يلقي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء اليوم الخميس، كلمة أمام الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في ظل انسداد كامل لأي أفق سياسي لعملية السلام عقب القرارات والعقوبات الأميركية المتلاحقة للسلطة، فضلا عن توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق ينهي حل الدولتين، وتصعيد ميداني في الاقتحامات وهدم المباني الفلسطينية، وتمزق في الساحة الفلسطينية الداخلية بعد فشل آخر جولات إنهاء الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس".
ويشهد الشارع الفلسطيني أجواء كبيرة من الاحتقان جراء اعتقال العشرات من أنصار حركة "فتح" في قطاع غزة على يد حركة "حماس"، واعتقال الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية العشرات من أنصار "حماس" خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في "فتح"، منير الجاغوب، لـ"العربي الجديد": "للأسف الشديد اصطدمت حركة "فتح" في قطاع غزة بتصرف غير مسؤول من "حماس" باعتقال أكثر من 120 كادرا حتى هذه اللحظة، واستدعائهم لمقراتها، والهجوم على المطابع التي تقوم بطباعة الدعوات والبوسترات التي تدعم الرئيس أبو مازن".
من جهته، أكد النائب المحسوب على حركة "حماس"، نايف الرجوب، اعتقال الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية العشرات من الشباب والعناصر المحسوبين أو المقربين من الحركة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال الرجوب، لـ"العربي الجديد": "الآن الرئيس عباس، الذي يجمع الكل الفلسطيني، سيلقي خطابا تم وصفه بالتاريخي، وهذا يثير السؤال: "لماذا تنفيذ هذه الاعتقالات في هذا التوقيت، وقد طاولت نحو 100 من عناصر"حماس" والمقربين منها في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة".
وحول مضمون الخطاب، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنان عشراوي، لـ"العربي الجديد"، إن "خطاب عباس سيكون واضحا وصريحا، وسيضع النقاط على الحروف، مؤكدا التزامه بقرارات المجلس الوطني والمركزي، لأن هذه القرارات هي جوهر الخطاب"، لافتة إلى أن "الرئيس أبو مازن أكد على اجتماع للمجلس المركزي نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل".
وتابعت عشراوي: "سيؤكد الرئيس أبو مازن مرة ثانية على رؤيته لمبادرة السلام، وسيقوم بتوزيعها هذه المرة على الحضور، حيث كان قد تحدث عنها مطولا على ذات المنبر العام الماضي".
وحسب عشراوي، فإن "الرئيس أبو مازن سيركز على المخاطر التي تقوّض أي إمكانية للسلام ممثلة بالخطوات الإسرائيلية وإنهاء حل الدولتين عبر الاستيطان المتسارع، وسرقة الأراضي الفلسطينية، والخطوات الأميركية المجحفة والعقابية".
وتابعت: "سيتطرق أيضا إلى الوضع الفلسطيني الذي يحتاج إلى علاج وتدخل إيجابي وليس سلبيا".
وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، في تصريحات لتلفزيون "فلسطين" الرسمي مساء أمس الأربعاء، إن "الخطاب سيكون شاملا لكافة قضايا شعبنا التي تم بحثها في المجلسين الوطني والمركزي، وثمة قضايا سوف تحسم عبر خطاب الرئيس".
وأكد، حسب ما نشرته وكالة "وفا"، أن أبو مازن "سيوضح الحقائق للعالم، وسيتحدث بلوم وعتب شديد، وسيثير مسألة ضرب إسرائيل في عرض الحائط القرارات المنصفة لشعبنا، التي يمنحنا إياها العالم والقانون الدولي.
أما على الصعيد الميداني، فقد تم تداول دعوات للتجمهر في مراكز المدن والبلدات الفلسطينية، حيث سيتم بث خطاب الرئيس مباشرة من نيويورك".
وقال الجاغوب: "هناك دعوات من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في معظم الأقاليم للتجمهر في الساحات العامة، ومتابعة الخطاب، في كل الوطن، الضفة والقدس وغزة، وستكون هناك شاشات عرض في مراكز المدن لمتابعة الخطاب".
وينشط حاليا على صفحات التواصل الاجتماعي وسم "قرارك وطن" و"مع الرئيس" من المئات من نشطاء حركة "فتح".
وتابع القيادي الفتحاوي: "الرئيس أبو مازن دق ناقوس الخطر في الخطاب السابق، وسيفعل الأمر ذاته في خطابه الليلة، وسيؤكد على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، ليرسل رسالة للعالم بضرورة التحرك لنصرة فلسطين التي تعتبر آخر دولة تحت الاحتلال".
وحسب الجاغوب، فإن حركة "فتح" ستبحث بعد عودة الرئيس أبو مازن "انبعاثا وطنيا فلسطينيا جديدا، واستراتيجية وطنية للتحرر توحد الشعب الفلسطيني عبر برنامج واضح، فيما تعكف الحركة حاليا على إيجاد طريقة للإمساك بمعادلة الوحدة الفلسطينية المعقدة للتمهيد لمقاومة الاحتلال وتوحيد الجهود الفلسطينية".