اجتماع أوروبي رباعي لبحث أزمة أوكرانيا

26 يناير 2022
مخاوف من غزو روسي محتمل لأوكرانيا (فرانس برس)
+ الخط -

تعقد، اليوم الأربعاء، كل من فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا اجتماعاً في باريس، بشأن أوكرانيا على مستوى المستشارين الدبلوماسيين، في إطار صيغة "النورماندي" المكلفة الإشراف على حسن تنفيذ "اتفاقيات مينسك" للسلام لعام 2015.

وتهدف محادثات السلام الرباعية إلى المساعدة في إنهاء صراع طويل في شرق أوكرانيا بين قوات الحكومة الأوكرانية والانفصاليين الموالين لموسكو.

من جهته قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل إنه يجب على الاتحاد التدخل في حال تعرّض المدنيين بأوكرانيا للخطر، كما حدث في أفغانستان في الأشهر الماضية.

جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته الثلاثاء في ندوة بعنوان "أوروبا في خطر"، وصف فيها الحشود العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا بـ"أكبر تحدٍ" يواجه الاتحاد الأوروبي منذ الحرب الباردة.

وأشار بوريل إلى مشروع "البوصلة الاستراتيجية" التي صاغها بنفسه، موضحاً أنها تتضمن 4 عناوين رئيسية، وتتألف من 35 صفحة.

وأضاف أنها تحتوي تعزيز دور الاتحاد الأوروبي في إدارة الأزمات، وتعزيز قدارته الدفاعية، وضمان مقاومة الأزمات، وتأسيس علاقات الشراكة مع دول ثالثة.

وأوضح أنه في حال هجوم روسيا على أوكرانيا، فإنه يجب على الاتحاد الأوروبي التدخل لإنقاذ المواطنين المدنيين، كما حدث في أفغانستان الصيف الماضي.

وأردف: "ولهذا السبب تقترح البوصلة الاستراتيجية تشكيل قوة قوامها 5 آلاف جندي للتدخل السريع في الأزمات".

اجتماع بين بوتين ونخبة من رجال الأعمال

إلى ذلك قال منظمون إن اجتماعاً بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورؤساء بعض الشركات الإيطالية الكبرى لتعزيز روابط الأعمال بين البلدين سيعقد، اليوم الأربعاء، على الرغم من تصاعد التوترات بشأن أوكرانيا.

وسيعقد الاجتماع، الذي كان مقرراً أصلاً في نوفمبر/ تشرين الثاني، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة وسيشارك فيه رؤساء شركات مثل مجموعة "إيني" للطاقة وعملاق الكهرباء "إينيل" وبنك "يوني كريدت".

وقال أحد المنظمين "إيطاليا أحد أكبر المصدّرين إلى روسيا والهدف من الاجتماع هو تحفيز الحوار بين الجانبين".

واجتماع الأربعاء الذي تشارك فيه 20-25 شركة نظمته غرفة التجارة الإيطالية الروسية ولجنة الأعمال الإيطالية الروسية التي يرأسها ماركو بروفيرا رئيس مجموعة بيريلي لصناعة إطارات السيارات.

وكانت إيطاليا خامس أكبر شريك تجاري لروسيا في 2020 وارتفع حجم التجارة بين البلدين في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي بنسبة 44% على أساس سنوي.

واشنطن تحذّر بيلاروسيا من رد "حاسم" في حال ساعدت موسكو على غزو أوكرانيا

في الأثناء حذّرت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، بيلاروسيا من رد انتقامي في حال ساعدت حليفتها روسيا على غزو أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس "لقد أوضحنا لبيلاروسيا أنها في حال سمحت باستخدام أراضيها في هجوم ضد أوكرانيا ستواجه رداً سريعاً وحاسماً من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا".

وتابع برايس "في حال حصل غزو انطلاقاً من بيلاروسيا، إذا تمركزت قوات روسية بشكل دائم على أراضيها، قد يتعيّن على حلف شمال الأطلسي أن يجري إعادة تقييم لطريقة انتشار قواتنا الخاصة في الدول المحاذية لبيلاروسيا".

ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد قمع احتجاجات حاشدة مناهضة له طعنت بشرعية فوزه بولاية رئاسية جديدة.

والشهر الماضي أعلن لوكاشينكو عن مناورات عسكرية مشتركة بين بلاده وروسيا، ما دفع بالولايات المتحدة إلى التحذير من خطر دخول أسلحة نووية إلى البلاد.

وجاء ذلك بعدما نشرت روسيا عشرات الآلاف من جنودها عند الحدود مع أوكرانيا، مما دفع الدول الغربية إلى إطلاق تحذيرات من أي غزو للجمهورية السوفييتية السابقة الغربية التوجّه.

قرار نشر القوات الأميركية بأوروبا "لم يتخذ بعد"

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أمس الثلاثاء، أنّ القرار بشأن نشر قوات أميركية إضافية في أوروبا لم يتخذ بعد.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، جون كيربي، إنّ الجنود الأميركيين، الذين وضعوا في حالة تأهب قصوى، الإثنين، لا يزالون داخل الأراضي الأميركية ومستعدين للتحرك متى اتخذ "الناتو" قرار تفعيل قوة الردع.

وأضاف المتحدث باسم البنتاغون أنّ قراراً بإرسال أنظمة دفاع متطورة إلى أوروبا "لم يتخذ بعد"، والمشاورات مع الحلفاء في "الناتو" مستمرة لتحديد احتياجاتهم.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت، الإثنين، رفع جاهزيتها لنشر جنودها بسبب التوترات التي تشهدها أوروبا.

وأمر وزير الدفاع لويد أوستن بزيادة جاهزية وتأهب وحدات عسكرية من نحو 8500 جندي داخل الولايات المتحدة لتكون مستعدة في مدة زمنية قصيرة للانتشار في أوروبا، إذا تم تفعيل قوة الردع السريع التابعة لـ"الناتو".

وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في دونباس.

وأخيراً، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال "شنت هجوماً" على أوكرانيا.

من جهتها، رفضت روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، ونفت وجود أي خطط "عدوانية" لديها تجاه أوكرانيا.

اليابان ستتعاون مع أميركا إذا غزت روسيا أوكرانيا

إلى ذلك، قال متحدث باسم الحكومة اليابانية، اليوم الأربعاء، إنّ اليابان والولايات المتحدة ستتعاونان معاً في حالة إذا ما غزت روسيا أوكرانيا. وأضاف أنّ المحادثات مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بما سيحدث في حالة وقوع الغزو، جرت خلال مؤتمر قمة عبر الهاتف الأسبوع الماضي.

(رويترز، فرانس برس، الأناضول)

المساهمون