قالت مصادر بوزارة الداخلية العراقية في العاصمة بغداد، اليوم السبت، إن أربعة ناشطين في بغداد والنجف وذي قار، بينهم امرأة، تعرضوا لهجمات مسلحة ليلة أمس وفجر اليوم السبت، سبّبت إصابات في اثنين منهم، وذلك في أحدث موجة عنف يتعرض لها الناشطون المدنيون في العراق، التي عادة ما توجَّه أصابع الاتهام إلأى مليشيات مسلحة مرتبطة بإيران بالوقوف وراء استهدافهم، وسط عجز حكومي عن تقديم الحماية لهم.
ووفقاً لمسؤول بوزارة الداخلية العراقية في بغداد، فإن الناشطة انتصار جلوب تعرضت لهجوم بالأسلحة الخفيفة خلال توجهها إلى منزلها بسيارتها الشخصية شرقي العاصمة في الساعة الحادية عشرة من ليلة أمس، ما أدى إلى إصابتها بجروح في الكتف، كذلك أصيب شخص مرافق لها بسبب تطاير زجاج السيارة بفعل إطلاق النار من قبل المهاجمين، مضيفاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم استهدف جلوب في منطقة قناة الجيش، شرقي بغداد، وتمكنت قوة أمنية من نقل الناشطة إلى مستشفى قريب، وهي بحالة جيدة.
وتعتبر جلوب، المعروفة بـ"أم محمد"، إحدى أبرز الشخصيات النسوية في الاحتجاجات العراقية، وتصدت لقضايا حقوقية تتعلق بحقوق المرأة والعنف الأسري وغيرها.
#ما نموت
— 🇮🇶مسلم الخفاجي🇮🇶 (@3OANIWvIzPGqWBu) December 4, 2020
وتستمر الاغتيالات ضد الناشطين المدنيين
تعرض الناشطه المدنيه البطله ام محمد والناشطه صفد والدكتور الناشط المدني صفاء إلى محاولة اغتيال جبانه قرب جامع النداء بعد عودتهم من مظاهرة ساحة التحرير pic.twitter.com/PZlJfSsAFy
في غضون ذلك، أكد ناشطون في مدينة النجف نجاة الناشطين علي الموسوي وزيد العراقي من هجوم مسلح، بعد إطلاق مسلحين النار على سيارة تقلّهم في منطقة قريبة من سوق المشخاب الشعبي غربي النجف.
وقال الناشط علي العبيدي من مدينة النجف، إن الناشطين أصيبا بجروح بسيطة جراء الهجوم.
وأضاف العبيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الهجوم هو الثاني الذي يستهدف ناشطين في محافظة النجف خلال هذا الأسبوع، فضلاً عن رسائل تهديد تصل إلى قسم منهم عبر الهاتف أو من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
يوم أمس وأثناء عودتهم من ساحة اعتصامات النجف تعرض الأحرار زيد العراقي و علي الموسوي لمحاولة اغتيال فاشلة
— مريم 🇮🇶 (@mariiamiraq) December 5, 2020
الحمدلله على سلامتكم ياأبطال🇮🇶♥️#تشرين_كابوس_الجبناء🇮🇶 pic.twitter.com/pVngPuEulc
نجاة الناشط المدني زيد العراقي والناشط سيد علي الموسوي من محاولة اغتيال في محافظة النجف. pic.twitter.com/iunK8OtpPW
— الثورة العراقية السلمية (@25_octoberIraq) December 5, 2020
وفي الناصرية بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، تعرض منزل الناشط كرار أمين، فجر اليوم السبت، لتفجير عبوة ناسفة قالت الشرطة إنها أوقعت أضراراً بسيطة بواجهة المنزل ومحيطه.
ووفقاً لمصدر أمني عراقي، فإن الهجوم قيد التحقيق، لكن الناشط وأسرته بخير ولم يُصَب أي منهم بسوء.
⭕ #تنويه ||
— شمس (@Ananaas96) December 5, 2020
الأنفجار كان على بيت المتظاهر السلمي كرار أمين في مدينة الناصرية في محافظة ذي قار والحمد لله بدون أضرار.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
محاولة اغتيال الناشطين كل من زيد العراقي و علي الموسوي اثناء عودتهم من محافظة النجف الأشرف الى المشخاب في طريق الحسانية مشخاب مناذره بواسطة بندقية كلاشنكوف دون اي أضرار جسدية.
— اياد الراوي 🇮🇶 (@Aead_alrawi) December 5, 2020
م/ علي الربيعي
وشهدت الأيام الاخيرة تصعيداً في موجة استهداف الناشطين العراقيين، أدت إلى مقتل الناشط البارز مصطفى الجابري في ميسان وجرح آخرين في ذي قار وبغداد.
محاولة اغتيال الناشط والاعلامي حسام العابدي في الشامية وقبلها الناشط عمار الخزعلي في السنية ويستمر مسلسل الاغتيالات والتفجيرات
— hussein Raad حسين رعد (@husseinraad2020) December 3, 2020
وسط تكتم إعلامي من قبل حكومة الكاظمي ذيل الأحزاب القذرة عملاء أمريكا وإيران أعداء الحياة #تشرين_تنتصر_بدماء_الشهداء
وتكشف زيف المتسترين بالدين pic.twitter.com/iFOcGy3TY8
اغتيال الناشط مصطفى الجابري برصاص مجهولين وسط العمارة.mp4#قناة_الفلوجة pic.twitter.com/K8GIDWi7Wx
— قناة الفلوجة-الأخبار (@alfallujahNews) December 3, 2020
وحول الموجة الجديدة من الاستهداف، قال عضو التيار المدني العراقي، أحمد حقي، إن "غالبية الهجمات كانت محاولة إخافة أو ترهيب الناشطين، لإجبارهم على ترك الحراك والتخلي عنه، أو مغادرة مدنهم من الأساس"، وأضاف أن "المليشيات وجدت أن عمليات الاغتيال تسبب زيادة النقمة المحلية عليها، وتزيد من ترسيخ صورتها السلبية دولياً. لذا، قد يكون أسلوب الترهيب بإطلاق النار أو وضع العبوات الصوتية أحد الأساليب الجديدة للمليشيات في العراق لإسكات الناشطين".
واتهم حقي، في حديث لـ"العربي الجديد"، مليشيات مقربة لإيران، فضلاً عن أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بالوقوف وراء الحملة التي تستهدف الناشطين "بعد التحريض عليهم واتهامات وجهت إليهم وصلت لاعتبارهم يتقاضون مرتبات من الاحتلال الإسرائيلي، وحتى الطعن بسمعتهم وسمعة أسرهم".
واتهم، أيضاً، حكومة مصطفى الكاظمي بـ"الضعف أمام ما تفعله المليشيات في ملف الحراك المدني العراقي".
في السياق ذاته، وصل أعضاء خلية الأزمة الحكومية، برئاسة مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، إلى محافظة ذي قار، قادمين من بغداد، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع واحد.
وبحسب وسائل إعلام محلية عراقية، وصل الأعرجي برفقة رئيس جهاز الأمن الوطني، عبد الغني الأسدي، إلى محافظة ذي قار، لاستكمال جهود احتواء الموقف في المدينة، التي ما زالت تشهد عمليات دهم وتفتيش تنفذها قوات حكومية، وطاولت إلى غاية الآن نحو 20 ناشطاً بارزاً، بينما اضطر آخرون إلى مغادرة المدينة.