سير آلاف السودانيين، اليوم الثلاثاء، موكباً نحو القصر الرئاسي احتجاجاً على ما جاء في تقارير صحافية عن ارتكاب قوات الشرطة "جريمة اغتصاب" أثناء تفريقها لـ"مليونية 14 مارس"، أمس الإثنين.
وتجمع آلاف الأشخاص بمحطة باشدار في الخرطوم، بناء على دعوة من لجان المقاومة السودانية، التي أطلقت "مليونية ما بكسروك"، رفضاً لحالات الاغتصاب التي رافقت الحراك السلمي ضد الانقلاب العسكري، والتي تعتبرها منظمات نسوية محاولة من الانقلاب لـ"كسر روح المرأة ووقف مشاركتها الكبيرة في الاحتجاجات الشعبية ضد الانقلاب العسكري".
ووصل المحتجون إلى مدخل شارع القصر الرئاسي، قبل أن تستخدم الشرطة القنابل الصوتية والغاز المسيل لدموع لمنعهم من التقدم إلى محيط القصر الرئاسي.
ومنذ أمس، الإثنين، عم الغضب الشارع السوداني ووسائط التواصل الاجتماعي بعد الكشف عن حادثة اغتصاب طالبة جامعية من دولة جنوب السودان نفذها أشخاص بزي الشرطة في محيط منطقة "مليونية" 14 مارس في وسط الخرطوم.
وقال تجمع المهنيين السودانيين، في بيان، إن "الطغمة الانقلابية تواصل ارتكاب الجرائم بحق الثوار، فالقتل والتعذيب والإرهاب والاغتصاب ممارسات تحدث يوميا من قبل العناصر الأمنية والعسكرية، وهم قطاع طرق وبلطجية ورباطة ليس إلا، وأن آخر جرائمهم ما حدث عند كبري المسلمية حينما هاجموا حافلة ركاب واغتصبوا طالبة جامعية".
وأضاف التجمع أن الجريمة تضاف إلى "سلسلة الانتهاكات التي ارتكبوها، ولقد اقترب يوم الحساب كما اقتربت ساعة النصر"، مشيراً إلى أن تلك الممارسات "تزيد السودانيين إصراراً على اقتلاع الانقلاب من جذوره ومعاقبة القتلة والمغتصبين".
وفي الأثناء، شهدت مدينة بورتسودان، مركز ولاية البحر الأحمر، تظاهرة رافضة لزيارة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، اليوم الثلاثاء.
وأشعل المحتجون إطارات السيارات القديمة وأغلقوا الشوارع بالمتاريس رفضاً لزيارة محمد حمدان دقلو لبورتسودان، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وقالت لجان المقاومة بالمدينة إنها ترفض تلك "الزيارة المشؤومة المنبوذة"، وأن "طرقات هذه المدينة أشرف من أن يطأها هؤلاء الانقلابيون بائعو الوطن عديمو الوطنية"، وأن "الطريق إلى الحرية والسلام والعدالة يبدأ بإسقاط الانقلاب العسكري وتقديم عضويته للعدالة الناجزة على ما اقترفوه من مذابح ومجازر بحق الشعب السوداني".
وفي مدينة نيالا، غرب السودان، سيّر معلمو المدينة موكباً احتجاجياً على اعتقال وضرب معلمين أمس بمدرسة نيالا الثانوية من قبل قوات الشرطة، وأعلن المعلمون توقفهم تماماً عن العمل لحين محاسبة المتورطين في الاعتداء.
من جهتها، قالت لجنة المعلمين السودانيين المركزية إن ما حدث لمعلمي مدرسة نيالا الثانوية بنين هو امتداد لما ظلت تقوم به "أجهزة القمع والبطش"، التي "تحاول توهما كسر عزيمة الشعب، وهي لا تعلم أنها بهذه الجرائم إنما تزيد فاتورة ستدفعها مرغمة عاجلاً أو آجلاً".
وأشارت اللجنة إلى أنها ستسير الخميس المقبل "موكب رد الكرامة" لتسليم مذكرة لوزارة الداخلية تطالب بمحاسبة مرتكبي جريمة مدرسة نيالا الثانوية، ومذكرة أخرى للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تحوي رصداً لكل الانتهاكات التي تعرض لها المعلمون والتلاميذ والطلاب داخل المدارس وخارجها منذ انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول.