أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الجمعة، استدعاء الخارجية السفير التركي لدى طهران، دريا أورس، احتجاجاً على "تصريحات مرفوضة اتسمت بطابع التدخل" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال العرض العسكري الذي أقامته دولة أذربيجان، أمس الخميس، في باكو بمناسبة الانتصار في الحرب الأخيرة في منطقة ناغورنو كاراباخ مع أرمينيا.
وذكر خطيب زادة، في بيان مقتصب نشرته قناته على "تلغرام"، أن الخارجية الإيرانية أبدت "احتجاجها الشديد" للسفير التركي، مطالبة الحكومة التركية بتقديم "إيضاح عاجل" حول تصريحات أردوغان.
وأضاف أنه "تم إبلاغ السفير التركي أن عهد الادعاءات حول الأراضي والأمبراطوريات المثيرة للحروب والتوسعية قد ولى منذ زمن طويل"، مشيراً إلى أن الخارجية الإيرانية قد أكدت أن "الجمهورية الإسلامية لن تسمح لأحد بالتدخل في وحدة الأراضي الإيرانية، وكما يشهد تاريخها المشرق فإنها لن تتنازل قيد أنملة عن أمنها القومي".
وسجل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في وقت سابق، اعتراضه على أشعار قرأها أردوغان، عبّر فيها عن الحزن لـ"الفصل الإجباري" بين شطري نهر أرس، اللذين يقعان داخل أراضي دولة أذربيجان وأراضي إيران.
وخاطب ظريف الرئيس التركي، في تغريدة، قائلاً إن "أردوغان لم يقل إن الشعر الذي قرأه بالخطأ في باكو يرتبط بالفصل الإجباري لمناطق أرس الشمالية عن الأرض الأم أي إيران".
وتساءل وزير خارجية إيران "ألم يفهم أنه تحدث ضد استقلال جمهورية أذربيجان؟"، مؤكداً أن "لا أحد يمكنه الحديث عن عزيزتنا أذربيجان"، وذلك في إشارة إلى أذربيجان الإيرانية التي تقع على الشطر الآخر لنهر أرس.
Pres. Erdogan was not informed that what he ill-recited in Baku refers to the forcible separation of areas north of Aras from Iranian motherland
— Javad Zarif (@JZarif) December 11, 2020
Didn't he realize that he was undermining the sovereignty of the Republic of Azerbaijan?
NO ONE can talk about OUR beloved Azerbaijan
ويشكل الأذريون أكثر من 25 في المائة من سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون نسمة، وخلال الحرب الأخيرة في إقليم ناغورنو كاراباخ أبدى هؤلاء الأذريون تعاطفاً كبيراً مع جمهورية أذربيجان.
وتتهم أوساط إيرانية تركيا ودولة أذربيجان بأنهما تحاولان إثارة النزعة القومية لدى الأذريين الإيرانيين.
كما أن تصريحات أردوغان الأخيرة في باكو لقيت احتجاجات على شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية، ليتهمه البعض بالسعي لتقسيم إيران.
وفي السياق، دعا الصحافي الإيراني الإصلاحي محمد قوجاني، في منشور على "إنستغرام"، إلى مواجهة "العثمانية الجديدة" لتركيا بـ"الصفوية الجديدة". ويشار إلى أن الصفوية التي كانت تحكم إيران من 1501 حتى 1763 كانت قد بنت حكومة مركزية قوية في البلاد، وخاضت عدة حروب مع الإمبراطورية العثمانية.