قدمت مؤسسة سبر الآراء "كاتكس كونسولتينغ" التونسية يوم الإثنين، نتائج استبيانها للتونسيين حول عدد من المواضيع الجديدة والقديمة، مثيرة أسئلة كثيرة حول الساحة السياسية وحول عملية سبر الآراء نفسها في تونس.
وكشفت الدراسة استياء من التدخل الإماراتي والفرنسي في الشأن السياسي التونسي، حيث أقر المستجوبون بالتدخل البارز للدولتين في الشأن التونسي عبر دعم الأحزاب في الحكم وفي المعارضة.
وأبرزت مؤسسة "كاتكس" في تقريرها الشهري البارومتر السياسي لشهر يونيو، وضمن محور جديد في نتائج سبر الآراء يتعلق بالتدخل الخارجي السلبي في الشأن السياسي التونسي، إذ حظيت الإمارات بنسبة 37.6 بالمائة بالتدخل السلبي، بينما أقر المستجوَبون بتدخل فرنسا سلبياً في الشأن التونسي بما نسبته 27 بالمائة مقابل نسب منخفضة لعدة دول أخرى كتركيا 17.8 بالمائة وأميركا 7.8 بالمائة وإيطاليا وقطر بنسبة 4.9 بالمائة.
وأقر المستجوَبون بتصدر حزب الدستوري الحر" طليعة الأحزاب التي تحصل على دعم أجنبي بنسبة 19.2 بالمائة، بينما أقر 53 بالمائة من المستجوبين بوجود دعم أجنبي لجل الأحزاب.
وبينت نتائج سبر الآراء التي قدمت الإثنين، ضمن مؤتمر صحافي وأجريت على عيّنة مكوّنة من 1200 شخص موزعة على 8 أقاليم ومن مختلف الفئات العمرية والاجتماعية وبنسبة هامش خطأ لا تتجاوز الـ2.5% التراجع الكبير في نسبة الرضا عن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، مقابل صعود النائب والمرشح السابق للرئاسة الصافي سعيد الذي تصدّر الترتيب.
وأشارت النتائج إلى تراجع الحزب "الدستوري الحرّ"، مقابل صعود حزب "قلب تونس"، واستقرار حركة النهضة، حيث بينت نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة بروز الصافي سعيد بنسبة 18.8 بالمائة مقابل 18.2 بالمائة لقيس سعيد و17 بالمائة لعبير موسي و13.1 بالمائة لراشد الغنوشي و7.4 بالمائة لنبيل القروي.
أشارت النتائج إلى تراجع الحزب "الدستوري الحرّ"، مقابل صعود حزب "قلب تونس"
وعبر51 بالمائة من المستجوبين في الجولة الرئاسية الأولى عن ندمهم المشاركة في الانتخاب في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، علمًا بأن 43 بالمائة من المستجوَبين أكدوا أنهم قد انتخبوا قيس سعيد.
وفي الجولة الثانية عبر 65.6 بالمائة عن ندمهم، علمًا بأن 83 بالمائة من المستجوَبين انتخبوا قيس سعيد، وفيما يتعلق بنوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية فقد قدرت بنسبة 30.4 بالمائة، 18 بالمائة فقط لقيس سعيد و7.5 بالمائة لعبير موسي.
وتصدرت حركة النهضة نوايا التصويت للانتخابات التشريعية القادمة بنسبة 26 بالمائة يليها الحزب "الدستوري الحر" بـ 18.7 بالمائة ثم "قلب تونس" بنسبة 17.8 بالمائة يليه "نداء تونس" بنسبة 8.7 بالمائة.
لماذا سؤال التدخل الأجنبي؟
وقال المدير العام لمؤسسة "كاتكس"، أمين زينة في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن المؤسسة "تنشط في قطاع سبر الآراء منذ سنة 2017 وسبق لها التركيز على الشأن السياسي، حيث كان لكاتكس سبر آراء في الانتخابات البلدية لم يتجاوز هامش الخطأ فيه نسبة 0،2 وتقوم أيضاً الشركة بدراسات حول الشأن الثقافي والإعلامي مثل تظاهرات نجوم تونس ونجوم رمضان التي انطلقت منذ سنة 2018، كما تتولى إعداد دراسات داخلية تهم الشأن العام وقد قدمت المؤسسة دراسات حول الأوضاع الاجتماعية لعدد من وسائل الإعلام الجهوية و الوطنية".
وحول التركيز على مسائل جديدة كالتدخل الأجنبي، رد زينة أن "هذا لا يعد ظاهرة غريبة، إذ أنهم يرفضون تحديد توجّهات مسبقة لسبر الآراء أو احتكار الممارسة لدى البعض"، مبيناً أنه "فيما يتعلق بموضوع التدخلات الخارجية فقد تم طرح السؤال لأن الحديث كثر عن هذه التدخلات، وعادة يتراشق السياسيون بهذه الاتهامات ويتهمون أطرافاً بخدمة أجندات أجنبية ولا توجد إثباتات لذلك، وبما أنه لا يوجد دخان بدون نار، فمن الطبيعي سؤال التونسيين عن ذلك، والنتيجة ربما كانت متوقّعة في هذه الظرفية خاصّة بعد موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني".
ويرى زينة أن " شركات سبر الآراء من المهم أن تسأل التونسيين حول مؤسسات سبر الآراء نفسها لغاية المراجعة والنقد الذاتي ومعرفة مدى تأثير نتائج سبر الآراء في خيارات التونسيين، والسؤال المتعلق بمؤسسة سيقما لم يكن موجّهاً ضد مؤسسة بعينها بل كان تحديداً عن شركات سبر الآراء التي يعرفها التونسيون أو يتابعونها؟، وهل يصدّقون نتائج سبر الآراء وأيضاً موقفهم منها؟، مشيراً إلى أن "مهمتهم تنتهي بعد تقديم الأرقام وتفسيرها".
وبين أن" الأسئلة الموجهة للتونسيين كانت مفتوحة، أي لم أنه لم يتم اقتراح أي طريقة من الطرق على خيارات للأشخاص".