سجلت محافظة درعا ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاختطاف بالتزامن مع استقدام قوات النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى مدينة جاسم في ريفها الشمالي، وسط تهديدات باقتحامها، بعد العمليات العسكرية الأخيرة التي شهدها الريف الغربي للمحافظة.
وبحسب "تجمع أحرار حوران"، اختطف مسلحون مجهولون، ليل الجمعة، الشاب طارق حسين الرشدان من بلدة نافعة في حوض اليرموك، أثناء مروره على الطريق الواصلة بين سحم الجولان وجلين بريف محافظة درعا الغربي.
وقال مكتب التوثيق في التجمّع إنه سجل، خلال أغسطس/آب الماضي، اختطاف ستة أشخاص من محافظة درعا، "أُفرج عن واحد منهم بعد اختطافه ليوم واحد، في حين قتل ثلاثة بعد اختطافهم من قبل عصابات مجهولة، وبقي اثنان قيد الاحتجاز لدى عصابة خطف شرقي درعا طلبت من ذويهم مبلغاً مالياً قدره 400 مليون ليرة سورية".
وبحسب التجمّع، اعتقل حاجز أمني يتبع لفرع الأمن العسكري، الخميس، كلاً من الشابين إسماعيل حسين الجباوي وعلي حسين علي التمر، أثناء وجودهما في مدينة الصنمين شمالي درعا، مُشيراً إلى أن ضباطاً من الفرع تواصلوا في اليوم ذاته مع ذوي المعتقلين، وطلبوا مبلغاً مالياً كبيراً مقابل الإفراج عنهما، مهددين بقتل الشابين في حال لم يدفع المبلغ.
وأوضح التجمّع أن "عصابة مسلحة خطفت الشاب خليل إبراهيم النصار من قرية نمر شمالي درعا، أثناء ذهابه لشراء السماد الزراعي من مدينة جاسم، مطلع الأسبوع الفائت"، مُشيراً إلى أن "ذويه لم يتلقوا أي اتصال من الخاطفين لطلب فدية مالية حتى اللحظة".
وأشار التجمع إلى أن الخاطفين أفرجوا خلال أغسطس/آب عن شخصين جرى اختطافهما خلال شهر يوليو/تموز الفائت، مقابل دفع ذويهما مبالغ مالية طائلة للعصابات الخاطفة، مشيراً إلى أنه عُثر على جثتين لشخصين اختطفا في وقت سابق من هذا العام في محافظة درعا، فيما تواصل خاطفون مع ذوي شاب وأبلغوهم بمقتله بسبب رفضهم دفع الفدية المالية من دون تسليم الجثة.
ولفت التجمّع إلى أن وتيرة عمليات الخطف في محافظة درعا ارتفعت في ظل حال الفلتان الأمني التي تشهدها منذ سيطرة النظام عليها منتصف عام 2018، ودخول المليشيات الإيرانية وانتشارها بشكل كبير فيها.
وتزايدت حالات الخطف وجرائم القتل في مناطق سيطرة النظام السوري في الآونة الأخيرة، بسبب تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في معظم مناطق سيطرته.
وفي سياق متصل، استقدمت قوات النظام السوري تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محيط مدينة جاسم شمالي محافظة درعا، في سياق حصارها والتضييق على المدن الخاضعة لسيطرتها هناك، لا سيما أن قوات النظام صعّدت خلال الشهر الفائت في مدينة طفس بريف درعا الغربي، من خلال محاصرتها وقصفها بالدبابات، ما أدى إلى مقتل مدني وجرح ثمانية آخرين، كما انتهى التصعيد بدخول قوات النظام إلى المدينة بعد خروج 12 مطلوباً للنظام منها، باتفاق تم التوصل إليه بين "لجنة التفاوض في مدينة طفس" واللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري.