استطلاع فلسطيني: شبه إجماع على انتصار "حماس" بالعدوان الإسرائيلي الأخير وتراجع مكانة عباس
أظهر استطلاع للرأي، نشرت نتائجه، أمس الثلاثاء، أنه يوجد شبه إجماع لدى الفلسطينيين بانتصار حركة "حماس" في المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في أعقاب عدوانه الأخير على قطاع غزة الذي استمر 11 يوماً، فيما رفضت الغالبية العظمى قرار السلطة الفلسطينية تأجيل موعد الانتخابات، ورأت أنّ "حماس" هي الأجدر بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني.
ووفق الاستطلاع الذي أجراه "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك في الفترة ما بين 9-12 يونيو/حزيران الحالي، فإنّ من المرجح أنّ السببين الرئيسيين لهذا التغيير هما المواجهات الشعبية في القدس والمواجهة بين "حماس" والاحتلال وما نتج عنهما من جهة، وتأجيل إجراء الانتخابات الفلسطينية إلى أجل غير مسمى من قبل قيادة السلطة الفلسطينية.
وترى الغالبية العظمى من الفلسطينيين (77%) أنّ حركة "حماس" قد خرجت منتصرة في العدوان الأخير، فيما تقول نسبة 1% فقط إنّ إسرائيل كانت المنتصرة، وتقول نسبة 18% إنه لم ينتصر أحد، وتقول نسبة 2% إنّ الطرفين قد انتصرا.
وتظهر النتائج وجود شبه إجماع على انتصار "حماس" في المواجهات مع إسرائيل واعتقاد راسخ لدى الجمهور بأنّ إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية قد جاء نصرة للأقصى ولسكان حي الشيخ جراح بالقدس المهددين بالترحيل من قبل سلطات الاحتلال.
كما تظهر النتائج استياء واضحاً من أداء السلطة الفلسطينية وحكومتها وقيادتها وحركة "فتح" خلال المواجهات والحرب.
وبحسب النتائج، رفض ثلثا المستجوبين قرار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تأجيل إجراء الانتخابات، فيما ساد اعتقاد لدى الثلثين بأنّ عباس أجّل تلك الانتخابات لأنه قد خشي من نتائجها وليس لأنّ إسرائيل قد منعت إجراءها في القدس الشرقية.
لكل ذلك، ترتفع في الاستطلاع نسبة تأييد حركة "حماس" والاستعداد للتصويت لها بشكل كبير، فيما تهبط نسبة التأييد لحركة "فتح" بشكل كبير.
ولو تم إجراء انتخابات رئاسية اليوم، سيتمكن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، حسب الاستطلاع، من تحقيق فوز كاسح على عباس. وتعتقد أغلبية الفلسطينيين اليوم أنّ "حماس" هي الأجدر بتمثيل وقيادة الشعب الفلسطيني، فيما ترى نسبة ضئيلة جداً العكس بالنسبة لـ"فتح" بقيادة عباس.
وبالنسبة للحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينت، فإنّ خُمس الجمهور فقط يعتقد أنها ستكون أفضل من حكومة يرأسها رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، على صعيد العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.
كذلك تظهر النتائج أنّ النسبة الكبرى، ولكن ليس الأغلبية، تعارض مشاركة القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الراهن، فيما تؤيد (أو لا تؤيد ولا تعارض) نسبة مماثلة هذه المشاركة.
من جانب آخر، تعتقد أغلبية 65% أنّ "حماس" قد نجحت في تحقيق هدفها المعلن من وراء إطلاق الصواريخ والمتمثل بوقف طرد العائلات من الشيخ جراح ووقف الاعتداءات على الأقصى، وتقول نسبة 26% إنها لم تنجح في ذلك.
وتقول نسبة 72% إنّ قرار حركة "حماس" بإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية قد جاء دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى، فيما تقول نسبة 9% إنه جاء احتجاجاً على إلغاء الانتخابات وبهدف إضعاف قيادة السلطة الفلسطينية. وتقول نسبة 17% إنّ قرار "حماس" جاء مدفوعاً بالسببين معاً.
وعن التوقعات بخصوص رد السلطة الفلسطينية في حال قامت إسرائيل بطرد العائلات من الشيخ جراح، يرى 38% من المستطلعين أنها لن تقوم بعمل شيء، أما 77% يتوقعون قيام "حماس" بإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، لكن أغلبية من 55% تعتقد أن إسرائيل لن تقوم الآن بطرد العائلات الفلسطينية من الشيخ جراح و40% يتوقعون قيام إسرائيل بذلك.
في حين، أنّ ثلثي الجمهور يتوقعون وجود فرص عالية أو متوسطة لتوصل "حماس" وإسرائيل لهدنة طويلة الأمد لتخفيف حصار قطاع غزة فيما تقول نسبة 31% إن الفرص لتحقيق ذلك ضئيلة.
في شأن آخر، تقول نسبة 65% إنها تعارض، ونسبة 25% إنها تؤيد، قرار عباس بتأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية بسبب رفض إسرائيل إجراءها في القدس الشرقية، وثلثا الجمهور يقولون إنّ الرئيس الفلسطيني قد أجّل الانتخابات لأنه قد خشي من نتائجها، فيما تقول نسبة 25% إنه أجلها بسبب رفض إسرائيل إجراءها في القدس الشرقية.
وتقول نسبة من 72% إنها تريد إجراء انتخابات فلسطينية عامة تشريعية ورئاسية قريباً في الأراضي الفلسطينية، ويرى 69% من الفلسطينيين أنه من الأفضل عدم انتظار لموافقة إسرائيلية وفرض الانتخابات كأمر واقع على إسرائيل.
ولو جرت انتخابات رئاسية جديدة اليوم وترشح فيها فقط عباس وهنية، يحصل الأول على 27% من الأصوات ويحصل الثاني على 59% (مقارنة مع 46% لهنية و47% لعباس قبل ثلاثة أشهر)، فيما لو لم يترشح عباس للانتخابات فإنّ الأسير مروان البرغوثي هو المفضل بنسبة 29%، يتبعه هنية بنسبة 28%، ثم القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان بنسبة 6%، ثم قائد "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار بنسبة 3%، ثم رئيس حركة "حماس" بالخارج خالد مشعل، ورئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، والأمين العام لحركة "المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي، ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فياض بنسبة 2% لكل منهم.
وللخروج من الأوضاع الراهنة تقول نسبة 27% إنها تفضّل التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل، فيما تقول نسبة 39% إنها تفضل شن كفاح مسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتقول نسبة 11% إنها تفضل شن مقاومة شعبية سلمية ضد الاحتلال، لكن نسبة 18% تقول إنها تفضل الحفاظ على الوضع الراهن.
في حين، أنّ نسبة 47% تعتقد أنّ الغاية العليا الأولى للشعب الفلسطيني ينبغي أن تكون تحقيق انسحاب إسرائيلي لحدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية، في المقابل فإنّ 34% يقولون إنّ الغاية الأولى يجب أن تكون الحصول على حق العودة للاجئين وعودتهم لقراهم وبلداتهم التي خرجوا منها في عام 1948.