احتجاجات السويداء: رفض مشاريع التقسيم والتمسك بإسقاط النظام

01 نوفمبر 2024
خلال تظاهرات اليوم في ساحة الكرامة، 1 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

تواصلت الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء جنوبي سورية اليوم الجمعة، للشهر الثالث من عامها الثاني، مطالبة بإسقاط النظام وتطبيق القرارات الدولية الخاصة، وفي مقدمتها القرار الأممي 2254. وفي هذا السياق، حثَّ المحتجون الهيئات الدولية بالعمل على دعم الشعب السوري في الخلاص من المأساة التي يعيشها منذ عام 2011، منددين بخطوات تعويم النظام وتطبيع العلاقات معه.

وجاءت احتجاجات اليوم بعدما أحدثت مشاركة اللجنة السياسية في السويداء بمؤتمر بروكسل الذي نظمته "مسد" الأسبوع الفائت، شرخاً بين المشاركين في ساحة الكرامة، حيث تباينت الآراء والمواقف بين الفرقاء حول أحقية اللجنة السياسية المنبثقة عن الهيئة العامة للحراك في تمثيل أهالي السويداء والمشاركة في مؤتمر تنظمه جهات مصنفة بأنها داعية للانفصال وتتبع لقوى الأمر الواقع. ورفع المشاركون شعارات واللافتات تعبر عن سخطهم ورفضهم المشاركة في أي مؤتمر "لا يكون وطنيًا جامعًا، وتحت إشراف الأمم المتحدة"، فيما ذهب آخرون لمطالبة اللجنة السياسية بالتراجع والاعتذار أو الاستقالة.

 من جهته، أكد الناشط المدني عدنان أبو عاصي لـ"العربي الجديد"، أن "حضور اللجنة السياسية المؤتمر هو نسفٌ لجهود أربعة عشر شهراً من الانتفاضة دون انقطاع. لأن هذا المؤتمر أراد أن يحصل على شرعية من خلال الاتكاء على انتفاضة سلمية نبيلة أذهلت العالم بالنوع والكم والأهداف الوطنية التي ترفض المساومة".

وأشار أيضًا إلى أن "مسد" لا علاقة لها بالثورة، وأنها كانت "خنجراً في خاصرتها"، وأنها ذات مشروع قومي فوق سوري، ومرتهنة بالأوامر الخارجية، بحسب قوله. وأضاف: "حصلت (مسد) على شرعيتها بالحديد والنار، ولم تقدم نموذجاً يحتذى. بل كانت وجهاً آخر للاستبداد والفئوية والقمع. ولا بد من التأكيد أن المستهدف في هذا الكلام مسد وقسد. وليس أهلنا الأكراد الذين هم جزء أساسي من الشعب السوري".

وأوضح أن القوى الوطنية دعت أكثر من مرة "اللجنة السياسية للتراجع عن الخطأ وتأكيد ما أنجز حتى الآن، في إطار الحرص على وحدة الصف وحماية ساحة الكرامة والحراك السلمي النبيل من التشظي وخسارة جهود الأحرار". وكان تجمع القوى الوطنية قد أصدر بيانا استنكر فيه مشاركة اللجنة السياسية في مؤتمر بروكسل وطالبها بالتراجع والاعتذار، معتبرا أن هذا المؤتمر فئوي ومناطقي ولا يمثل تطلعات الشعب السوري في التحرر والوطن الواحد.

من جهته، قال جمال الشوفي، أحد أعضاء اللجنة السياسية المشاركة في المؤتمر، لـ"العربي الجديد": "نحن نسعى للحوار مع كل مكونات المجتمع السوري من أجل كسر الجليد ودفع كل المكونات إلى طاولة حوار وطنية، ومن بينها مسد، وقد شاركنا في هذا المؤتمر بصفة ضيف، وقدمنا وجهة نظرنا في حل المشكلة السورية، وكان واضحاً أننا لن نوافق إلا على مؤتمر وطني جامع لكل السوريين وبإشراف دولي ووفق القرار 2254. وأما عن شكل الإدارة فهذا يتفق عليه السوريون بعد إنجاز الحكومة الانتقالية والانتخابات الشرعية".

وأضاف: "لم نشارك في مخرجات مؤتمر بروكسل أو الانتخابات، وفي الوقت نفسه نحن من موقعنا نسعى لنكون بحراكنا المدني السلمي في السويداء نقطة انطلاق لجمع كل السوريين، بكافة الأطياف والتيارات بعدما استعصى الحل السوري".

وكانت السويداء قد شهدت يوم أمس عدداً من الأحداث الأمنية، كان أهمها إطلاق الأجهزة الأمنية في دمشق سراح الشيخ بهاء الشاعر، والذي اختطف منذ نحو ستة أشهر بتاريخ 5 أيار/مايو بعد خروجه من منزله من قبل مجموعة مدعومة أمنياً، حيث قام بالمقابل تجمع أحرار الجبل باحتجاز ضابطين وعنصرين من القوى الأمنية، ولم يفرج عنهم إلا قبل أيام قليلة بعد وساطات من أهالي المحتجزين وإثر وعود بإطلاق سراحه.

في الوقت نفسه، هددت حركة رجال الكرامة، إحدى العصابات المعروفة بتبعيتها الأمنية في السويداء، والتي يقودها "وعد غرز الدين" بالقصاص، وأمهلت أعضاءها مدة محددة لتسليم أنفسهم إلى القضاء أو سيصبحون بحكم المطلوبين لحركة رجال الكرامة أينما وجدوا. وجاء هذا الإنذار بعد معلومات وتحقيقات عرفت من خلالها الحركة بنيّة العصابة اغتيال قادة من الحركة.

كما ألقى شخص من آل الشاعر قنبلة يدوية باتجاه زوجته أثناء محاولة الفرار منه واللجوء إلى مقام عين الزمان، ما أدى لإصابتها بجروح خطيرة نُقلت على أثرها إلى المشفى العام، في وقت استطاع عدد من الأهالي إلقاء القبض على الجاني وقاموا بتسليمه للجهات الأمنية. وفي ساعات المساء، أصيب أحد اليافعين بطلق ناري بالقرب من فرع المخابرات الجوية، أثناء إطلاق نار عشوائي من عناصر الفرع ردا على انفجار قنبلة يدوية بالقرب من الفرع. وفي الوقت نفسه، كانت مجموعة أهلية تداهم أحد أوكار عصابات السرقة والاتجار بالمخدرات وتقوم بحرق المكان والمصادرات بعد إلقاء القبض على أفراد العصابة.

المساهمون