علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني على قرار أوروبا حل قناة "إينستكس" المالية للتجارة مع إيران بالقول إن بلاده "لم تراهن أبداً على هذه الآلية ولم تتكئ عليها".
وفيما عزت الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) سبب إغلاق القناة إلى عدم تعاون إيران معها، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في بيان صحافي، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية "أبدت حسن النوايا في أكمل أوجهه ولم تأل أي جهد للتعاون المطلوب لأجل تفعيل هذه القناة".
واتهم كنعاني الدول الأوروبية بـ"الإخفاق في التدشين المؤثر لـ(إينستكس) وعدم اتخاذ التدابير اللازمة والضرورية لتفعيلها في إطار تنفيذ التزامات أوروبا المنصوص عليها بالاتفاق النووي، فضلاً عن تقاعسها عن تنفيذ بقية تعهداتها".
وعزا كنعاني السبب الرئيسي وراء فشل قناة "إينستكس" إلى "غياب الإرادة الجادة لدى الدول الأوروبية وعجزها في تنفيذ تعهداتها للتعويض عن الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق النووي وتماشيها مع العقوبات الأميركية غير القانونية"، مضيفاً أن "تحميل إيران المسؤولية عن حل (إينستكس) محاولة عبثية للتستر على الإخفاق الأوروبي الكامل في تحقيق أدنى استقلال مالي عن أميركا".
وكانت الترويكا الأوروبية قد أعلنت مساء الخميس في بيان مشترك أن الدول الأوروبية المساهمة في قناة "إينستكس" المالية (بلجيكا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد وفرنسا) قررت حل هذه القناة، محملة إيران مسؤولية ذلك عبر اتهامها بـ"عدم التعاون" معها.
وأضاف البيان الأوروبي أن طهران "لأسباب سياسية منعت بشكل منهجي تحقيق أهداف هذه القناة لتسهيل إرسال الأدوية والمواد الإنسانية إلى إيران"، مشيرة إلى أنها رفضت خلال السنوات الأربع الماضية مطالب المصدرين الأوروبيين لتصدير السلع الإنسانية إلى إيران.
"إينستكس" (INSTEX) هي قناة مالية تُعرف باسم "آلية دعم المبادلات التجارية مع إيران"، أسستها الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) الشريكة في الاتفاق النووي في 31 يناير/ كانون الثاني 2019 لتسهيل التجارة مع إيران.
وجاء تأسيس القناة بعد وعود أوروبية متكررة لإيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات شاملة على طهران، للتعويض عن الخسائر الناجمة عن ذلك. وظلت القناة غير مفعلة إلا أن أعلنت أوروبا خلال يوليو/ تموز 2021 أنها قد دشنتها بالفعل، لكنها منذ ذلك الحين إلى اليوم لم ينفذ عبرها أي عملية تجارية واحدة.