أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، بأن مئات الفلسطينيين، الذين اعتقلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة خلال الحرب الحالية، محتجزون في منطقة الجنوب وهم معصوبو الأعين ومكبّلون، فيما استشهد عدد منهم.
وأوضحت الصحيفة أن مئات الفلسطينيين الذين اعتقلوا في قطاع غزة في الفترة الأخيرة محتجزون منذ أسابيع في منشأة اعتقال في معسكر للجيش قرب بئر السبع، فيما توجد المعتقلات في معسكر اعتقال آخر.
ويزعم الاحتلال الإسرائيلي أن المعتقلين يشتبه بضلوعهم في "الإرهاب"، فيما نقلت الصحيفة عن مصادرها أن عدداً منهم استشهد داخل المنشأة.
وبحسب الصحيفة، فإن أسباب استشهادهم لم تتضح بعد، فيما يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الحديث هو عن "مخربين"، على حد تعبيره، وإن الموضوع قيد الفحص.
وأكدت الصحيفة أن المعتقلين في المكان محتجزون بعيون مغطاة وأيدٍ مكبّلة على مدار معظم ساعات اليوم، كما أن الأنوار تبقى مضاءة في أماكن اعتقالهم على مدار الليل.
وتتواصل التحقيقات معهم، فيما يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن المعتقلين الذين يتبيّن "عدم ضلوعهم في عمليات إرهابية يُعادون إلى قطاع غزة"، في حين يُنقل آخرون إلى سلطة السجون الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، فإن منشأة الاعتقال التي اقتيد المعتقلون الفلسطينيون من غزة إليها توجد فيها القاعدة العسكرية "سدي تيمان"، وهي المنشأة نفسها التي يحتجز فيها الاحتلال غزيين أسرهم خلال عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتشمل قائمة المعتقلين أطفالاً وقاصرين ومسنين وأسرى من مختلف الأجيال، فيما لا تسمح لهم القيود التي تكبّل أجسادهم سوى بالتحرك بشكل محدود جداً وتناول الطعام.
واعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء توغله البري في غزة نساء وقاصرات أيضاً، زج بهن في معتقل في قاعدة "عناتوت" العسكرية قرب القدس المحتلة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، اعتقاله أكثر من 500 فلسطيني في قطاع غزة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، زاعماً أن من بينهم 350 ناشطاً في حركة حماس و120 في حركة الجهاد الإسلامي.
وينام المعتقلون في معتقل قاعدة "سدي تيمان" على فرشات رقيقة جداً على الأرض في ثلاثة مربعات اعتقال. ويضم كل مربع نحو 200 معتقل، فيما جرى بناء منطقة احتجاز رابعة في المكان.
"غوانتنامو" جديد للمعتقلين من غزة
في الأثناء، دعا "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" إلى "تحقيق دولي محايد وعاجل في تصفية الجيش الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين بعد اعتقالهم من مناطق متفرقة من قطاع غزة"، مشيراً في بيان اليوم إلى تطابق شهادات جمعها مع ما كشفته صحيفة "هآرتس" العبرية بشأن "جرائم إعدام ميداني نُفذت بحق معتقلين، فيما قضى آخرون جراء التعذيب الشديد وسوء المعاملة" خلال احتجازهم في معسكر "سدي تيمان".
وذكر المرصد أن هذا المعسكر تحول إلى سجن "غوانتنامو" جديد يُحتجز فيه المعتقلون في ظروف قاسية جدًا، داخل أماكن أشبه بأقفاص الدجاج في العراء ومن دون طعام أو شراب لفترة طويلة من الوقت.
وكشف أن الفئات العمرية للمعتقلين في المعسكر تتراوح "بين القصر وكبار السن، ويُحقّق معهم وهم معصوبو الأعين وأيديهم مكبلة معظم اليوم في مجمعات مسيجة. وبحسب الإفادات، فإنه وخلال ساعات الليل، تكون الأضواء مضاءة ومسلطة عليهم بقوة بهدف إرهاقهم وتعذيبهم".
"غوانتنامو جديد": الأورومتوسطي يدعو لتحقيق دولي بتصفية وتعذيب إسرائيل معتقلين من غزة https://t.co/kglie7Ly9v
— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) December 18, 2023
وبحسب شهادات قال المرصد إنه جمعها لمعتقلين أُفرج عنهم من المعسكر الإسرائيلي، فإنهم "تعرضوا إلى أنماط متعددة من التعذيب وسوء المعاملة، وجرى منعهم من استخدام الهواتف، ولم يحظوا بفرصة لقاء محامين أو بزيارات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
وأكد هؤلاء وجود مسنين معتقلين تعرضوا للضرب المبرح والمعاملة المهينة، بالإضافة إلى تكبيل أيدي المعتقلين وأرجلهم وعصب أعينهم في الحافلة خلال نقلهم واحتجازهم من دون ماء أو طعام، فيما يُقابل بالعنف والشتائم كل من يحاول طلب شيء.
وقال أحد المفرج عنهم (طلب عدم ذكر اسمه خشية من الانتقام منه) إنه شهد على إطلاق جنود إسرائيليين الرصاص بشكل مباشر على خمسة من المعتقلين وتصفيتهم في حالات منفصلة.