قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الثلاثاء، إن "الحوار بين الأفغان هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان".
وشرح ظريف، خلال كلمة بمؤتمر مجموعة "قلب آسيا ـ عملية إسطنبول" التاسعة، المنعقدة في طاجيكستان، لمناقشة السلام في أفغانستان، أن سياسات بلاده تجاه أفغانستان تهدف لـ"تحقيق التعاون الإقليمي ودخول أفغانستان إلى التعاملات الإقليمية"، داعياً الأمم المتحدة إلى تسهيل عملية الحوار بين مختلف الأطراف الأفغانية.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني، في المؤتمر، الذي نقله التلفزيون الإيراني، أن "أي اتفاقية سلام في أفغانستان يجب أن تضمن حق تقرير المصير للشعب الأفغاني".
من جهة ثانية، أشار إلى ربط شبكة السكة الحديدية الأفغانية إلى الخطوط الحديدية الإيرانية خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، معتبراً أن "هذا التطور خطوة مهمة لبناء شبكة سكك حديدية دولية إقليمية".
وشدد ظريف على أن "الحلول الأجنبية المفروضة من قبل لاعبين دوليين لها أهداف سياسية وهي غير بناءة"، في إشارة غير مباشرة إلى المشاريع الأميركية.
وأجرى ظريف لقاءات على هامش مؤتمر "قلب آسيا" مع المشاركين فيه، فضلاً عن كبار المسؤولين الطاجيكيين بعد وصوله إلى العاصمة الطاجيكية دوشنبة، مساء الأحد.
وتضم مجموعة "قلب آسيا ـ عملية إسطنبول" خمس عشرة دولة هي: إيران وتركيا وأفغانستان، وأذربيجان، وكزاخستان، وطاجيكستان، وقرغيزيا، والسعودية والإمارات، وتركمانستان، وروسيا والصين والهند، وباكستان وأوزبكستان، فضلاً عن أن المجموعة تحظى بدعم كل من الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والدنمارك ومصر وفرنسا وفنلندا وألمانيا والعراق وإيطاليا واليابان والنرويج وبولندا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة.
وشاركت دولة قطر في هذه الدورة لمجموعة "قلب آسيا ـ عملية إسطنبول وترأس وفدها وزير الدولة للشؤون الخارجية، سلطان بن سعد المريخي.
وبدأ المؤتمر اليوم الثلاثاء، أعماله بكلمة للرئيس الطاجيكي إمامعلي رحمان والرئيس الأفغاني أشرف غني.
التعاون الشامل مع روسيا
وعلى صعيد آخر، كشف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية في إيران، مجتبى ذي النوري، عن أن إيران تسعى إلى عقد وثيقة التعاون الشامل الاستراتيجية مع روسيا على غرار الوثيقة التي توصلت إليها مع الصين.
وأوضح ذي النوري في تصريحات، أوردتها وكالة "مهر" الإيرانية، أن بلاده تسعى إلى "التعاون المشترك والثنائي مع هذه الدول في مجال خدمات الشبكة الحديدية والمواصلات والمصافي والبتروكيماويات وصناعة السيارات والنفط والغاز والبيئة"، مؤكداً أن هذه العلاقات "يمكنها أن تترك تأثيرات كبيرة لإحباط العقوبات الأجنبية".
ورأى المسؤول الإيراني أن "أحد أهم الطرق لإحباط العقوبات الأميركية هو توسيع العلاقات الاقتصادية مع القوى والدول الكبرى على المدى البعيد ومع الدول الجارة ودول المنطقة في مختلف الأبعاد والأصعدة".
وأوضح أن وثيقة التعاون الشامل الموقعة بين طهران وبكين، "خارطة طريق طويلة الأمد تقدم ضمانات للطرفين لتحفيزهما على الاستثمار".
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره الصيني وانغ يي، قد وقعا السبت، في طهران، على "وثيقة برنامج التعاون الشامل بين إيران والصين لـ25 عاماً"، في خطوة لافتة لتعزيز الروابط والعلاقات بين البلدين.
وتغطي "وثيقة برنامج التعاون الشامل" بين إيران والصين لفترة 25 عاماً، مختلف المجالات: السياسي والأمني والاقتصادي والدفاعي والزراعي، والثقافي، والإعلامي، والشعبي.
وبين إيران وروسيا، معاهدة "أساس العلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون"، مددها البلدان في الـ12 من الشهر الحالي مع حلول الذكرى الـ20 لها، لمدة خمس سنوات أخرى، وسط تأكيد الطرفين على أهمية العلاقات الثنائية والمضي قدماً لتطويرها في مختلف المجالات في بيانات منفصلة أصدرتها خارجية إيران وروسيا بهذه المناسبة.
ووقع الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم 12 مارس/ آذار 2001 على معاهدة "أساس العلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون" بين البلدين، والتي تتكون من 21 مادة ترسم آفاق التعاون بينهما في مختلف المجالات.