اتهامات متبادلة بين بكين ومانيلا عقب الاتفاق على تهدئة التوترات

05 يوليو 2024
المتحدثة باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي في بكين، 15 يناير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثارت تصريحات السيناتور إيمي ماركوس حول تهديد صيني بصواريخ تفوق سرعة الصوت ضجة، لكن مجلس الأمن القومي الفيليبيني أنكر وجود تهديد.
- ردت الصين عبر صحيفة غلوبال تايمز، مؤكدة أن ادعاءات مانيلا غير مرجحة، ودعت الفيليبين لاحترام المخاوف الأمنية والعمل على السلام الإقليمي.
- اتفقت بكين ومانيلا على تهدئة التوترات في بحر الصين الجنوبي وإدارة الخلافات عبر المفاوضات، بينما طالب الجيش الفيليبيني بتعويضات عن الأضرار في الاشتباك الأخير.

أبرزت وسائل إعلام صينية رسمية، اليوم الجمعة، تصريحات السيناتور إيمي ماركوس، رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الفيليبيني، بشأن خطط استهداف بلادها بصواريخ صينية تفوق سرعة الصوت. وكانت شقيقة الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس جونيور قد أثارت ضجة كبيرة، قبل يومين، عندما نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت فيه: إنها على علم بخطة صينية لاستهداف بلادها بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وأن الصين حددت 25 هدفًا حول أرخبيل الفيليبين، وستكون جزر باتانيس الشمالية القريبة من جزيرة تايوان من بين الأهداف الأولى. لكن مجلس الأمن القومي في مانيلا أنكر هذه التصريحات وقال إنه لا علم له بأي تهديد أمني من هذا القبيل.

وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية في الصين إن بكين لن تتسامح مع أي انتهاك أو تهديد لحقوقها المشروعة، وقالت إن ادعاءات مانيلا لا يمكن تأكيدها، كما أنها غير مرجحة للغاية. ولفتت إلى أن الفيليبين يمكن أن تلعب دوراً في مساعدة الولايات المتحدة على تهديد أمن الصين. ونقلت الصحيفة عن الخبير العسكري الصيني تشانغ جون شي قوله إنه إذا استخدمت الولايات المتحدة هذه القواعد في الفيليبين لشن هجمات ضد الصين، في ظل مثل هذا السيناريو، فستكون هذه القواعد أهدافًا مشروعة للضربات الصينية، وإنه لا ينبغي للفيليبين أن تصبح بيدقاً في استراتيجية الولايات المتحدة لاحتواء الصين. وإذا استمرت على هذا المسار، فسوف تتخلى عنها واشنطن في النهاية.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ قد علقت على ذلك في إحاطة صحافية، أمس الخميس، وقالت إن الصين ملتزمة بالتنمية السلمية وسياسة الدفاع الوطني ذات الطبيعة الدفاعية، وأكدت أن بلادها لا تشكل تهديداً لأي دولة، ولكن في نفس الوقت بالتأكيد لن تجلس مكتوفة الأيدي عندما تُنتهك حقوقها ومصالحها المشروعة والسلام والاستقرار الإقليميين أو تهديدهما. وأضافت: "إننا نحث الدولة المعنية (الفيليبين) على الاستماع إلى مخاوف شعبها، ودعوات الدول الأخرى في المنطقة، ووضع المصالح الأساسية لشعبها في الاعتبار، والبقاء مستقلة، وحسن الجوار والصداقة، واحترام المخاوف الأمنية للدول الأخرى بجدية، والعمل على الحفاظ على المنطقة سلمية ومستقرة".

يشار إلى أن بكين ومانيلا اتفقتا، قبل يومين، على تهدئة التوترات في بحر الصين الجنوبي في أعقاب اشتباكات بحرية أثارت مخاطر اندلاع صراع أوسع في المنطقة. وحسب بيان صدر عن وزارة الخارجية الصينية في حينه، تبادل الجانبان وجهات النظر حول الوضع في بحر الصين الجنوبي، واتفقا على الاستمرار في إدارة الخلافات من خلال المفاوضات. وقال البيان إن "الطرفين يعتقدان أن الحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي هو في مصلحة كل من الصين والفيليبين، وهو أيضا الهدف المشترك للدول الإقليمية". وذكر البيان الذي وصف الاجتماع بأنه "صريح وبناء" أن الجانبين اتفقا أيضا على مواصلة الحوار والتشاور للسيطرة على النزاعات والاختلافات.

ولكن بالرغم من الاتفاق على ضرورة استعادة الثقة وخلق الظروف اللازمة لإقامة حوار بناء بشأن النزاعات البحرية، طالب الجيش الفيليبيني مؤخراً الصين بتعويضه عن الأضرار التي لحقت به في الاشتباك الأخير في 17 يونيو الماضي، ودعا بكين إلى إعادة الأسلحة النارية التي جرى الاستيلاء عليها. حيث ذكرت وسائل إعلام رسمية فيليبينية، أمس الخميس، أن الجنرال روميو براونر، رئيس أركان القوات المسلحة في مانيلا، طالب الصين، في أعقاب الأمر الذي أصدره ماركوس الابن لنزع فتيل التوترات في بحر الصين الجنوبي، بإعادة سبعة أسلحة نارية. ونقلت عن المسؤول العسكري الفيليبيني قوله: "نطالب الصين بدفع 60 مليون بيزو (حوالي مليون دولار) عن الأضرار التي تسببت فيها".