دخلت المهلة الجديدة التي طرحتها السعودية لتطبيق الشق العسكري من اتفاق الرياض خلال أسبوع قبل تشكيل حكومة المناصفة، يومها الثاني، وسط مخاوف متزايدة من عمليات انسحابات وهمية ينفذها المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
وقالت مصادر ميدانية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات سعودية واصلت، اليوم السبت، لقاءاتها مع قوات الجيش الموالي للحكومة الشرعية وقوات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا في محافظتي أبين وعدن، بهدف الدفع لتطبيق الشق العسكري ونشر المزيد من نقاط المراقبة لفرض الهدنة الهشة.
وذكر مصدر إعلامي في القوات الحكومية أن وحدات من القوات المشتركة الموالية للشرعية نفذت انسحابات محدودة لعدد من الوحدات التي كانت مرابطة في منطقة الطرية و الدرجاج، وعادت إلى مناطق تمركزها السابقة في قرن الكلاسي.
وأشار المصدر إلى أن القوات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي، نفذت انسحابا محدودا مماثلا، وذلك بإخلاء مواقعها من الشيخ سالم والطرية إلى أطراف مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، ولم تغادر محافظة أبين إلى جبهات القتال في الضالع والساحل الغربي كما نصت الخطة السعودية الجديدة.
وفي العاصمة المؤقتة عدن، نفذت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي انسحابا وهميا عبر إحلال قوات موالية لها بدلا في عدد من المعسكرات، والتي من المفترض أن يتم نقلها إلى خارج المدينة، وذلك بإشراف القوات السعودية.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن لجنة سعودية وصلت ظهر السبت إلى مقر اللواء الثالث صاعقة التابع للمجلس الانتقالي بهدف الإشراف على خروجه صوب جبهات الضالع، وكذلك معسكر النصر.
نفذت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي انسحابا وهميا عبر بإحلال قوات موالية لها بدلا في عدد من المعسكرات
ووفقا للمصادر، فقد قام المجلس الانتقالي بتسليم المعسكرات إلى قوات الحزام الأمني التابعة له والمدعومة إماراتيا، في محاكاة حرفية للانسحابات الوهمية الحوثية التي تم تنفيذها في اتفاق استوكهولم عندما سحبت مجاميعها المسلحة من ميناء الحديدة، وقامت بتسليمه إلى قوات أمنية موالية لها زعمت أنها محايدة.
ويصنّف المجلس الانتقالي الجنوبي قوات الحزام الأمني الغير نظامية التي دربتها ومولتها الإمارات، بإنها أقرب للدوريات الأمنية وليست قوات مسلحة، وخلال مشاورات الرياض تمسك ببقائها في عدن لحماية الأمن حتى بعد تشكيل الحكومة المرتقبة.
ولا يقتصر وجود قوات الحزام الأمني، التي يديرها سلفيون، على حواجز التفتيش في مداخل مدينة عدن ولحج والضالع، بل تمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي عادة ما تكون تحت تصرف القوات المسلحة والجيش فقط.
وكان قائد القوات الخاصة بالشرعية في محافظة أبين، محمد العوبان، قد وصف في بيان، انسحابات اليوم الأول بأنها شكلية، وحمّل رعاة الاتفاق مسؤولية أي مماطلة، في إشارة للجنة المراقبة السعودية.
ويمتلك المجلس الانتقالي الجنوبي عشرات الألوية والوحدات العسكرية في عدن وأبين، وسيكون من الصعوبة تنفيذ انسحابات حقيقية لها وفقا لمراقبون. ومن المتوقع أن تكون الانسحابات الوهمية بضوء أخضر سعودي كنوع من الإرضاء للحكومة الشرعية، التي رهنت إعلان الحكومة المرتقبة، بتطبيق كامل للشق العسكري، وخصوصا بعد الضغوط التي مورست من الوسطاء السعوديين على الرئيس عبدربه منصور هادي للتخلي عن قيادات مقربة منه كان قد رشحها لتولي الحقائب السيادية في حكومة معين عبدالملك التي تتألف من 24 وزارة فقط.