أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، أن الجولة القادمة لمفاوضات فيينا النووية قد تكون الجولة الأخيرة، رابطاً ذلك بأن تتخذ بقية الأطراف قرارها للتوصل إلى الاتفاق.
وأوضح خطيب زادة في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، والذي تابعه "العربي الجديد"، أن جميع اللجان المنبثقة عن المفاوضات توصلت إلى "نص واضح" لمسودة الاتفاق، مؤكدا أن "ما تبقى من القضايا يحتاج إلى القرار السياسي أكثر من التفاوض عليها، وإذا اتخذت القرارات اللازمة، يمكننا أن نأمل أن تكون الجولة المقبلة للمفاوضات نهائية".
وأضاف أن بلاده طالبت خلال المفاوضات بالحصول على "ضمانات" من الإدارة الأميركية لعدم تكرار ما فعله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بانسحابه من الاتفاق النووي عام 2018.
وشدد خطيب زادة على أن مواقف إيران "لم تتغير وثابتة"، داعيا واشنطن إلى العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات إذا كانت لديها مخاوف من برنامج إيران النووي.
وعما إذا كان الاتفاق في فيينا سيحصل في عهد الحكومة الإيرانية المقبلة، قال إن "هذه التقارير غير صحيحة ولا يؤكدها ما يجري في المفاوضات. جميع الأطراف في فيينا تفاوضوا حول التفاصيل. ولم يكن لدى أي من الأطراف شعور بأنه يمارس وقتاً إضافياً. سياسة إيران ليست تأخير رفع العقوبات إن كانت هناك إمكانية لرفعها".
وعما إذا كانت المفاوضات ستفضي إلى نتيجة خلال الفترة المتبقية للحكومة الحالية، كما أعرب دبلوماسيون غربيون عن أملهم في ذلك، قال خطيب زادة إن "الدبلوماسيين أناس متفائلون، لكن من المبكر الحديث حول ذلك، علينا أن ننتظر لنرى هل تتخذ بقية الاطراف قرارات سياسية لازمة" للتوصل إلى الاتفاق.
وأشار إلى أن التقارير حول ربط إيران الاتفاق في فيينا بشطب أسماء شخصيات من قائمة العقوبات "ليست دقيقة"، مؤكداً أن بلاده "لم ترهن أبدا التوصل إلى الاتفاق بالأفراد، وسياستنا الأساسية هي رفع العقوبات".
ورفض خطيب زادة تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لقناة ABC الأميركية، مؤكدا أن إيران "لن تتفاوض على اتفاق نووي جديد" و"شروط إضافية" خلال مباحثات فيينا أكثر من الاتفاق النووي.
وكان سوليفان قد قال إن الولايات المتحدة الأميركية تريد حاليا إعادة فرض القيود على برنامج إيران النووي وفق الاتفاق "ونتفاوض بعدها حول اتفاق أقوى".
وأكد أن "أولويتنا القصوى الآن هي منع إيران من امتلاك السلاح النووي، والدبلوماسية أفضل طريق لذلك"، مشيراً إلى وجود "مسافة معقولة بشأن قضايا رئيسية حول العقوبات والتعهدات النووية" الإيرانية خلال مباحثات فيينا.
سياسات رئيسي
وعما إذا كانت سياسات إيران الخارجية ستتغير بعد تولي المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي الرئاسة، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الجمعة الماضي، قال إن هذه السياسات في مختلف المجالات "تُرسم على المستويات العليا، ما يعني أنها ستستمر."
وأشاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بالرئيس الإيراني الجديد، قائلا إنه "يمثل صوت عقلانية النظام، والجميع سيرى أن السياسات المبدئية لإيران للتعامل مع العالم ستستمر".
وأضاف أن رئيسي "شغل مناصب مختلفة وهو منذ سنوات متعددة عضو بالمجلس الأعلى للأمن القومي"، معتبراً أن التقارير التي تتحدث عن تغيير سياسات إيران "ترمي إلى تشويه سمعة إيران في الخارج أكثر."
وأوضح خطيب زادة أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التقى، اليوم الاثنين، الرئيس الجديد بدعوة من الأخير، قائلاً إن "مباحثات جديدة جرت بينهما حول الاتفاق النووي والسياسات الخارجية."
وقال خطيب زادة إن أكثر من 45 شخصاً من كبار قادة الدول بعثوا ببرقيات التهنئة للرئيس الإيراني الجديد، مشيراً إلى "24 رئيساً ورئيس وزراء، و4 رؤساء برلمانات و18 شخصية سياسية ودولية عالية."
محطة بوشهر
ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية وقوع "مشكلة" في محطة بوشهر للطاقة النووية، قائلاً "كما أعلن من قبل، فإن المحطة توقفت عن العمل لأيام لإجراء معاينات فنية".
وكان المسؤول في شركة الطاقة الكهربائية الحكومية غلام علي رخشاني مهر قد قال، مساء الأحد، للتلفزيون الإيراني، في برنامج حواري، إن إغلاق محطة بوشهر بدأ السبت وسيستمر "ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام"، مشيراً إلى إمكانية حدوث انقطاع في التيار الكهربائي.
وجاء حديث رخشاني مهر في سياق حديثه عن نقص تواجهه إيران في إنتاج الكهرباء وزيادة استهلاكها في عموم البلاد، ما أدى إلى انقطاع التيار بشكل مستمر في المدن الإيرانية.