تأمل الحكومة الأفغانية أن يعلن اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو) المزمع انعقاده عن بعد اليوم الأربعاء، وغداً الخميس في بروكسل، مواصلة الحلف دعمه لأفغانستان، بينما اعتبرت "حركة طالبان" بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان سبباً لاستمرار دوامة الحرب.
وقالت نائبة الناطق باسم الرئاسة الأفغانية فاطمه مورجل، في بيان، إن بين أفغانستان والحلف الأطلسي اتفاقية للتعاون المشترك على المدى البعيد، وتتطلع أفغانستان لأن يبقى الحلف متعهداً ببنود تلك الاتفاقية.
كما ذكرت مورجل أن كابول تأمل من اجتماع وزراء الدفاع في الحلف في أن يقرّر مواصلة الدعم لأفغانستان، من خلال تدريب قوات الأمن والاستشارة وجوانب أخرى تحتاج فيها أفغانستان إلى مساعدة الحلف.
وكانت الخارجية الأفغانية قد رحبت، في بيان لها، بتصريحات الأمين العام للحلف الأطلسي ستولتنبرغ، والتي مفادها أن خروج قوات الحلف من أفغانستان سيكون بالنظر إلى الوضع فيها والحالة الأمنية.
وقالت الخارجية الأفغانية إن خروج قوات الحلف والقوات الأميركية من أفغانستان بشكل مسؤول، وبالنظر إلى الحالة السائدة في أفغانستان، أمر مهم، وهو سيساعد عملية السلام الأفغانية، منوهة إلى أن خروج القوات الأجنبية من أفغانستان لا بد وأن يكون بصورة مسؤولة.
وعلى العكس من ذلك، فقد أكدت "حركة طالبان" أن خروج القوات الأجنبية كاملة من أفغانستان وفق اتفاقية الدوحة أمر ضروري وفي صالح الجميع، مؤكدة أن الحركة ملتزمة بتعهداتها، وهي تطلب من الجانب الأميركي وحلفائها الالتزام باتفاق الدوحة.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "طالبان" الملا عبد الغني برادر، في رسالة إلى الشعب الأميركي، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها قد أدركوا أن أزمة أفغانستان لا يمكن حلّها إلا عبر التفاوض، ومن أجل ذلك أبرم الاتفاق مع الحركة في فبراير/شباط من العام الماضي.
وجاء في جزء من الرسالة، أنه بعد مضي عام من إبرام ذلك التوافق، تطلب الحركة من الجانب الأميركي أن يظل ملتزماً بتطبيق التوافق.
ويُتوقع أن يعقد اليوم الأربعاء وغداً الخميس، في العاصمة البلجيكية بروكسل، اجتماع وزراء الدفاع في حلف الشمال الأطلسي عن بعد، وأن تكون قضية أفغانستان من أهم القضايا التي تناقش هناك.
وقبل الاجتماع، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستين، أن رسالة بلاده ستكون واضحة للحلف الأطلسي، وهي أن يكون القرار للجميع موحداً وأن يكون عمل الجميع بشكل منسق.
وسبق أن أكدت الولايات المتحدة الأميركية أنها تنوي مراجعة الاتفاق بينها وبين "طالبان"، وهو ما رحبت به الحكومة الأفغانية أيضاً، لكن المراقبين في أفغانستان يرون أن بقاء القوات الأميركية وقوات الحلف في أفغانستان سيشكل ضربة للحوار الأفغاني المتوقف حالياً لأسباب غير معروفة، وأنه سيغذي دوامة الحرب في البلاد، لا سيما وأن "طالبان" قد هدّدت باستهداف القوات الأجنبية في حال بقائها في أفغانستان بعد شهر مايو/أيار، حيث ينص اتفاق الدوحة على خروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول شهر مايو المقبل.