قال رئيس المجلس الأعلى للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، اليوم الأحد، إن الزيارة الأخيرة لنائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا إلى طهران "مهدت الطريق أمام استمرار المفاوضات" النووية في فيينا، والتي توقفت منذ أكثر من شهرين.
وأضاف خرازي، في كلمة في ندوة "العرب وإيران: حوار حول أزمات المنطقة"، التي ينظمها "مركز الجزيرة للدراسات" في الدوحة، أن "ثمة قضايا قليلة متبقية في المفاوضات الراهنة بين إيران والدول الغربية"، مؤكدا أنه "يجب حل هذه القضايا".
وتابع أن بلاده "وصلت إلى التقنية النووية من دون الاتكال على الأجانب"، مشددا على أن "تطوير التقنية النووية السلمية المحلية جزء من مصالحنا الوطنية، والآخرون لا يمكنهم تحديد ما إذا كان لإيران الحق في امتلاك التقنية النووية أم لا".
وأكد خرازي أن إيران "أعلنت مرارا أنها تريد الاستخدام السلمي للطاقة النووية".
وعلى الصعيد الإقليمي، انتقد تطبيع دول في المنطقة علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلا إن "الجمهورية الإسلامية لن تسمح بأن يكون للكيان الصهيوني المحتل موطئ قدم في المنطقة"، ومضيفا أن فتح المجال أمامه "لن يخلق الأمن والاستقرار، لأن الكيان الصهيوني ليس لديه هدف إلا زرع التوتر في منطقة الخليج والفرقة بين أعضاء هذه المنطقة".
وتابع رئيس المجلس الأعلى للعلاقات الخارجية الإيرانية أن "هناك عوامل كثيرة مثيرة للتوترات في منطقة الشرق الأوسط والبيئة المحيطة بإيران والعرب، والحل الوحيد هو التعاون الإقليمي وتغيير أسلوب مواجهة المشكلات والصراعات"، داعيا إلى "الحوار كسبيل فاعل لرفع سوء الفهم وحل الصراعات".
في الأثناء، نقل وحيد جلال زادة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، اليوم الأحد، عن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني قوله في لقاء مع أعضاء اللجنة، إن مفاوضات فيينا لا تواجه "انسدادا"، مضيفا أنها مستمرة بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن عبر نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن هدف مورا من زيارته الأخيرة لطهران هو تقريب المواقف بين طهران وواشنطن، مؤكدا: "نقلنا إلى كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ما ينبغي إيصاله ونأمل أن ينقلها للطرف الأميركي بشكل صحيح".
وتابع باقري كني أن طهران "لن تجري التفاوض لأجل التفاوض ولا تريد مفاوضات استنزافية"، مؤكدا أن طهران "نفذت تعهداتها وأظهرت صدقها وحان الوقت ليظهر الجانب الأميركي أيضا صدقه ويعوض عن خسائر ألحقها بإيران بعد انسحابه الأحادي من الاتفاق النووي".
وتابع أن ثمة مواضيع متبقية بالمفاوضات منها رفع الحرس الثوري من قائمة "الإرهاب" الأميركية ورفع العقوبات عن أشخاص وكيانات أخرى.
وأجرى مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، مساء الجمعة، مباحثات هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ركزت على بحث تطورات مفاوضات فيينا فضلا عن الحرب في أوكرانيا، بعد أسبوع من مباحثات نائبه أنريكي مورا المكلف بتنسيق شؤون مفاوضات فيينا وساعي البريد بين طهران وواشنطن.
وقال بوريل، خلال اتصاله مع أمير عبداللهيان: "إننا في الوقت الراهن في مسار جديد لاستمرار الحوار والتركيز على الحلول"، وفق بيان للخارجية الإيرانية، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي "عازم على مواصلة جهوده واتصالاته بين طهران وواشنطن بهدف تقريب مواقفهما".
وأكد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أمله بالوصول إلى "النتيجة الجيدة".
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني، خلال الاتصال، وفق بيان للخارجية الإيرانية، أن بلاده "جادة للوصول إلى اتفاق قوي ومستدام ولديها حسن النية والإرادة اللازمة للتوصل إلى هذا الاتفاق".
وأمس السبت، قال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في تغريدة، إنه بحث مع حسين أمير عبداللهيان "القضايا الثنائية العاجلة والخطوات التالية لإحياء الاتفاق النووي"، مؤكدا: "من المهم المضي قدما، وكلما انتظرنا كلما أصبح التوصل إلى النتيجة بالمفاوضات أكثر صعوبة".
وما زالت مفاوضات فيينا النووية تراوح مكانها ومتعثرة بعد أن توقفت منذ أكثر من شهرين في 11 مارس/آذار الماضي، والزيارة التي أجراها نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا إلى طهران مطلع الشهر الجاري لم تحدث اختراقا بعد في المواقف المتباعدة بين طهران وواشنطن، وعلى الرغم من الحديث بـ"إيجابية" عن نتائج الزيارة، لكنها لم تؤد بعد إلى استئناف المفاوضات فعليا.