قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، إن قطر وعُمان "تبذلان جهوداً بحسن نية، ولديهما مبادرات لتسهيل المفاوضات (النووية) ودفعها إلى الأمام".
وأضاف كنعاني، الذي عقد مؤتمره الصحافي الأسبوعي وبيده المصحف، مندداً بالإساءة إليه، أن الجهود القطرية والعمانية تأتي انطلاقاً من "علاقاتهما الجيدة مع طرفي الاتفاق النووي (إيران وأميركا)"، مشيراً إلى أن البلدين يبذلان أيضاً جهوداً لعقد صفقة تبادل السجناء بين طهران وواشنطن، فضلاً عن تحرير الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج.
وأجرى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي، زيارة لإيران أمس الأحد، التقى خلالها أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، ووزير الخارجية، حسين أمير عبداللهيان، ونائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، علي باقري كني.
وكتب الوزير القطري في تغريدة على "تويتر": "تبادلنا الآراء بشأن مستجدات مباحثات العودة إلى الاتفاق النووي، وآخر تطورات القضايا الإقليمية والدولية، ونتطلع إلى استمرار التنسيق والتشاور بما يخدم أمن المنطقة واستقرارها".
وكان وزير الخارجية العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، قد زار طهران، الاثنين الماضي، وأجرى مباحثات مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في تطورات الاتفاق النووي والمباحثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وصفقة تبادل السجناء.
وقال كنعاني، في مؤتمره الصحافي، إن بلاده "متمسكة بالدبلوماسية والتفاوض، باعتبارهما أفضل سبيل لتحقيق مصالح شعبنا"، مؤكداً أن المفاوضات "مستمرة على مستويات مختلفة، وأن المسار الدبلوماسي مفتوح وفعال".
وعن مستقبل هذه المفاوضات مع واشنطن، قال كنعاني: "لسنا متفائلين ولا متشائمين"، مضيفاً أن طهران "في إطار تمسكها بخطوطها الحمراء، تسعى لتحقيق التقدم والعودة المسؤولة لجميع الأطراف إلى الاتفاق النووي ورفع الحظر عن الأرصدة الإيرانية، وتبادل السجناء". وأضاف: "المفاوضات تمضي إلى الأمام، وسنواصل هذا المسار".
وفيما راجت أنباء وتوقعات، خلال الأسابيع الماضية، عن صفقة قريبة لتبادل السجناء بين طهران وواشنطن، ربط المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عدم إتمامها بـ"عدم وجود إرادة سياسية لدى أميركا"، مثمناً دور قطر وعُمان في الوساطة مع واشنطن.
ورد على التقارير بأن وجود سجين أميركي رابع في طهران عقّد المفاوضات حول هذا التبادل بالقول: "لا يمكنني تأكيد هذه المواضيع والتصريح بشأنها".
واتهم كنعاني الإدارة الأميركية بممارسة الضغوط السياسية على الدول الأخرى لتجنب دفع مستحقات إيران من عوائد صادراتها، مع الإشارة إلى استمرار المفاوضات مع كورية الجنوبية للإفراج عن أرصدة إيرانية تبلغ 7 مليارات دولار.
وقال إن كوريا الجنوبية قدمت "وعوداً إيجابية" في الآونة الأخيرة، "لكننا ننتظر خطواتها العملية".
والأسبوع الماضي، أورد موقع "سمافور" الأميركي أن إيران اعتقلت "أميركياً رابعاً"، مشيراً إلى أن واشنطن لم تكشف عن هويته لعدم المخاطرة بالمفاوضات الجارية للإفراج عنه. وأضاف الموقع أن اعتقال الأميركي الرابع في إيران من شأنه أن يرفع سقف مطالب طهران.
وتأتي التصريحات الإيرانية الجديدة غداة قول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس الأحد، في تصريح لوكالة "سي أن أن" الأميركية، إن إحياء الاتفاق النووي "ليس على الأجندة الأميركية"، محمّلاً طهران مسؤولية ذلك.
وأضاف بلينكن: "منذ خروج أميركا من الاتفاق النووي حتى الوقت الذي حاولنا فيه العودة إليه، حدثت تطورات، ما كنا نسعى له هو العودة إلى الاتفاق النووي مع تعديلات بسيطة". وتابع: "نحن بذلنا الجهود للعودة إلى الاتفاق النووي بحسن نية، لكنهم إما لم يستطيعوا أو لم يريدوا ذلك. ونحن الآن لسنا في وضع للحديث عن اتفاق نووي (مع إيران)"، داعياً الأخيرة إلى خفض التوترات.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنه "لا إمكانية في الوقت الراهن لاستئناف مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي"، مشدداً على أنّ "الدبلوماسية أفضل خيار للتعامل مع إيران، لكن ذلك لا يعني عدم وجود خيارات أخرى، وعند الضرورة سنوظّفها".