يعقد وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، اجتماعاً في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل، اليوم الخميس وغداً الجمعة، لبحث عدد من الملفات أبرزها أفغانستان.
ومن المقرّر أن يبحث الوزراء، وفق "الأناضول"، الوضع في أفغانستان بعد انسحاب قوات الحلف، وما يمكن فعله للحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها هناك على صعيد مكافحة الإرهاب. كما سيتناول الوزراء العلاقات بين "الناتو" وكل من روسيا والصين.
ومن المتوقع أن يشهد اليوم الثاني من القمة مشاركة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بهدف تناول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي و"الناتو".
ستولتنبرغ: على أوروبا وأميركا الاتفاق
وحض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس الأربعاء، عشية الاجتماع، على عدم السماح للخلافات بشأن الانسحاب من أفغانستان بأن تتسبب بانقسامات داخل صفوف الحلف.
وقال ستولتنبرغ، للصحافيين، وفق ما نقلته "فرانس برس"، إنّ "الخلافات أو الاختلافات في الآراء بشأن "أوكوس" وأفغانستان داخل الحلف لن تبدل من الحاجة الأساسية والرسالة بأن على أوروبا وأميركا الشمالية أن تقفا معاً"، مضيفاً: "نواجه عالماً أكثر تنافسية، ونواجه المزيد من التخاصم بين الدول، لذا من الأهم أن تتكاتف الدول الثلاثون داخل الحلف".
وشدد ستولتنبرغ على أنه لا يزال من السابق لأوانه استخلاص النتائج النهائية، مضيفاً: "لكن يجب ألا نتوصل إلى نتيجة خاطئة بشأن أفغانستان، ونعتقد أنه لا ينبغي على الحلف أن ينخرط مجدداً في عمليات عسكرية مشتركة مع حلفائه لمحاربة التطرف أو الإرهاب". وأشار ستولتنبرغ إلى أنه جرت مشاورات واسعة بين الولايات المتحدة وحلفاء آخرين بشأن قرار الانسحاب. وأضاف "كانت الرؤية واضحة بالنسبة إلينا حول خطر عودة طالبان"، مضيفاً: "لكننا كنا على دراية أيضاً بأن بديل البقاء ينطوي على المزيد من العنف والقتال، وأيضاً على الأرجح حاجتنا لزيادة عديد قوات حلف شمال الأطلسي".
من ناحية أخرى، أعرب ستولتنبرغ، عن أسفه لقرار روسيا وقف عمل بعثتها الدائمة لدى الحلف، مؤكداً انفتاح "الناتو" على الحوار مع موسكو.
وقال ستولتنبرغ: "نأسف لهذا القرار الذي لا يدعم الحوار والتفاهم المتبادل. تظل سياسة الناتو ثابتة. الحلف لا يزال منفتحاً على الحوار مع روسيا". وأكد أن المقترحات الخاصة باجتماع مجلس الناتو وروسيا الذي انعقد آخر مرة في عام 2019، لا تزال سارية.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، أنّ بلاده ستعلق عمل بعثتها لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو" اعتبارًا من 1 نوفمبر/تشرين الثاني، رداً على طرد "الناتو" 8 أعضاء من البعثة الروسية لديه، متهماً إياهم بأنهم "يعملون سراً بصفتهم ضباط مخابرات".
بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قبل الاجتماع "سنناقش دور حلف شمال الأطلسي ما بعد أفغانستان".
روسيا والصين وإيران لـ"طالبان": لانتهاج سياسات معتدلة
وكانت كلّ من روسيا والصين وإيران، قد دعت، الأربعاء، إلى العمل مع سلطة "طالبان" في أفغانستان من أجل ضمان "استقرار" المنطقة المعرضة إلى مخاطر كبيرة على صعيد الأمن، وحضّت الحركة الإسلامية المتشددة على انتهاج "سياسات معتدلة". وأعربت الدول الثلاث في بيان مشترك صدر في ختام محادثات عُقدت في موسكو بمشاركة "طالبان"، وفق "فرانس برس"، عن "قلقها إزاء أنشطة منظمات إرهابية محظورة في أفغانستان"، كما "جددت تأكيد عزمها على مواصلة الدفع باتّجاه تعزيز الأمن في البلاد بما يسهم في الاستقرار الإقليمي".
وشارك في محادثات موسكو، وهي الأولى الدولية التي تجرى على الأراضي الروسية منذ استيلاء "طالبان" على الحكم في أفغانستان، عشر دول إقليمية هي روسيا والصين وإيران وباكستان والهند، بالإضافة إلى الجمهوريات السوفييتية السابقة الخمس في آسيا الوسطى. ولم تشارك الولايات المتحدة في المحادثات "لأسباب لوجستية"، وفق وزارة الخارجية الأميركية التي قال المتحدث باسمها نيد برايس الإثنين "سيسعدنا أن نشارك في هذا المنتدى في المستقبل، لكن لا يمكننا أن نشارك هذا الأسبوع".
وطالبت الدول المشاركة في المحادثات، "طالبان" بانتهاج "سياسات معتدلة" في شؤون أفغانستان الداخلية والخارجية، وفق إعلان مشترك نُشر في ختام المحادثات. كذلك دعا المجتمعون الحركة إلى تبني "سياسات ودية تجاه الدول المجاورة لأفغانستان، وإلى تحقيق الأهداف المشتركة بإرساء سلام مستدام وأمن وازدهار على المدى الطويل".