احتُجز أربعة شبان من محافظة درعا، الجمعة، في السفارة السورية ببيروت ليرتفع عدد المحتجزين السوريين في السفارة إلى خمسة، فيما صعّدت قوات النظام السوري قصف الأحياء المحاصرة وعدة بلدات في محيط المدينة، جنوبي سورية، بعد مقتل ستة شبان بإطلاق نار من إحدى نقاط التفتيش التابعة للنظام هناك.
وقال الصحافي إبراهيم عوّاد، لـ"العربي الجديد"، إنّ الشبان الأربعة "اختُطفوا من أمام السفارة السورية في بيروت بعد إبلاغهم باتصال هاتفي، من أحد موظفي السفارة، بالحضور لاستلام جوازات سفر لهم، كانوا تقدموا بطلبها في وقت سابق".
وأوضح عوّاد، أنّ "الشبان ينحدرون من مدينة إنخل شمالي درعا، وكانوا مقاتلين في صفوف المعارضة قبل عام 2018، وبعد اتفاق التسوية وتشكيل اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس انضموا إليه، لكنهم اتجهوا إلى لبنان بسبب الظروف المعيشية الصعبة وانقطاع المرتّبات الشهرية عنهم".
وجاءت هذه الحادثة بعد يومين من اختطاف القيادي السابق في فصائل المعارضة بدرعا، توفيق فايز الحاجي، من أمام السفارة السورية في بيروت، بحسب "تجمّع أحرار حوران".
وأضاف التجمع على حساباته الرسمية أنّ الحاجي من أبناء مدينة جاسم الواقعة شمالي درعا، وشغل منصب قائد لواء "فرسان الأبابيل" التابع لـ"جيش الأبابيل" الذي كان ينشط في ريف درعا الشمالي وأحياء جنوب دمشق.
وبيّن التجمع، الذي ينقل أخبار المحافظة، أنّ القيادي السابق غادر الأراضي السورية قبل نحو عشرة أيام باتجاه لبنان عبر طرق التهريب، لافتاً إلى أنه يعتبر أحد أبرز المطلوبين للنظام السوري كونه بقي معارضاً، ورفض الانضمام لأي من تشكيلاته العسكرية بعد تسوية عام 2018.
ميدانياً، قصفت قوات تتبع لـ"الفرقة الرابعة"، التي يقودها شقيق رئيس النظام ماهر الأسد، أحياء درعا البلد المحاصرة بقذائف الهاون والدبابات، كما دارت مواجهات بالرشاشات الثقيلة على محور حي البحار جنوبي درعا البلد بينها وبين شبان المنطقة.
وقصفت القوات المتمركزة على حاجز التابلين وفي تل السمن بقذائف الدبابات السهول المحيطة بمدينة طفس غربي المحافظة.
وارتفع عدد القتلى إلى ستة بينهم قيادي في "اللواء الثامن" المدعوم من روسيا، في كمين نفذه عناصر نقطة تفتيش المخابرات الجوية الواقع بين بلدتي المسيفرة والجيزة، ليلة الخميس الجمعة.
وكانت وصلت إلى مدينة الباب شرقي حلب شمالي سورية، حافلات تقل 79 شخصاً، بعد انطلاقها أمس من أحياء درعا البلد المحاصرة، وتضم مقاتلين وعائلاتهم وعدداً من المدنيين الذين خرجوا بضغوط من النظام وحلفائه، في حين ما زالت المفاوضات متعثرة بخصوص وقف العملية العسكرية على درعا البلد وإنهاء الحصار، وذلك بسبب ضغوط روسية على لجنة المفاوضات لتنفيذ شروط قوات النظام، وسط قصف مستمر من "الفرقة الرابعة" على الأحياء والمنازل، رغم التهدئة الروسية المفترضة.