أعلن الجيش الأردني، الثلاثاء، وفاة جديدة بين أفراده، لجندي أصيب أمس الاثنين، خلال مواجهات مع مهربين على الحدود السورية، لترتفع خسائر الجيش الأردني خلال يومين إلى اثنين، أحدهما ضابط، في إطار مكافحة تهريب مخدرات.
إلى ذلك، وجه رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء يوسف الحنيطي بـ"تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها في القوات المسلحة الأردنية"، وملاحقة كل العناصر التي تسعى لما أسماه "العبث بالأمن الوطني"، وتسخير كل الإمكانات والقدرات المتوافرة في القوات المسلحة للتعامل مع عمليات التسلل والتهريب والتصدي لها، بشكل يحفظ أمن المناطق الحدودية واستقرارها.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة، خلال زيارته الاثنين قيادة المنطقة العسكرية الشرقية، إن "القيادة العامة تولي قوات حرس الحدود الأولوية القصوى في دعمها وإسنادها بقوات منتخبة من القوات الخاصة، وقوات رد الفعل السريع، مسندة بطائرات من سلاح الجو، وتذليل المعاضل اللوجستية كافة ضمن مناطق المسؤولية".
وأعلن الجيش الأردني، الأحد، مقتل ضابط وإصابة ثلاثة أفراد، في إطلاق نار على الحدود الشمالية مع سورية، خلال اشتباكات مع مجموعة من المهربين، وأعلن أيضاً وفاة أحد المتسللين الاثنين.
وحول "تغير قواعد الاشتباك"، يقول الخبير الأمني والعسكري جلال العبادي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحوادث الأخيرة تفرض أن تكون قواعد الاشتباك حازمة"، معتبراً أن "ذلك قرار خطير وغير سهل، وهذا يعني تغيراً في معالجة الدولة السياسية والعسكرية لأي معضلة أمنية تواجهها، من حيث نوع السلاح وقوته وطبيعة الرد، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على العلاقات الأردنية مع النظام السوري".
وأضاف أن "الجيوش أحياناً لا تستخدم القوة المفرطة على الحدود، خوفاً من تسلل أشخاص مدنيين ولاجئين، إذ تكون إجراءات الاشتباك تميل إلى الناحية الإنسانية أكثر من العسكرية".
وتابع: "سابقاً كان ينادى على أي شخص يقترب من الحدود بمكبرات الصوت الخارجية، ويطلب منه التوقف في مكانه ومراقبته، وإذا لم يستجب تطلق عيارات نارية بغرض الترهيب، وبعد ذلك نيران للإعاقة، وفي حال ظهور سلاح تُطلَق النار مباشرة"، مضيفاً أن "الإرهابين والمهربين لا يعطون الوقت لمثل هذه الإجراءات ويبادرون لإطلاق النيران، وتكون الخسائر كبيرة".
وتوقع العبادي بعد تغيّر قواعد الاشتباك "أن يجري إطلاق النار فوراً على أي هدف مشتبه فيه"، مرجحاً أن يكون أغلب المهربين والمتسللين مقربين من الفرقة الرابعة المرتبطة بإيران، ومليشياتها و"حزب الله"، وهي التي توجد على الحدود".
وأضاف: "هولاء هم جيش منظم حاربوا بشكل مستمر منذ 8 سنوات، وهم متمرسون في القتال (..) وأغلب القادمين من سورية، في الفترة الأخيرة، يحاولون تهريب الأسلحة والمخدرات. الجيش بعد تغيّر قواعد الاشتباك سيحاول حماية أفراده برد فعل مباشر وسريع".
وحول التعاون والتنسيق بين الجيش الأردني وقوات النظام السوري والجيش الروسي، قال إن "الفرقة الرابعة لا تخضع مباشرة للنظام أو الجيش الروسي، وهي أقرب لإيران، فيما تدير روسيا الفيلق الخامس".
ورأى أن "منطقة الجنوب السوري أصبحت منطقة لإنتاج المخدرات وتصنيعها، وتدرّ المليارات من الدولارات سنوياً على المليشيات الإيرانية والجهات المقربة منها، كـ"حزب الله"، وسوقها الرئيسي كان الخليج العربي، إلا أن الأردن أصبح جزءاً من هذا السوق، وحلّ المشكلة يتطلب تدمير جميع مصانع المخدرات في جنوب سورية".
وتشهد المناطق الحدودية بين الأردن وسورية نشاطاً متزايداً في عمليات التهريب ومحاولات التسلل في الفترة الأخيرة. ويبلغ طول الحدود المشتركة بين البلدين نحو 375 كيلومتراً.