أكدت إيران، اليوم الإثنين، أنها "لن تتفاوض" حول حلفائها مع السعودية، مشيرة إلى أنه من المبكر الحديث عن خطوة إعادة فتح السفارات بين البلدين، ورابطة ذلك بـ"خطوات مؤثرة تتخذها الرياض".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن "حواراتنا مع السعودية حول قضايا ثنائية وإقليمية، ونحن لن نتفاوض حول أصدقائنا مع أي أحد".
وأضاف أن "الرياض تعلم أن سياسة الضغوط والحصار ضد الدول الأخرى قد فقدت تأثيرها منذ زمن طويل"، قائلاً "إننا نقف إلى جانب الشعب اليمني وأصدقائنا"، في إشارة غير مباشرة إلى جماعة "أنصار الله" الحوثية المتحالفة مع إيران.
ووصف خطيب زادة الحوارات بين إيران والسعودية في بغداد بأنها "جادة وشفافة"، رابطاً مستقبلها "بجدية الطرف الآخر في تجاوز التصريحات الإعلامية".
وعما إذا كانت الحوارات قد اقتربت من إعادة فتح السفارات، قال المتحدث الإيراني إنه "من المبكر الحديث عن ذلك"، رابطاً إياه بـ"خطوات مؤثرة تتخذها السعودية".
وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/ نيسان الماضي في بغداد، بعد أن تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين على طاولة واحدة. وعقدت طهران والرياض حتى الآن أربع جولات، ثلاث منها في عهد الحكومة الإيرانية السابقة، والجولة الرابعة هي الأولى في عهد حكومة الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي، الذي تسلم الرئاسة الإيرانية مطلع أغسطس/ آب الماضي.
وكانت الجولة الرابعة من المباحثات قد عُقدت على مستويات عالية أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، فكشفت حينها مصادر إيرانية مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أنّ نائب أمين مجلس الأمن القومي الإيراني لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية سعيد إيرواني ترأس الوفد الإيراني في المباحثات، وفي المقابل ترأس خالد الحميدان رئيس الاستخبارات السعودية وفد بلاده.
وعلى الضفة السعودية، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، السبت، لـ"رويترز"، بخصوص المحادثات الجارية مع إيران، "لقد أجرينا أربع جولات من المحادثات حتى الآن. المحادثات ودية ولكنها لا تزال في سياق استكشافي. ما زلنا نأمل أن تحقق تقدماً ملموساً... لكن حتى الآن، لم نحرز تقدماً كافياً لنكون متفائلين".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان قد تقرّر عقد جولة أخرى من المحادثات، قال الوزير إنه لم يتم تحديد أي شيء، "لكننا منفتحون على الاستمرار".
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أمس الأحد، في مقابلة مع صحيفة "إيران" الرسمية، إن السعودية "تتحرك بالتدرج وببطء (في الحوارات)، لكنهم بسبب هيكلية السلطة لديهم، يمكن أن يتخذوا قراراً فجأة على المستويات العالية ليؤدي ذلك إلى انفراجة سريعة في العلاقات".
ولمّح إلى أن السعودية غير مستعدة لاستئناف العلاقات الثنائية، إذ قال إن "السعوديين يحتاجون إلى المزيد من الوقت والاستعداد ونحن فتحنا أمامهم الطريق للعودة إلى العلاقات الطبيعية مع إيران وقتما شاءوا"، مؤكداً أن الحوارات الراهنة مع الرياض "إيجابية وتمضي إلى الأمام".