رحب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الثلاثاء بالاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان بشأن منطقة كاراباخ ووقف المواجهات العسكرية بينهما بواسطة روسية.
وقال روحاني إن "الجمهورية الإسلامية كبلد جار لجمهورية أذربيجان وجمهورية أرمينيا واتكالاً على المشتركات التاريخية الكثيرة مع شعوب المنطقة، تعرب عن سعادتها لإنهاء المواجهات العسكرية وإطلاق المسار الدبلوماسي بينهما لحل القضايا بوساطة روسيا الاتحادية"، معرباً عن أمله في "أن يتمكن البلدان من حل خلافاتهما في فضاء سلمي وفي إطار القانون الدولي".
وأشار روحاني، في كلمته في القمة الـ23 للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، إلى أن طهران كانت قد قدمت "مشروع سلام لوقف إطلاق النار وإرساء السلام" بين الطرفين و"قامت بمشاورات مكثفة معهما ومع دول أخرى ذات صلة"، مؤكداً أنها "لن تألو جهداً لخفض التوترات وإنهاء الخلافات وإرساء الاستقرار والأمن والسلام المستدام والعادل في منطقة كاراباخ".
من جهتها، أصدرت الخارجية الإيرانية بيانا بشأن الاتفاق حول منطقة ناغورنو كاراباخ، معلنة عن ترحيبها بالاتفاق، معربة عن أملها في أن "يؤدي إلى استقرار السلام الدائم في منطقة القوقاز".
وأكدت الخارجية الإيرانية على "ضرورة احترام السيادة ووحدة الأراضي، وعدم تغيير الحدود الرسمية المعترف بها دولياً وتحرير المناطق المحتلة وعودة اللاجئين واحترام أمن وحقوق الأقليات وانسحاب القوات التكفيرية والمقاتلين الأجانب من المنطقة"، حسب البيان.
وأعرب البيان عن استعداد إيران "للمساعدة في استقرار قوات روسيا الاتحادية لحفظ السلام على امتداد خطوط التماس، وفقا للبندين الثالث والرابع من الاتفاق".
رسائل لبايدن
وخاطب الرئيس الإيراني، جيران إيران، قائلاً إن سياساتها "تعتمد على حسن الجوار وإيجاد الثقة والحوار مع الجيران في مناطق أوراسيا والخليج وجنوب آسيا وغربها"، بحسب قوله، لافتاً إلى أن "التعددية الاقتصادية والسياسية تعرضت لتهديدات جادة خلال السنوات الأخيرة".
وفي السياق، وجّه روحاني، وفقا لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أصابع الاتهام للولايات المتحدة الأميركية، متهماً الإدارة الأميركية بـ"السعي لفرض سياساتها وقوانينها الداخلية على النظام العالمي والدول المستقلة سياسيا من خلال اتباع التنمر والغطرسة".
وعرّج على نتائج الانتخابات الأميركية، وقال إنها "أظهرت أن العالم ليس وحده الذي يعارض سياسات الإدارة الأميركية الحالية، بل الشعب الأميركي أيضاً تعب من هذه السياسات"، معتبراً أن "الشعب الأميركي أدرك الردود العالمية على الغطرسة ونقض القانون والتعهدات الدولية وتهديد الشعوب وفرض العقوبات عليها ولذلك قرر التغيير"، في إشارة إلى الإطاحة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب وفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن.
وخاطب روحاني الرئيس الأميركي المقبل، داعياً إياه إلى "فهم رسالة شعبه بشكل جيد وتطبيق هذه الإرادة للتغيير في سياسته الخارجية مع بقية الدول والشعوب".
واعتبر روحاني أن العودة إلى القانون والمقررات والتعهدات الدولية المعروفة واحترام حقوق الشعوب والتعويض عن الخسائر هي من مستلزمات ترميم مصداقية أميركا العالمية"، وذلك في دعوة غير مباشرة إلى عودة إدارة بايدن إلى الاتفاق النووي وتعويضها عن الخسائر التي ألحقتها العقوبات الأميركية المفروضة في عهد ترامب على إيران.
زيارة باكستان
في الأثناء، توجه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد، عصر اليوم الثلاثاء، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الباكستانيين حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
وقال ظريف، مساء أمس الإثنين في تغريدة على "تويتر"، إنه سيجري "مباحثات عالية المستوى حول قضايا ثنائية ومتعددة الأطراف" مع نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي، وقائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا ورئيس الوزراء عمران خان، مشيراً إلى أن زيارته تأتي بعد إحياء يوم الشاعر الباكستاني الكبير إقبال لاهوري.
وتكتسب زيارة ظريف إلى باكستان أهمية خاصة لكونها تأتي على وقع توتر تشوب العلاقات الباكستانية السعودية خلال الشهور الأخيرة، مما يشكل فرصة لإيران الساعية إلى تعزيز علاقاتها مع جارتها الشرقية باكستان على ضوء هذه المعطيات، بغية إبعادها عن السعودية.