استمراراً لسلسلة مناورات إيرانية خلال الأسبوعين الأخيرين، أعلن الجيش الإيراني، اليوم الاثنين، اعتزامه إجراء مناورات "اقتدار 99" البرية الواسعة، غداً الثلاثاء، على امتداد شواطئ "مكران" عند بحر عمان جنوب شرقي إيران.
وقال قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، العميد كيومرث حيدري، إن "هذه المناورات هجومية ولها أهداف محددة، وتجري القوات البرية لأول مرة هذا النوع من المناورات"، مشيراً إلى أنها تأتي "بعد تغييرات شاملة في هيكلية وحدات القوات البرية للجيش الإيراني حسب تعليمات قائد الثورة الإسلامية" علي خامنئي.
وأضاف حيدري، وفق التلفزيون الإيراني، أنّ المناورات ستجرى بمشاركة "لواء 55 المجوقل (المنقول جوا) ولواء 65 للقوات الخاصة ولواء 223 للتدخل السريع، مع عمليات إسناد من القوات الجوية القتالية للجيش".
وقال إنّ القوات المشاركة في المناورات "ستستخدم أسلحة محلية الصنع"، مشيراً إلى أن "أهم أهدافها هو تقييم قدرات الألوية على الهجوم والتحرك والتدخل السريع".
وأكد أن القوات الإيرانية ستنفذ خلال المناورات "عمليات جوية متحركة وعمليات التسلل على السطح (البحر) وتحت السطح والتحرك نحو أهداف بحرية للعدو"، لافتاً إلى "استخدام تكتيكات عسكرية حديثة ومحلية ومبدعة خلال المناورات"، فضلاً عن تنفيذ تدريبات على عمليات مركبة مختلفة في البحر والبر والجبال.
ويشرف على المناورات القائد العام للجيش الإيراني عبدالرحيم موسوي.
بدوره، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، في تصريحات على هامش لقاء في طهران، أنّ هذه القوات "على أهبة الاستعداد والجهوزية للرد على التهديدات"، لكنه في الوقت ذاته، رأى أن "العدو ليس قادراً على فعل شيء في ظل جهوزية القوات المسلحة الإيرانية".
وعلق باقري، وفق وكالة "إيسنا" الإيرانية على الطلعات الجوية لقاذفات (B52) الأميركية في أجواء الخليج، قائلاً إن "لا قيمة عملياتية ملحوظة لها".
وأضاف أنّ الولايات المتحدة سحبت، خلال الشهر الأخير، حاملة طائرات وحاملة مروحيات، وكذلك غواصة "يو أس أس جورجيا" من الخليج، قائلاً إن هذه المعدات العسكرية استقرت على بعد ألف كيومتر عن الشواطئ الإيرانية، معتبراً التحشيد الأميركي في المنطقة "استعراض قوة".
ولفت إلى أنّ بلاده أجرت "خلال الأيام العشرين الأخيرة أكثر من 10 مناورات عملياتية براً وبحراً وجواً وفي مجالات الدفاع الجوي والطائرات المسيرة والصواريخ"، مؤكداً أنها "دليل على استعداد القوات الإيرانية للدفاع عن أمن ومصالح البلاد".
ونفذت القوات المسلحة الإيرانية مناورات متعددة خلال الأسبوعين الأخيرين، على وقع ارتفاع منسوب التوتر مع واشنطن، منها مناورات "اقتدار" البحرية الصاروخية في بحر عمان وشمال المحيط الهندي مع عرض سفينتين حربيتين جديدتين، وأكبر مناورات لسلاح الطائرات المسيرة القتالية، هي الأولى من نوعها، وسط البلاد وعلى الحدود البرية والجوية والبحرية، ومناورات "التعبئة البحرية" الثالثة في الخليج.
كما جرت مناورات صاروخية واسعة يومي الجمعة والسبت الماضيين وسط البلاد، كشف فيها الحرس الثوري عن جيل جديد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الانتحارية، إذ قام بإطلاق كميات من الصواريخ الباليستية تجاه شمال المحيط الهندي من مسافة 1800 كيلومتر وسط إيران، لتدمير سفن حربية للعدو المفترض، في رسالة للولايات المتحدة في سياق الاستعدادات الإيرانية لمواجهة أي حرب محتملة، وفق تصريحات عسكرية إيرانية.
وذكرت قناة "فوكس نيوز" الأميركية، السبت، أن صاروخين إيرانيين سقطا على بعد 100 ميل من حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" في المحيط الهندي.
ووسط هذه الأجواء المشحونة، وصلت قاذفات (B52) الأميركية الاستراتيجية أمس الأحد، للمرة الثانية خلال شهر، إلى المنطقة، ليحذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من استمرار طلعاتها في المنطقة، مؤكداً أن بلاده لم ولن تبدأ الحرب.
وخاطب ظريف، في تغريدة عبر "تويتر"، الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلاً "إذا كان الهدف من قدوم وطلعات قاذفاتك B52H هو تخويف إيران أو تحذيرها، فكان عليك صرف هذه المليارات من الدولارات لأجل صحة دافعي الضرائب" الأميركيين.