إيران تقلّل من أهمية نتائج الانتخابات الأميركية

04 نوفمبر 2020
إيران متخوفة من تجدد ولاية ترامب (Getty)
+ الخط -

في وقت تتواصل فيه عملية فرز الأصوات في الانتخابات الأميركية، خرج الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأربعاء، في تصريحات، قلّلت من أهمية نتائج الانتخابات الأميركية وفوز أي من المرشحين، قائلاً إن ما يهم بلاده "هو السلوك الذي ستتخذه الإدارة الجديدة وعودة أميركا إلى القانون وتعهداتها الدولية متعددة الأطراف"، في إشارة إلى الاتفاق النووي". وتزامن ذلك مع كشف "الحرس الثوري" الإيراني عن منظومة صاروخية جديدة لإطلاق الصواريخ البالستية.
وثمة مخاوف إيرانية واضحة من تجدد ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرئيس الأكثر عداء لطهران. لكن الرئيس الإيراني، قال خلال جلسة حكومته إن "لا يهمنا من سيفوز في الانتخابات الأميركية. المهم لنا هو عودة أميركا إلى القانون وتعهداتها الدولية. المهم بالنسبة لنا هو المسار الذي سيُتخذ في الإدارة الجديدة".
ودعا روحاني، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، الرئيس الأميركي القادم إلى استبدال العقوبات باحترام إيران، قائلاً: "إننا نريد أن تستبدل العقوبات بالاحترام بغض النظر عمن سيفوز. وإذا فعل الفائز ذلك واستبدل خرق القانون بتنفيذ التعهدات حينئذ سيتغير سلوكنا".
غير أنه أكد أن إيران "ستتخذ قرارات مناسبة في حال لم تغير أميركا سلوكها وسياساتها، نحن اتخذنا قرارات بناء احتمال اشتداد الضغوط والصعوبات"، مشيراً إلى أن "قراراتنا الاقتصادية قد اتخذت قبل عدة أسابيع بغض النظر عمن سيفوز في أميركا".

 

وشدد روحاني على أن "أساس عملنا هو الإنتاج الداخلي والصادرات النفطية وغير النفطية".
ومن جهته، كان المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، قد أكد أمس الثلاثاء، في خطاب متلفز، أن سياسات بلاده "تجاه أميركا واضحة ومدروسة ولن تتغير مع رحيل ومجيء الأشخاص".
كما أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قال في مقابلة مع قناة "سي بي إس" الأميركية، إن بلاده "لن تخوض أبداً في أي تفاوض حول الاتفاق النووي مرة أخرى"، قائلاً إن هذا هو موقف إيران "مهما كانت نتيجة الانتخابات الأميركية".

 

منظومة صاروخية جديدة
بموازاة ذلك، كشف "الحرس الثوري" الإيراني، اليوم الأربعاء، عن منظومة صاروخية جديدة تعمل بشكل رشاش آلي لإطلاق عدة صواريخ بشكل متواصل وسريع. وأفادت وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري الإيراني بأن هذه المنظومة تعمل بشكل آلي وذكي لإطلاق صواريخ بالستية بعيدة المدى، مشيرة إلى أنها تحمل اسم "الرشاش الصاروخي".
وفي حفل إزاحة الستار عن المنظومة، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، إن "قوتنا الصاروخية تضمن تراجع أعدائنا وهي ترعبهم"، معتبراً أنها "العمود الفقري لقوة الردع" الإيرانية.
وكان ترامب قد تبنى بعد توليه الرئاسة الأميركية خلال يناير/كانون الثاني 2017 سياسة مختلفة تجاه طهران، لينسحب من الاتفاق النووي معها يوم الثامن من مايو/ أيار 2018، وفرض بعد ذلك عقوبات غير مسبوقة على إيران، طاولت مفاصل اقتصادها ووضعتها أمام أزمة اقتصادية، وذلك في إطار استراتيجية "الضغط الأقصى"، كانت لها فصول تصعيدية غير مسبوقة كادت تشعل مواجهة عسكرية بين الطرفين أحياناً، خصوصاً بعد إسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية عملاقة في الخليج في الـ20 من يونيو/ حزيران الماضي.

 

وقال ترامب حينها إنه أمر بشن هجمات على إيران، لكنه تراجع عن ذلك لكون "الرد غير مناسب على إسقاط طائرة غير مأهولة يمكن أن يؤدي إلى مقتل 150 إيرانياً"، فضلاً عن قيام واشنطن باغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني الجنرال قاسم سليماني، مطلع العام الحالي في ضربة جوية بالقرب من مطار بغداد الدولي، حيث ردت السلطات الإيرانية على ذلك بقصف قواعد أميركية في العراق.