كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة عن أن الوفد الإيراني لمفاوضات فيينا النووية "قد تغير"، مشيرا إلى أن المفاوضين الجدد "لهم وجهات نظر أخرى في ظل بعض التغييرات، سيتم الحديث عنها في أول اجتماع سينعقد في فيينا".
وأضاف خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، اليوم الإثنين، أن "الطرف الآخر تنبه إلى أنه يجب أن يبدي مرونة لازمة" في المفاوضات.
وفيما أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن بلاده ستعود "قريبا" إلى هذه المفاوضات، وأصبحت كلمة "قريبا" محل جدل وتفسيرات، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "ما يطرح بعنوان (قريبا) يعني بمجرد الانتهاء من عملية مراجعة المفاوضات السابقة في فيينا".
وأوضح أن "الحكومة الإيرانية الجديدة أطلقت مسارين" بشأن المفاوضات، مشيرا إلى أن المسار الأول حول مبدأ مفاوضات فيينا، حيث أكد رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أنها "ستستمر".
والمسار الثاني، حسب خطيب زادة، يرتبط بإجراء مراجعة للجولات الست السابقة من هذه المفاوضات، قائلا إنه "بمجرد الانتهاء من التقييم لن نتأخر لساعة واحدة".
ولفت إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن بعد 90 يوما من تشكيلها عادت للمفاوضات بينما لم يمر من عمر تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة سوى 55 يوما.
وشدد المسؤول الإيراني على أن "سلوك الإدارة الأميركية الراهنة لم يتغير ولا يختلف عن الإدارة السابقة، وهم يريدون الحفاظ على تراث (الرئيس السابق دونالد) ترامب الفاشل تجاه الاتفاق النووي"، داعيا إلى تغيير هذا السلوك، وأكد أنه "لا يمكن أن تبقى العقوبات وتظل الأموال الإيرانية مجمدة في البنوك الدولية وأميركا تطرح مزاعم".
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد أكد، مساء السبت، للتلفزيون الإيراني، أنّ بلاده ستعود قريباً إلى مفاوضات فيينا، لكنه قال في الوقت ذاته "لم نحدد موعداً محدداً للمفاوضات، لأنه لم نصل إلى تقييمنا النهائي بعد، ربما يحصل ذلك بعد أسبوع أو شهر أو أكثر من ذلك، ليس واضحاً بعد".
وطالب عبد اللهيان الإدارة الأميركية بـ"الإفراج عن 10 مليارات دولار لنتلقى ذلك مؤشراً إيجابياً ونعود إلى طاولة المفاوضات سريعاً".
وأكد أنّ "المعاونية السياسية للخارجية الإيرانية هي التي ستتابع المفاوضات والاتفاق الذي سيحصل (في فيينا) سيكون على مستوى وزراء خارجية أطراف المفاوضات"، مشيراً إلى أنّ "العمل جارٍ لإنهاء تشكيل تركيبة فريق المفاوضات".
وكان وزير الخارجية الإيراني قد عين خلال الشهر الماضي علي باقري نائباً له للشؤون السياسية مكان عباس عراقجي، كبير المفاوضين الإيرانيين، في خطوة لافتة أثارت تساؤلات بشأن مصير مفاوضات فيينا، لكون باقري من أشد معارضي الاتفاق النووي في إيران.
وانطلقت مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن بواسطة أطراف الاتفاق النووي، فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا، خلال إبريل/نيسان الماضي، وعقدت ست جولات منها، لكنها لم تفض إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي، وعودة الولايات المتحدة الأميركية وإيران إلى التزاماتهما بموجب الاتفاق.
وتوقفت هذه المفاوضات يوم 20 يونيو/ حزيران الماضي بطلب من طهران بحجة فترة انتقال السلطة التنفيذية، ورغم انتقال السلطة من الرئيس السابق حسن روحاني إلى الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي منذ قرابة شهرين، إلا أنه مرّت أكثر من ثلاثة أشهر على وقفها ولم تستأنف إلى الآن.
وظلت الأطراف الأميركية والأوروبية تكرر مطلبها لطهران بالعودة السريعة إلى هذه المفاوضات وسط تحذيرات من أن الوقت بات ينفد ولن تبقى هذه النافذة مفتوحة للأبد.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس الماضي، إنّ "الكرة ما زالت في الملعب الإيراني، لكن ليس لفترة طويلة"، مضيفاً أنّ "الفرصة محدودة وبدأت تتقلص".
كما جدّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، السبت، طلب بلاده من طهران العودة إليها "دون تأخير"، مضيفاً، في مقابلة تلفزيونية، أنّ باب المفاوضات مع إيران "لن يبقى مفتوحاً إلى الأبد". وقال إنّ خطوات الأمر الواقع الإيرانية النووية تعقد العودة إلى مفاوضات فيينا.
عبد اللهيان يزور لبنان
في الأثناء، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني سيزور لبنان نهاية الأسبوع الجاري، ملمحا إلى احتمال أن يزور سورية أيضا.
وأضاف أن الزيارة لبيروت تأتي بهدف تهنئة لبنان على تشكيل الحكومة وتوسيع العلاقات معها.
وعن زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري إلى قطر ولقائه مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال خطيب زادة إن الزيارة تأتي في إطار زيارات نائب الوزير لدول المنطقة، مضيفا أن "هناك إطارا منظما لإجراء نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية اتصالات سياسية مع نظرائه في المنطقة".
وأكد أن هذه الزيارة تحمل "رسالة واضحة حول أن أولوية إيران هي جيرانها ودول المنطقة".