- الاستطلاع يبرز انخفاض الموافقة على الحرب بين الجمهوريين والديمقراطيين، وانقسامات حزبية ودينية واضحة حول الحرب، مع تأييد 62% من اليهود الأميركيين لسلوك إسرائيل.
- إدارة بايدن تعبر عن إحباطها من سلوك إسرائيل، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت لقرار وقف إطلاق النار بمجلس الأمن، مما يعكس أزمة ثقة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
55 % من الأميركيين يعارضون الحرب على غزة مقابل تأييد 36%
تراجع في تأييد الحرب منذ نوفمبر الماضي
استياء متزايد بين الأميركيين حيال الحرب على غزة
أظهر استطلاع للرأي أن معظم الأميركيين يعارضون الحرب الإسرائيلية على غزة، في ما يبدو تحولا في آراء الشارع الأميركي حول الحرب التي خلفت أكثر من 110 آلاف ضحية من الفلسطينيين بين شهيد وجريح، جلهم من النساء والأطفال.
وجاء في نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "غالوب" ونشرت نتائجه صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الأربعاء، أن أكثر من نصف الأميركيين، بواقع 55%، لا يوافقون على الحرب الإسرائيلية على غزة، مقابل 36% يوافقون، فيما قال تسعة في المائة إن ليس لديهم رأي في هذا الشأن.
وأجري الاستطلاع خلال هذا الشهر وشمل 1016 بالغًا أميركيًا بهامش خطأ أربع نقاط مئوية. وأظهر استياء متزايدا بين الأميركيين من الحرب، مقارنة باستطلاع مماثل أجرته المؤسسة في نوفمبر/تشرين الثاني، جاء فيه أن 50% من الأميركيين يوافقون على الحرب، بينما يعارضها 45%.
وأفادت آخر إحصائية نشرتها وزارة الصحة في غزة، بأن عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الحرب بلغ حتى اليوم الأربعاء 32490 شهيداً، جلهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين.
ووفقا للاستطلاع، انخفضت الموافقة على الحرب بين كل من الجمهوريين والديمقراطيين، على الرغم من أن هذه المجموعات لا تزال منقسمة، إذ بلغت نسبة الجمهوريين المؤيدين للحرب 64% مقابل 18% من الديمقراطيين.
وتظهر هذه النسب تراجعاً في تأييد الحرب منذ نوفمبر/تشرين الثاني بين أتباع كلا الحزبين، فقد قال 71% من الجمهوريين آنذاك إنهم يوافقون على الحرب، في حين قال 36% من الديمقراطيين إنهم يوافقون عليها.
ووفقا للصحيفة، أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث الشهر الماضي ونشر الأسبوع الماضي أن الآراء حول الحرب منقسمة أيضًا عبر الخطوط الدينية، حيث قال 62% من اليهود الأميركيين إن سلوك الاحتلال الإسرائيلي في الحرب مقبول، مقابل 5% من المسلمين الأميركيين لديهم نفس الرأي.
هذا الاستياء المتزايد في الشارع الأميركي حيال الحرب الوحشية التي دمرت معظم البنية المدنية في القطاع المحاصر، يقابله الشعور ذاته في دوائر السياسة الأميركية الرسمية.
وأعربت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في الأسابيع الأخيرة عن إحباطها من سلوك إسرائيل في قطاع غزة.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لوزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت في اجتماع في "البنتاغون" أمس الثلاثاء إن "عدد الضحايا المدنيين في غزة اليوم مرتفع للغاية، وكمية المساعدات الإنسانية منخفضة للغاية".
وامتنعت الولايات المتحدة يوم الاثنين عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مما سمح بتمرير هذا الإجراء.
وأثارت الخطوة الأميركية غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ألغى زيارة كان من المقرر أن يقوم بها مسؤولون إسرائيليون إلى واشنطن.
وأمس الثلاثاء، نقل موقع "بولتيكو" الأميركي عن مسؤولين أميركيين قولهم إن تصريحات نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي رفعت فيها من وتيرة الانتقاد الأميركي لإسرائيل في حربها على غزة، تتماشى مع نهج إدارة الرئيس بايدن وإن بدت متقدمة عن الأخير خطوة إلى الأمام.
ونقل الموقع عن مبعوث السلام السابق إلى الشرق الأوسط، آرون ديفيد ميلر، قوله: "ما لدينا هو أزمة ثقة ناشئة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وهي أسوأ من التوترات السابقة، لأنها تمس جوهر المحركين اللذين حافظا على العلاقة: المصالح المشتركة والقيم المشتركة". وأضاف "إذا لم يتمكن نتنياهو وبايدن من إيجاد طريقة لإدارة هذا الأمر، فسوف يزداد سوءاً".