إيران تستخدم مطار اللاذقية المحمي من روسيا بعد تعطل مطاري دمشق وحلب

05 نوفمبر 2023
طائرات حربية روسية في قاعدة حميميم بريف اللاذقية (سترينغر/ فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر محلية في سورية إن روسيا سمحت لطائرة إيرانية قادمة من طهران بالهبوط في قاعدة حميميم العسكرية التي تسيطر عليها روسيا غربي سورية، بعد تعذر وصولها إلى مطاري دمشق وحلب الخارجين عن الخدمة بسبب استهدافهما من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر موقع "صوت العاصمة" المحلي أن طائرة تتبع لشركة "ماهان إير"، المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، حطّت في قاعدة حميميم يوم الخميس الماضي، وبقيت فيها لأكثر من ست ساعات قبل أن تعود إلى طهران. وتقع قاعدة حميميم بجوار مطار اللاذقية (مطار باسل الأسد)، وتتشارك معه في بعض المدرجات.

ونقل الموقع عن مصادر من داخل القاعدة أن الطائرة المذكورة لم تكن تحمل أي ركاب وجرى تفريغها بحماية عسكرية روسية – إيرانية، تلاها خروج أربع سيارات شحن عسكرية من المطار باتجاه الطريق الدولي المؤدي إلى وسط وجنوبي سورية.

ووفق المصدر، منحت روسيا الضوء الأخضر لإيران لاستخدام قاعدة حميميم، بعد أسابيع من التفاوض امتنعت خلالها روسيا عن السماح للطائرات الإيرانية بنقل السلاح عبر مطارها، إثر الخروج المتكرر لمطاري حلب ودمشق عن الخدمة. 

وذكر الموقع أنه حسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الطائرة قدمت من مطار مهرباد في طهران، ونقلت 5 أطنان من الذخائر إلى سورية، مرجحةً أن الشحنة تحتوي على صواريخ مضادة للطيران محمولة على الكتف.

من جانبه، أكد الناطق باسم الجيش الوطني السوري المعارض، الرائد يوسف حمود، لـ"العربي الجديد"، أن طائرات إيرانية هبطت بالفعل في الأيام الأخيرة في مطار اللاذقية على الساحل السوري.

 وقال حمود إنه "من المعروف سابقاً أن إيران كانت تنقل العتاد العسكري إلى سورية براً عبر الحدود العراقية، وحين بدأت القوافل الإيرانية تتعرض لهجمات جوية أميركية وإسرائيلية، تحولت إيران إلى مطاري حلب ودمشق". وأضاف أنه "مع الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للمطارين (دمشق وحلب) وخروجهما عن الخدمة، لجأت إيران إلى مطار اللاذقية المحمي من جانب روسيا، وهبطت بالفعل هناك عدة طائرات إيرانية في الآونة الأخيرة محملة بالأسلحة"، موضحاً أنه يمكن التحقق من الأمر عن طريق رصد حركة الملاحة الجوية في المنطقة.

وحول دلالات ذلك، قال حمود إن "ثمة تنسيقاً بين الجانبين الروسي والإيراني في سورية وخارجها، حيث زودت إيران كما هو معروف روسيا بطائرات مسيرة في حربها ضد أوكرانيا، وهو ما يشير إلى دخول روسيا كطرف مسهل لدخول الإمدادات العسكرية الإيرانية إلى سورية ولبنان".

وحول إمكانية حصول تصادم روسي إسرائيلي في سورية على خلفية هذا التطور، استبعد الرائد حمود حصول ذلك، وقال إنه لا مؤشرات أبداً على إمكانية حصول ذلك، ورأى أن "روسيا، وفق مواقفها المعلنة، تخدم المصالح الإسرائيلية في سورية، ولاحظنا أن روسيا تلتزم الحياد حيال الضربات الإسرائيلية المتكررة للمصالح الإيرانية في سورية".

ولفت حمود إلى أن "الولايات المتحدة هي الطرف الأقوى في المنطقة، وهي تعلن حرصها على عدم توسع الصراع في المنطقة على خلفية ما يجري في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن "التنسيق ما زال قوياً بين الدول العظمى التي تدير الصراع في سورية".

وكانت وكالة "فارس" الإيرانية قد أكدت امتناع أجهزة أمن النظام السوري عن منح التصاريح للرحلات الجوية الخاصة بالحجاج الإيرانيين إلى اللاذقية، وأوضحت أن بعثات الحج كانت تتجه في السابق من طهران إلى دمشق، وعند وجود مشكلات يتم تحويلها إلى مطار حلب، لكن بعد تكرار توقف المطارين عن الخدمة واحتمال تعرضهما لمزيد من الغارات الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة، تم التخطيط بأن تهبط الرحلات من إيران في مطار اللاذقية.

وفي سياق المؤشرات على التوتر بين روسيا وإسرائيل في سورية، ذكر نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، يوم الجمعة الماضي، أن إسرائيل لا تبلغ روسيا بخصوص ضرباتها على سورية، وأضاف "نحن متفاجئون بالضربات على سورية، لم ينسقوا معنا، ونعارض دائماً الهجمات على المطارات المدنية في دمشق وحلب، ونحن نعلم بالضربات على سورية بعد وقوعها".

إسقاط مسيرة فوق قاعدة أميركية

وقالت القوات الأميركية إنها أسقطت، اليوم الأحد، طائرة مسيرة استهدفت إحدى قواعدها العسكرية في ريف الحسكة، في حين أعلنت مليشيا مسلحة عراقية استهداف القاعدة بالطيران المسير، وقالت إنها حققت إصابات مباشرة.

وقال مراسل "العربي الجديد" في الحسكة إن القوات الأميركية أسقطت طائرة مسيرة بعد اقترابها من قاعدة أميركية في تل بيدر غرب مدينة الحسكة، وأضاف أن صوت انفجار سُمع في منطقة القاعدة دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

من جانبها، أعلنت مليشيا "المقاومة الإسلامية في العراق" المدعومة من "الحرس الثوري الإيراني" أنها استهدفت بالطائرات المسيرة قاعدة تل بيدر بريف الحسكة، وإنها حققت إصابة مباشرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه أحصى 21 هجوماً استهدف القواعد الأميركية بسورية خلال الـ15 يوماً الأخيرة. وكانت قاعدة خراب الجير التابعة للتحالف الدولي بريف الرميلان في منطقة الشدادي جنوب محافظة الحسكة تعرضت للاستهداف بقذائف صاروخية أمس السبت.

المساهمون