شهدت مدينتا خاش وراسك ومدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان، جنوب شرقي إيران، تجمعات احتجاجية، اليوم الجمعة، أثناء صلاة الجمعة في الذكرى الأولى لما يصفه المحتجون بـ"الجمعة السوداء"، حيث لقي عشرات المتظاهرين حتفهم في تجمع أمام مقر للشرطة في مثل هذا اليوم قبل عام.
وتُظهر فيديوهات تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي في إيران ومواقع إيرانية معارضة المواطنين في مدينة زاهدان وهم يرددون هتافات سياسية ضد مسؤولين إيرانيين أثناء توجههم إلى مسجد "مكي" لأهل السنة، المعروف في المدينة، كما تظهر احتجاجات بعد الصلاة في محيط المسجد.
وتحدث موقع "حال وش" البلوشي المعارض عن مواجهات وإطلاق نار صوب المتظاهرين وإصابة 29 منهم، لكن السلطات لم تعلق بعد على هذه الأنباء.
وذكر الموقع أن احتجاجات خرجت أيضاً في مدينة خاش وراسك في المحافظة، وأن السلطات الإيرانية أرسلت تعزيزات عسكرية على مدار الأيام الماضية إلى مدينة زاهدان ومحيط مسجد مكي استعداداً لمواجهة إحياء ذكرى حادثة مقتل المتظاهرين أمام مقر للشرطة، أثناء الاحتجاجات التي عمت إيران، الخريف الماضي، إثر وفاة الشابة مهسا أميني في مقر الشرطة، حيث أوقفت على خلفية اتهامها بخرق قواعد الحجاب.
وانتشرت خلال الفترة الأخيرة دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي لإحياء هذه المناسبة في سيستان وبلوشستان.
#عاجل - إيران: مظاهرات الشعب #بلوشستان في مدینة زاهدان اليوم الجمعة في #إيران#patlama pic.twitter.com/v1SRoAVrfy
— سياق بوست (@Syaq_Post) September 29, 2023
في الأثناء، قالت وكالة "مهر للأنباء" الإيرانية وشبه الرسمية، في تقرير حمل عنوان "ظهر هادئ في زاهدان"، إن قوات الأمن استقرت في الطرقات المؤدية إلى مسجد مكي تحسباً لوقوع اضطرابات ومنع إدخال "أدوات تخريب" إلى محيط إقامة صلاة الجمعة وأطراف المسجد.
وأضافت الوكالة أنه بعد خروج المصلين من مسجد مكي، قام "عدد محدود" منهم بإطلاق هتافات سياسية "منتهكة للحرمات وسعوا إلى خلق اضطرابات".
وفيما تتهم مواقع إيرانية معارضة قوات الأمن بإطلاق النار صوب المتظاهرين، قالت "مهر" إن "عدداً من المحتجين رموا الحجارة والحديد صوب قوات الأمن، مما عرقل بشكل جاد الحركة في الشوارع".
وتابعت أنه مع "تصاعد الاضطرابات قامت قوات الأمن والقوات الخاصة بتفريق أولئك الذين رموا الحجارة وأطلقوا الهتافات السياسية"، متحدثة عن "عودة الهدوء" إلى محيط مسجد مكي وفتح الطرقات "رغم دعوات واسعة من التيارات المعادية للثورة".
وفي خطبته بصلاة الجمعة، تحدث خطيب السنة في مدينة زاهدان، المولوي عبد الحميد إسماعيل زهي، عن أحداث العام الماضي، قائلاً إنها "كانت مريرة للشعب الإيراني والعالم صاحب الضمير"، مشيراً إلى مقتل 100 شخص وإصابة 30 آخرين بجروح فيها.
وأكد إسماعيل زهي أن أهالي المحافظة يطالبون بمحاكمة مرتكبي هذه الجريمة، غير أنه في الوقت ذاته قال إن "القضاة في إيران غير مستقلين ونحن لا نتأمل بتحقق العدالة".
كما اتهمت وكالات أنباء ووسائل إعلام رسمية وشبه رسمية من وصفتهم بأنهم "مجموعات انفصالية" والمعارضة الإيرانية بتنظيم حملات إعلامية لتحريض المواطنين البلوش على "أعمال الشغب"، اليوم الجمعة.
وفي العام الماضي، في مثل هذا اليوم، اجتمع المصلون بعد صلاة الجمعة في مسجد مكي أمام المقر الـ16 للشرطة للتظاهر في سياق الاحتجاجات التي انطلقت حينها في إيران، وخصوصاً بعد انتشار أنباء عن اغتصاب شرطي في مدينة جابهار مواطنة بلوشية، لكن إطلاق نار أدى إلى مقتل العشرات من المحتجين، وقالت الرواية الرسمية إن عددهم وصل إلى 35 شخصاً، فيما يقدّر ناشطون بلوش ومواقع معارضة أن العدد بلغ 100 قتيل.
وأعلنت السلطات الإيرانية تشكيل لجنة تحقيق بشأن الحادث، مع تأكيدها على محاسبة المتورطين، كما عزلت قائد شرطة محافظة سيستان وبلوشستان، وقائد مقر الشرطة الذي أُطلق منه النار صوب المحتجين. إلا أن هذه الخطوات لم ترضِ المحتجين هناك، مع المطالبة بمحاكمة ومحاسبة من يوصفون بأنهم "الآمرون".