أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن الإدارة الأميركية "لم تظهر الإرادة اللازمة" للتوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا المتعثرة، مؤكدًا أن طهران لا تعلم ما إذا كان سيتم التوصل لاتفاق أم لا.
وقال خطيب زادة في معرض رده على سؤال بشأن الأنباء عن استعداد أميركي لشطب "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة الإرهاب مع الإبقاء على "فيلق القدس"، الذراع الخارجية للحرس، على القائمة، إنه "يجب إنهاء جميع الضغوط القصوى، وما تبقى من القضايا العالقة مع أميركا أكثر من موضوع ... سننتظر القرار الأميركي".
في السياق، كانت مصادر مقربة من المفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة قد كشفت، السبت، لـ"العربي الجديد"، عن أن الإدارة الأميركية أظهرت "تقريباً" استعداداً لرفع "الحرس الثوري" الإيراني عن قائمة المنظمات الإرهابية، لكنها لم توافق على أن يرافق الخطوة رفع العقوبات أيضاً عن الحرس والمؤسسات التابعة له، مضيفة أن "هناك رفضاً أميركياً مطلقاً لرفع (فيلق القدس) عن قائمة الإرهاب".
وتابعت أن الجانب الإيراني ما زال متمسكاً برفع الحرس والفيلق عن قائمة الإرهاب معاً، وضرورة رفع العقوبات عن جميع مؤسساته وشركاته.
وفي معرض إشارته إلى رسالة مكتوبة من 250 برلمانيا إيرانيا وجهوها، أمس الأحد، إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مطالبين فيها الحكومة بالالتزام بالخطوط الحمراء في مفاوضاتها غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن الوزارة ملتزمة بهذه الخطوط ولن تتنازل عنها، مضيفًا "لو كنا نريد التنازل عنها لكان يمكن التوصل إلى اتفاق قبل عدة أشهر".
وعن أفق المفاوضات، لم يظهر خطيب زادة التفاؤل الذي كان يبديه قبل أسابيع، إذ أشار إلى أنه لا يعلم ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق أم لا، راميا الكرة كالمعتاد في الملعب الأميركي، وقال "لم نتوصل بعد إلى نقطة يظهر فيها الجانب الأميركي أنها ستنفذ تعهداته"، مع اتهامه واشنطن بالسعي للاحتفاظ بأجزاء من سياسة الضغوط القصوى.
وأضاف المتحدث الإيراني أن ما يهم إيران هو الانتفاع اقتصاديا من رفع العقوبات الأميركية، مشيرا إلى أن المفاوضات بين طهران وأوروبا اكتملت و"لم يبق شيء للتفاوض عليه، وما تبقى بحاجة إلى قرارات واشنطن"، لافتا إلى أن بلاده تواصل التفاوض مع الولايات المتحدة عبر منسق المفاوضات إنريكي مورا، وقال "قدمنا آخر مقترحاتنا وما أن نتلقى نحن ومجموعة 1+4 ردا (من واشنطن) سنتوجه إلى فيينا".
الإفراج عن أرصدة إيرانية
في هذه الأثناء، أفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، اليوم الإثنين، نقلا عن مصدر مطلع في المصرف المركزي الإيراني، بأن مسؤولا إقليميا كبيرا سيزور طهران، غدا الثلاثاء، لاستكمال آلية الإفراج عن 7 مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة.
وأضافت الوكالة أن الأموال التي سيفرج عنها ستودع في حسابات إيران بالخارج، مشيرة إلى أنه حسب الاتفاق ستتم عملية تحويل هذه الأرصدة إلى الحسابات في غضون أسابيع.
وكانت مصادر مقربة من المفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة قد كشفت، السبت الماضي، لـ"العربي الجديد"، عن أن الطرفين توصلا إلى اتفاق خارج مفاوضات فيينا للإفراج عن أرصدة إيرانية في كوريا الجنوبية، مقابل إفراج طهران عن سجناء وعدم اتخاذها خطوات نووية تصعيدية في الظروف الراهنة في ضوء صعوبة التوصل إلى اتفاق.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة عن عدم اطلاعه على زيارة مسؤول إقليمي كبير لإيران، قائلا إن "لا زيارة غدًا على جدول الأعمال".
وبشأن مصير الحوارات الإيرانية السعودية والجولة الخامسة منها، قال خطيب زادة إن "لا تطور جديدا" في العلاقات بين الطرفين، مشيرا إلى أن بلاده تنتظر تحديد عقد الجولة الخامسة، فيما أعرب عن أمله في أن تشارك الرياض في الجولة الجديدة من الحوار بـ"ردود عملية". وسبق أن قال خطيب زادة، قبل أسبوع، إن بلاده قدمت رؤيتها إلى السعودية حول العلاقات لكنها لم ترد عليها.