دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء اليوم الأربعاء، لاجتماع عاجل يضم أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح" في مقر الرئاسة في رام الله، فيما يتوقع أن يصل فريق أميركي للأراضي الفلسطينية يوم غد الخميس.
ووصف الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الاجتماع الذي دعا له عباس بـ"العاجل والهام".
وأكد مسؤول فلسطيني رفيع لـ"العربي الجديد" أن "اجتماع القيادة الفلسطينية سوف يؤكد على التزام القيادة الفلسطينية بالمسار السياسي والدبلوماسي، والمسار القانوني للمحكمة الجنائية الدولية، وأهمية اتخاذ مجلس الأمن موقفا من الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين العزل والتي أسفرت عن نحو 56 شهيدا ومئات الجرحى وتدمير المنشآت الفلسطينية في قطاع غزة".
وتابع المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه: "نحن مصرون على استكمال المسار السياسي والدبلوماسي مع الإدارة الأميركية واللجنة الرباعية، سيما عبر القناة التي تم فتحها مع فوز الرئيس جوزيف بايدن والتي تمثلت بنائب مساعد وزير الخارجية هادي عمر، والذي يتم الحديث معه عبر وزير الشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، وعبر بعض رجال الأعمال الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الأميركية".
في غضون ذلك، أكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن الفريق الأميركي الذي يترأسه نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية في دائرة الشرق الأوسط، هادي عمر، والذي كان مقررا له أن يصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة الاثنين القادم سيعجل بزيارته لتكون يوم غد.
وعزت المصادر ذاتها السبب وراء التعجيل بالزيارة لتدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقيام فصائل المقاومة في قطاع غزة بقصف أهداف للمستوطنين في القدس بعد اعتداءات الاحتلال على المصلين العزل في المسجد الأقصى على مدار أيام، وإعلان إسرائيل العدوان على قطاع غزة.
وأضافت المصادر أن سبب تقديم موعد الزيارة يعود للأوضاع المتفجرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة والقطاع والقدس، والتي تدحرجت لتطال الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 داخل الخط الأخضر.
في المقابل، أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن عمر يصل تل أبيب في وقت لاحق اليوم لبحث سبل التوصل لتهدئة.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد أعلنت يوم أمس، عن تسلم الرئيس الفلسطيني، رسالة خطية من نظيره الأميركي، "تناولت آخر التطورات السياسية والأوضاع الراهنة والعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ودولة فلسطين" حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
لكن إعلام الاحتلال الإسرائيلي كشف مساء أمس، عن محتوى الرسالة والتي طالب فيها بايدن: "الرئيس محمود عباس باحتواء التصعيد الحالي مع إسرائيل".
وتسلمت الرئاسة الفلسطينية الرسالة من رئيس قسم الشؤون الفلسطينية في السفارة الأميركية في القدس جورج نول، وهو مجرد موظف في السفارة الأميركية.
وحول اجتماع القيادة الفلسطينية، وصفت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" الدعوة لاجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بأنها "جاءت متأخرة كثيراً، وأثبتت انفصال الحالة القيادية الفلسطينية عن مجرى الأحداث".
وأضافت "الجبهة" في بيان لها وصل "العربي الجديد" نسخة منه أن ممثلها في اللجنة التنفيذية وعضو مكتبها السياسي تيسير خالد، كان قد دعا، منذ حوالي عشرة أيام لاجتماع نظامي للجنة التنفيذية، لتتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والقيادية إزاء مجرى الأحداث، بدءاً من قرار إلغاء الانتخابات، وصولاً إلى اشتعال النيران في القدس، وفي حي الشيخ جراح بشكل خاص.
وقالت "الجبهة" إن "الدعوة للاجتماع الليلة وضعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمام الامتحان الوطني، وأمام خيارين، إما أن تتقدم إلى الأمام لتحتل موقعها المطلوب منها قيادة وطنية لشعب فلسطين، بكل ما يتطلبه ذلك من قرارات، وإما أن تكتفي بالبيانات فتظل على هامش الأحداث".
وأضافت "الجبهة" أن "اللجنة التنفيذية مطالبة، كحد أدنى الليلة، بترجمة قراراتها وقرارات مجلسنا الوطني، ومجالسنا المركزية، في إعادة رسم العلاقة مع دولة الاحتلال من خلال سحب الاعتراف بدولة الاحتلال إلى أن تعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، على حدود 4 حزيران 67 وعاصمتها القدس".
كما دعت إلى "وقف كل أشكال التنسيق والتعاون الأمني مع سلطات الاحتلال، مقاطعة تامة وشاملة للبضائع الإسرائيلية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، ووقف العمل مع الإدارة المدنية لسلطات الاحتلال، عبر استرداد سجل السكان والأراضي منها، ووقف المعاملات الإدارية والتجارية وغيرها. وتأكيد السيادة الوطنية للسلطة الفلسطينية على أرضها ومستقبلها، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية".
بدوره أكد أمين عام حركة "المبادرة الوطنية"، مصطفى البرغوثي، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "المطلوب اليوم من اجتماع القيادة هو إلغاء كافة الاتفاقيات وعلى رأسها أوسلو تنفيذا لقرارات المجلس المركزي والوطني الفلسطيني، ووقف التنسيق الأمني، والدعوة لاجتماع أمناء الفصائل لوضع استراتيجية وطنية وتشكيل قيادة وطنية موحدة للمرحلة".