شهدت محافظة درعا منذ بداية الأسبوع الجاري 5 هجمات من مجهولين على مدنيين، بعضهم متهم بتجارة المخدرات، فيما كانت بعض الهجمات مرتبطة بالسرقة والنهب، في ظل غياب أي حلول واضحة من سلطات الأمر الواقع في المحافظة المتمثلة بالنظام وفصائل التسوية المحلية.
وقال الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين هاجموا مساء أمس بقنابل يدوية منزل عبد السلام قومان أبو سليم في مدينة الحراك شرق درعا، وترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف، فيما لم يتبين وقوع خسائر بشرية.
ونقل الناشط الحوراني أن الشخص الذي تعرض للهجوم متهم بتجارة المخدرات والترويج لها في المنطقة، لكن لم تعلن أي جهة عن تنفيذ الهجوم وتبنيه، موضحًا أن هذا الهجوم هو الخامس منذ بداية الأسبوع الجاري في درعا.
وسبق هذا الحادث هجوم من مجهولين بالأسلحة الرشاشة على شاب مدني لم ينتم لأي جهة عسكرية في بلدة اليادودة في ريف درعا الغربي، حيث أوقفه المسلحون وأطلقوا النار بالرشاشات على قدمه قبل الفرار إلى جهة مجهولة.
وشهد طريق اليادودة طفس أيضا هجوما من مسلحين على شخص كان يستقل سيارة محمّلة ببضائع، حيث سرقوا السيارة وكل ما كان في حوزته قبل رميه على قارعة الطريق والفرار إلى جهة مجهولة.
وفي بداية الأسبوع، هاجمت عصابة مسلحة شابا من بلدة تسيل على الطريق الواصل بين المزيريب ومساكن جلين غربي درعا، واستولوا على دراجته النارية وهاتفه المحمول وكل ما بحوزته من أموال قبل الفرار إلى جهة مجهولة.
وقال الناشط الحوراني إن الهجمات المسلحة في درعا باتت أكثر اتساعا وانتشارا وتنوعا وتستهدف كل المكونات في المنطقة، مشيرًا إلى ظهور الهجمات التي تهدف إلى السرقة والتشليح بشكل لافت، في ظل الفلتان الأمني.
وكانت جلّ الهجمات في السابق تحدث ضد قياديين سابقين في المعارضة كانوا قد أجروا تسوية مع النظام أو عناصر، أو عناصر وقياديين في النظام من عسكريين ومسؤولين مدنيين، وتأتي في سياق الاغتيال في الغالب، لكن الملاحظ في الهجمات الأخيرة أن أكثرها بهدف السرقة.
ويبدو أنه لا توجد حلول واضحة، سواء من الفصائل المحلية التي أجرت تسوية مع النظام والتحقت بفروعه الأمنية، أو من النظام نفسه، حيث تشهد مناطق من درعا اشتباكات بين هذه الفصائل وبين مجموعات تابعة لفروع أمن النظام متهمة بتجارة المخدرات في سورية وعبر الحدود أيضا.
وكان مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران" قد وثق، خلال شهر فبراير/ شباط الماضي، 27 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 15 شخصاً، وإصابة 9 آخرين بجروح متفاوتة، كما وثق نجاة 10 أشخاص من محاولات الاغتيال.
ومنذ اتفاقات التسوية في صيف 2018، تشهد محافظة درعا بشكل شبه يومي هجمات وعمليات قتل متشابهة في الطريقة والأهداف طاولت عناصر من النظام وفصائل المعارضة سابقا من مدنيين وعسكريين، وأدت إلى مقتل وجرح المئات.