- تصاعدت الاعتقالات السياسية من قبل السلطة الفلسطينية ضد نشطاء وأفراد من حماس ومدافعين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك الأسير المحرر موسى علي خريوش وطاقم فرقة "الإباء" الإنشادية.
- تأتي هذه الأحداث في سياق تعقيد الوضع السياسي والأمني في الضفة الغربية، مع تعرض أكثر من 60 مواطناً للاعتقال السياسي وتصريحات تعكس توترات متزايدة بين السلطة الفلسطينية والمقاومة.
تسود حالة من التوتر في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية، عقب اندلاع اشتباكات مسلحة، ليل الاثنين الثلاثاء، بين مقاومين من "كتيبة طوباس" وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، على خلفية مصادرة الأخيرة مركبة تعود للكتيبة مع كامل عتادها.
وقالت مصادر في المدينة لـ"العربي الجديد" إن أمن السلطة كان يراقب المركبة المعروفة لدى المواطنين بأنها تعود للكتيبة، ونصب كميناً لها، وأوقفها، قبل أن يتمكن المقاوم الذي كان يقودها من الفرار.
ولفتت المصادر إلى أن هذه السلوكيات تزايدت مؤخراً، وسبق أن أطلقت أجهزة السلطة النار تجاه مركبة تقل مقاومين، في حادثتين؛ الأولى في فبراير/ شباط والثانية في مارس/ آذار الماضيين.
وأشارت المصادر إلى أن المقاوم ورغم أنه كان مسلحاً إلا أنه فضل الانسحاب بعيداً عن الاحتكاك مع عناصر السلطة الفلسطينية، مضيفة أن ما حدث أثار غضباً عارماً، نتج عنه تعرض مقر الشرطة الفلسطينية في طوباس لإطلاق نار، فيما سمعت أصوات اشتباكات بأسلحة نارية مختلفة طيلة ساعات الليل.
وأحرق شبان غاضبون الإطارات المطاطية في عدة مفترقات طرق في طوباس، فيما عجت منصات التواصل الاجتماعي بمنشورات استنكرت ملاحقة السلطة الفلسطينية للمقاومين، "في ظل ما تعيشه الأراضي الفلسطينية من عدوان إسرائيلي متواصل".
وبدأت التوترات في 14 فبراير الماضي، عندما أطلق أمن السلطة الفلسطينية النيران تجاه مركبة كانت تقلّ عدداً من أفراد كتيبة طوباس التابعة لـ"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ليتطور المشهد لاحقاً إلى اشتباك بين الطرفين بالرصاص، ثم تكرر المشهد في الثاني من مارس الماضي.
السلطة تكثف الاعتقالات السياسية
إلى ذلك، كثفت السلطة الفلسطينية، في الآونة الأخيرة، من وتيرة الملاحقات والاعتقالات السياسية في الضفة الغربية، مستهدفة على وجه الخصوص نشطاء، وأفراد منتمين لحركة حماس، ومدافعين عن حقوق الإنسان.
وقالت مصادر إن جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة اعتقل الأسير المحرر موسى علي خريوش من بلدة طمون جنوب طوباس، وهو نجل الشيخ علي خريوش الذي أفرجت عنه المخابرات الفلسطينية قبل يومين بعد وعكة صحية أصابته داخل زنازين الاعتقال السياسي.
وكابد خريوش مرارة الاعتقال السياسي في سجون السلطة الفلسطينية لأيام، حيث نقل إلى المستشفى عقب تعرضه إلى مضاعفات صحية من شدة التعذيب والتحقيق القاسي معه.
ويعتبر خريوش من مؤسسي حركة حماس وأحد قياداتها في الضفة الغربية. وطالبت عائلته بضرورة الإفراج الفوري والعاجل عن نجلها وكافة المعتقلين السياسيين في سجون السلطة "الذين لم يقترفوا ما يستلزم احتجازهم".
وفي نابلس، اعتقلت السلطة الفلسطينية طاقم فرقة "الإباء" الإنشادية بعد إحيائهم لمهرجان تأبين للشهداء نظمته الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابية لحماس في جامعة النجاح، أمس الاثنين، كما اعتقلت عدداً من الشبان من قرية دير الحطب شرق نابلس على خلفية تنظيمهم حفل استقبال لأسير محرر أفرج عنه من سجون الاحتلال بعد اعتقال دام 6 سنوات.
وكان مدير مجموعة "محامون من أجل العدالة" المحامي مهند كراجة قد كشف عن تصاعد وتزايد ملحوظ في وتيرة الاعتقالات السياسية على يد أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. وأوضح كراجة في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، أن هذه الاعتقالات طاولت المعارضين السياسيين والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان و4 صحافيين.
وأشار كراجة إلى أن حدة الاعتقالات للناشطين تزايدت على نحو كبير في الأيام القليلة الماضية. وقال: "نحن أمام أكبر حملة اعتقالات منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
ووفق الإحصائيات، تعرض أكثر من 60 مواطناً من مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة للاعتقال السياسي، جلهم من الأسرى المحررين من سجون الاحتلال. وجاءت حملة الاعتقالات السياسية، بعد وقت قصير فقط من تصريحات الرئيس محمود عباس في المنتدى الاقتصادي الذي عقد في الرياض وتعهده بـ"العمل للحفاظ على أمن إسرائيل"، ومشاركة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ في الاجتماع الأمني السداسي الذي ناقش "اليوم التالي" للحرب على غزة.