- ناقش المندوبون العرب الأوضاع الإنسانية في غزة، محملين إسرائيل المسؤولية ودعم حق الفلسطينيين في دولة مستقلة، مع دعوة العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
- أشار مندوب فلسطين إلى الأخطار الإنسانية والأمنية من الاقتحامات الإسرائيلية، مطالبًا بقرارات دولية وعربية للضغط على إسرائيل لوقف أعمالها والتوصل إلى حل سياسي.
انطلقت، اليوم الأربعاء، أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، بمقر الأمانة العامة للجامعة، برئاسة السفير حسين سيدي عبد الله الديه، سفير موريتانيا لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية (الرئيس الحالي لمجلس الجامعة)، وحضور مندوبي الدول العربية وممثليها، لمناقشة تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والاجتياح المحتمل لمدينة رفح أقصى جنوبيّ القطاع.
وقال المندوب الموريتاني، في كلمته، إن "الاجتماع الطارئ للمندوبين الدائمين يأتي في ظروف استثنائية في ظل إصرار إسرائيل على ارتكاب جرائمها في قطاع غزة، مع دخول الحرب شهرها السابع، في ظل رفض تام للمجتمع الدولي". وشدد على "ضرورة العمل الجاد للوقف الفوري لإطلاق النار مع توصيل المساعدات الإنسانية لسكان القطاع"، معتبراً أن ما يحدث "يمثل محاولة لتجويع سكان القطاع في لحظة حرجة للغاية".
من ناحيته، حمّل مندوب مصر لدى الجامعة، محمد مصطفى عرفي، الاحتلال الإسرائيلي "ما سيسفر عنه الاجتياح المحتمل لمدينة رفح من تداعيات كبيرة ستطاول الجميع، وفي القلب منهم إسرائيل"، على حد قوله. وقال عرفي إن "تكرار القصف الاسرائيلي حال دون تمرير المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، وهو ما يعكس إصرار الاحتلال على استخدام سلاح التجويع، ومع ذلك تسعى مصر للتنسيق لزيادة حجم المساعدات المقدمة إلى سكان القطاع".
وحذّر المندوب المصري في كلمته من "أية تجاوزات ترتكبها قوات الاحتلال أو المستوطنون بحق المسجد الأقصى، وما قد يسفر عنه من استفزازات"، مشدداً على "دعم مصر غير المشروط للشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة"، قائلاً إنها "حقيقة تاريخية، وإن كفاح الأجيال سيكلل بالنجاح"، ودعا دول العالم إلى "الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليقفوا في الجانب الصحيح من التاريخ".
بدوره، قال مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، مهند العكلوك، إن "إقدام إسرائيل على اقتحام رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية، حيث يعرّض حياة أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني نزحوا قسراً، بناءً على أوامر الاحتلال الإسرائيلي للخطر، بينما سيؤدي إلى تهديد الأمن القومي العربي". وأضاف، خلال كلمته أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، أن "الولايات المتحدة تعلن رفضها لاقتحام رفح، إلا أنها في الوقت نفسه تصدّر السلاح للاحتلال، وهذا موقف يبدو متناقضاً".
وأضاف العكلوك أن "إصرار إسرائيل على تهجير الفلسطينيين وارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، يستوجب قراراً من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، على اعتبار أن الأعمال الإسرائيلية تمثل تهديداً صارخاً للسلم والأمن الدوليين". وشدد على أن "الاقتحامات اليومية للمدن الفلسطينية وتخريب الممتلكات والمزارع وإرهاب المستوطنين، تعزز الحاجة الملحّة لدى الدول العربية نحو اتخاذ قرارات مؤثرة اقتصادية وقانونية ودبلوماسية من شأنها الضغط على الاحتلال وجعلها أكثر قدرة على التأثير".
ويبحث الاجتماع، الذي يعقد بناءً على طلب دولة فلسطين وتأييد الدول العربية، التحرك العربي والدولي لوقف جريمة الإبادة الجماعية وسياسة التجويع والتهجير التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك التحرك العربي والدولي في إطار الحل السياسي للقضية الفلسطينية. ويناقش التحرك العربي والدولي في ضوء التهديدات الإسرائيلية المستمرة باجتياح وشيك لمدينة رفح، التي تؤوي ما يزيد على 1.5 مليون نازح ومواطن فلسطيني، بالإضافة إلى تعنّت إسرائيل ورفضها تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وآخرها القرار رقم (2728)، الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار في شهر رمضان المبارك.