استمع إلى الملخص
- هناك حوار هادئ بين مسؤولين كبار من الجانبين للحفاظ على الهدوء ومنع أي ضجة إعلامية قد تؤدي إلى أزمة سياسية، مع تبادل المعلومات حول الواقعة.
- الحادثة تعتبر "استثنائية جدًا" وتنتهك اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، لكن الطرفين يسعيان لمنع تصعيد الوضع، مع تأكيد مصر على رفض الوجود الإسرائيلي الدائم في معبر رفح.
أفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ الجانبين الإسرائيلي والمصري غير معنيين بتطور قضية استشهاد جندي مصري في رفح بنيران إسرائيلية يوم أمس الاثنين، وأنهما سيتركان القضية "لتموت بهدوء" بعيداً عن الضجة الإعلامية. وذكرت هيئة البث الإسرائيلي كان، اليوم الثلاثاء، أنّ الطرفين لا يريدان تحويل الحادثة إلى أزمة استراتيجية، في ظل محاولات التوصل إلى حل بشأن فتح معبر رفح من جديد. ويأتي ذلك فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، فتح تحقيق بملابسات ما حدث.
وعلى الرغم من بعض التخوفات الإسرائيلية من أن هذه القضية قد تؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين إسرائيل ومصر، وتعزز توتر العلاقات الذي تشهده الآونة الأخيرة على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وخاصة العدوان الإسرائيلي على رفح والعمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال قرب الحدود مع مصر، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، بأنّ الطرفين المصري والإسرائيلي اتفقا على "ترك القضية تموت"، وأوضحت أنّ ثمة "حواراً هادئاً" يجري بين مسؤولين إسرائيليين ومصريين كبار، يقوم المسؤولون الإسرائيليون من خلاله بتمرير المعلومات الموجودة بين يدي الجيش الإسرائيلي حول الواقعة إلى الجانب المصري.
وأضافت الصحيفة أنه في الاتصالات التي جرت أمس ما بين ضابط إسرائيلي رفيع وضابط مصري، تقرر الحفاظ على الهدوء عبر وسائل الإعلام في هذه القضية بعيداً عن أي ضجة إعلامية، من أجل "منع أزمة سياسية غير مرغوب بها من قبل الطرفين". ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري لم تسمّه أن الطرفين قررا ترك قضية استشهاد جندي مصري في رفح "لتموت بهدوء". ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني مصري آخر لم تسمّه قوله إن مصر طلبت من الصحافيين العسكريين المصريين الابتعاد عن القضية، كما فرض الجانب الإسرائيلي رقابة عسكرية عليها من أجل منع تقارير من شأنها إثارة غضب المصريين.
وتابعت الصحيفة أن الجانب المصري اعتبر الحادثة "استثنائية جداً"، محذّراً من أن قتل الجندي المصري فيه انتهاك واضح لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى التوتر بين الطرفين، فيما سيطرت إسرائيل على نحو ثلثي محور فيلادلفيا وعلى الجانب الفلسطيني من المعبر. وكانت هذه السيطرة قد دفعت الجانب المصري للتوقف عن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فيما تضغط عليها الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل إدخال المواد الغذائية والأدوية إلى القطاع.
وذكر مصدر مصري للصحيفة عينها، أمس، أنّ مصر لن توافق على الوجود الإسرائيلي الدائم في معبر رفح، مضيفاً أنّ "الإسرائيليين لن يكونوا شركاءنا في الطريق إلى سكان القطاع. نحن ندرك أنّ إسرائيل تحاول ابتزاز مصر من خلال الزاوية الإنسانية، من أجل نقل المساعدات إلى غزة". في المقابل، قال مصدر أمني إسرائيلي كبير، لم تسمّه الصحيفة، إنّ مصر تراقب السلوك السياسي والدبلوماسي والعسكري لإسرائيل.