أظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي نُشرت نتائجه في إذاعة إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن استقالة وزير التربية والتعليم الإسرائيلي الأسبق جدعون ساعر، من حزب "الليكود"، وإعلانه تشكيل حزب جديد تحت مسمى "أمل جديد" من شأنه أن يؤدي إلى تغييرات جدية في المشهد الحزبي الإسرائيلي، وبالأساس في معسكر اليمين الإسرائيلي المناهض لـبنيامين نتنياهو، ومن شأنه أن يؤدي لتغييرات في هذا المعسكر لجهة تغيير موازين القوى الداخلية بين الأحزاب الرئيسية المشكّلة له.
وبيّن الاستطلاع المذكور، أنه في حال خاض ساعر الانتخابات، فإنه سيحصل على 17 مقعداً على الأقل من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي، يحصل عليها من مختلف أحزاب اليمين بالأساس باستثناء أحزاب الحريديم (اليهود المتدينين الأرثوذكس) وباستثناء حزب "ميرتس"، الذي بات الحزب اليساري الوحيد في إسرائيل، مع توقع الاستطلاعات المتواترة باختفاء حزب "العمل" التاريخي كلياً وعدم قدرته على اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات القادمة.
ووفقاً للاستطلاع، فإن حزب "الليكود" الذي حصل في الاستطلاعات الأخيرة بشكل عام على 29- 30 مقعداً، يتراجع لأول مرة لـ25 مقعداً. كما يتراجع حزب "يمينا" بقيادة نفتالي بينت، الذي منحته الاستطلاعات أخيراً بين 22 و24 مقعداً إلى 19 مقعداً هو الآخر.
كما يتراجع حزب "يش عتيد" بقيادة زعيم المعارضة يئير لبيد، هو الآخر من 18 و19 مقعداً بحسب الاستطلاعات الأخيرة، إلى 14 مقعداً. وتتراجع القائمة المشتركة للأحزاب العربية، بفعل الخلافات الشديدة الداخلية التي تعصف فيها أخيراً، إلى 11 مقعداً.
إلى ذلك، يتراجع حزب "يسرائيل بيتينو"، بقيادة أفيغدور ليبرمان، للمرة الأولى منذ أشهر، إلى 7 مقاعد مقابل 8-9 مقاعد كان يحصل عليها الحزب في الاستطلاعات الأخيرة. أما الضربة الأكبر، فيتلقاها حزب "كاحول لفان" بقيادة وزير الأمن الجنرال بني غانتس، الذي يتراجع إلى 6 مقاعد فقط، مقابل 10 مقاعد كان يحصل عليها في الاستطلاعات الأخيرة.
في المقابل، فإن حزبي المتدينين الأصوليين الحريديم، "شاس" و"يهدوت هتوراة" لا يتأثران إطلاقاً باستقالة ساعر، إذ تحصل حركة "شاس" على 9 مقاعد، بينما يحصل حزب "يهدوت هتوراة" على 7 مقاعد.
وتعني هذه النتائج، في حال تحققت في انتخابات فعلية، إعادة الأزمة السياسية الإسرائيلية إلى مربعها الأول بعد انتخابات إبريل/نيسان في العام الماضي، مع تبلور معسكرين متساويين في عدد المقاعد، 60 مقعدا لمعسكر نتنياهو و60 مقعدا للمعسكر المناهض بقيادة ساعر، في حال وافق الأخير على التعاون مع القائمة المشتركة للأحزاب العربية، وهو أمر مستبعد بالنظر إلى مواقفه السياسية اليمينية المتشددة.