها".
وأشار إلى أن هذه القضايا هي في مجال نطاق العقوبات، والضمانات، و"بعض المزاعم السياسية المطروحة حول الأنشطة النووية السلمية الإيرانية" في إشارة إلى خلافات بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحقيقات وأسئلة الوكالة حول أربعة مواقع يشتبه بممارسة أنشطة نووية فيها. وتطالب الوكالة طهران بالشفافية حول هذه المواقع، والرد على أسئلتها.
من جهتها، شدّدت فرنسا على "الضرورة الملحّة" بأن تثمر المفاوضات الجارية في فيينا بين إيران والدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني اتفاقاً "هذا الأسبوع".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الإثنين، إنّ هناك "ضرورة ملحّة لاختتام المحادثات هذا الأسبوع".
وعاد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري الأحد إلى فيينا، لمواصلة المحادثات النووية الإيرانية مع القوى الكبرى.
وفي واشنطن حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، من أن بلاده ستغادر طاولة المفاوضات "إذا أبدت إيران عنادا"، مضيفا أنها وحلفاءها في حال إغلاق باب التفاوض لديهم "خطة باء" في مواجهة إيران ومنعها من امتلاك قنبلة نووية. غير أن برايس أكد في الوقت ذاته أن المفاوضات أحرزت "تقدما كبيرا"، متمنيا أن تحمل عودة كبير المفاوضين الإيرانيين إلى فيينا "رؤية أوضح" بشأن النوايا الإيرانية، مضيفا أن المفاوضات "في لحظة حاسمة وحرجة".
إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز"، أمس الإثنين، عن مصدرين مقربين من المحادثات النووية في فيينا، قولهما إن باقري كني عاد إلى فيينا بـ"مطالب جديدة"، مع الإصرار على ضرورة التجاوب مع المطالب الحالية مثل إخراج "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة الإرهاب الأميركية.
وأضافت المصادر أن موقف إيران بعد عودة باقري كني أصبح "أكثر تشددا"، مشيرة إلى أنها تريد فتح قضايا تم الاتفاق عليها سابقا.
في غضون ذلك، نقلت وسائل الإعلام الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عن كبير المفاوضين الصينيين، وانغ كوان، قوله للصحافيين، أمام فندق "كوبورغ" بفيينا إن المفاوضات وصلت إلى مرحلتها الأخيرة والمشاركين فيها "يرون النور في نهاية النفق".
وأعرب كوان عن أمله في أن تعمل جميع الأطراف على تحقيق الاتفاق النهائي في أقرب وقت ممكن، مضيفا أن "الوقت قد حان للتوصل للاتفاق النهائي".
بدأت مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن يوم الثاني من إبريل/ نيسان الماضي بواسطة أطراف الاتفاق النووي وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذلك بهدف إحياء الاتفاق النووي المترنح منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 وإعادة فرضها العقوبات على إيران بشكل أقسى من قبل.
وفي المقابل، أنهت إيران العمل بجميع القيود "العملياتية" المفروضة على الاتفاق النووي وطورت برنامجها بشكل أكبر من مرحلة ما قبل التوصل للاتفاق عام 2015.
وتجري إيران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق العام 2015، أي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، مباحثات في فيينا لإحياء التفاهم الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديًا منه عام 2018.
وتهدف المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر، لإعادة الأميركيين إلى الاتفاق خصوصا عبر رفع العقوبات التي أعادوا فرضها على طهران بعد انسحابهم، وعودة الأخيرة لاحترام كامل التزاماتها التي تراجعت عن غالبيتها بعد الانسحاب الأميركي.
ومن ضمن الخطوات التي اتخذتها إيران، تقييد عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة اعتبارا من شباط/فبراير 2021.
وكان باقري عاد إلى العاصمة الإيرانية ليل الأربعاء - الخميس للتشاور، بينما بقي أعضاء وفده التفاوضي في النمسا لاستكمال البحث مع الوفود الأخرى.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان ليل السبت، بعد اتصال أجراه مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن طهران "تُراجِع بشكل جدّي مسودة الاتفاق"، مضيفًا: "تم توضيح خطوطنا الحمر للأطراف الغربية (...) نحن مستعدون لإنجاز اتفاق جيد بشكل فوري، في حال أظهروا (الغربيون) إرادة فعلية".