اشتباكات مسلحة خلال منع الأمن الفلسطيني مهرجاناً في طولكرم لإحياء ذكرى انطلاقة "الجهاد الإسلامي"
اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين من "كتيبة طولكرم" التابعة لـ"سرايا القدس" والأجهزة الأمنية الفلسطينية، عصر اليوم الجمعة، في مخيم نور شمس شرق طولكرم، بالتزامن مع مهرجان إحياء انطلاقة حركة "الجهاد الإسلامي".
وقبل المهرجان، أقامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية حواجز عسكرية في الطرق المؤدية إلى المخيم وأوقفت جزءاً من المركبات المارة.
ووفقاً لشهادات لصحافيين ومشاركين في المهرجان، عمدت قوات الأمن إلى فحص بطاقات هويات جزء من المارين على الحواجز، وأبلغ عدد من القادمين من خارج طولكرم بمنع الدخول إليها.
وقال الأسير المحرر نصر العمور، لـ"العربي الجديد"، وهو عريف حفل المهرجان، إن الأمن منعه من الدخول، واضطر للوصول إلى المخيم عبر طرق أخرى سيراً على الأقدام.
وأكد العمور أنه علم باقتحام قوة أمنية مشتركة منزله حين وصل إلى ساحة مخيم نور شمس، مشيراً إلى أن شقيقه سأل القوة عن سبب الاعتقال، فأجابه الضابط بأنهم يبحثون عن مخدرات، ومستنكراً تلك الذريعة التي اعتبرها "غير لائقة"، علماً أنه أسير محرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأحد كوادر حركة "الجهاد الإسلامي" المعروفين، ويحمل درجة البكالوريوس في التربية الإسلامية.
وعلق العمور بالقول: "ألهذا الحد وصل التبجح بإلصاق التهم الجنائية بهذه الطريقة؟"، مشيراً إلى أنه لا يعرف سبب محاولة اعتقاله، وأن ترؤسه لعرافة الحفل لا يعد سبباً للاعتقال، خاصة أن ذلك لم يكن معلناً، و"كان مجرد اجتهاد شخصي مني أن آتي من جنين إلى طولكرم لسد فراغ اعتقال أجهزة الأمن التابعة للسلطة كوادر من حركة "الجهاد الإسلامي" في محافظة طولكرم".
وتعليقاً على الأحداث التي جرت، قال العمور: "ما حدث كان مأساوياً، جئنا لنحتفل بانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي، وهي حركة مقاومة نأت بنفسها عن كل التجاذبات السياسية الموجودة على الساحة الفلسطينية"، وتساءل: "لماذا يحدث هذا مع عناصر الحركة وكوادرها؟".
واستهجن العمور ما حصل، قائلاً: "إن ما قامت به الأجهزة الأمنية تجاه احتفالية متواضعة بسيطة وسلمية لا ينم عن سلوك إيجابي، وإنما سلوك عدواني".
وقبيل المهرجان، اندلعت مواجهات بالحجارة واشتباكات مسلحة مع الأمن الفلسطيني على مدخل مخيم نور شمس، حيث أطلق الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، إلا أن القائمين على المهرجان تمكنوا رغم ذلك من إقامته بعد انسحاب الأمن.
وعاد الأمن الفلسطيني لاقتحام مدخل المخيم مرة أخرى، وأطلق النار والقنابل الغازية، لتندلع الاشتباكات مرة أخرى، قبل انسحاب المقاومين من المكان وتوقف المهرجان، لكن القائمين أصروا على إقامته مجددًا.
وساد توتر في مخيم نور شمس، طيلة فترة المهرجان، وسط انتشار عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في محيط المخيم، فيما أصيبت سيارة مراسل "العربي الجديد"، التي كانت متوقفة قرب مدخل المخيم، بعدة رصاصات.
النخالة يشدد على أهمية وحدة المقاومة
وخلال المهرجان، أكدّ الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين زياد النخالة أهمية وحدة قوى المقاومة في المنطقة في مواجهة المشروع الصهيوني، مشدداً على أنّ حركتي "الجهاد" و"حماس" وقوى المقاومة "ستبقى صفاً واحداً حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والتحرير".
وألقى النخالة من بيروت، حيث يقيم منذ سنوات، كلمة مركزية خلال مهرجان انطلاق حركة "الجهاد الإسلامي" الـ36، والذي أقيم في كل من غزة ولبنان وسورية ومخيم نور شمس بمدينة طولكرم، قبل أنّ تقمع أجهزة أمن السلطة الفعالية بالمخيم وتهاجم المتظاهرين المحتفلين وتفضّ المهرجان.
ودعا أمين عام "الجهاد الإسلامي" السلطة الفلسطينية للإفراج العاجل عن المعتقلين السياسيين وعناصر المقاومة من سجونها بالضفة الغربية المحتلة.
وخلال فعالية غزة التي شارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين وفصائل وطنية وإسلامية، كشفت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، عن كتائب عسكرية جديدة تتبع لها في مدن الضفة الغربية، إضافة إلى الساحتين اللبنانية والسورية.
وقال النخالة إنّ "وحدة شعبنا وقوى مقاومته واجبة وضرورة من أجل تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والانتصار"، مشدداً على ضرورة "الاهتمام بالحاضنة الشعبية للمقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتقدير صمودهم وتضحياتهم". وأشار إلى أنّ "الضفة الغربية بكتائبها المقاتلة وشعبها تمثل رأس حربة في مشروع المقاومة واستمرارها"، متعهداً بأنّ "تبقى المقاومة بكل قواها في قطاع غزة سنداً حقيقياً وجزءاً أصيلاً من المقاومة وامتداد للمقاومة في الضفة وكتائبها المقاتلة".
وفيما دعت كلمة ألقيت في المهرجان باسم الهيئة القيادية العليا لأسرى "الجهاد الإسلامي" إلى عدم نسيان الأسرى في السجون، وخاصة من ذوي الأحكام العالية وسنوات السجن الطويلة، قال النخالة إن "قضية الأسرى وحريتهم يجب أن تبقى هماً يومياً لدى قوى المقاومة حتى تحريرهم".
وطالب النخالة بضرورة التوصل إلى "برنامج وطني متماسك، لا يعرف المساومة أو المجاملة، ولا يعرف التناقض، لمواجهة المشروع الصهيوني".
وتحدث النخالة في كلمته عن التطبيع وضرورة مواجهته في ظل تنامي التسارع عليه، مشيراً إلى أن "السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، التي يشرف عليها الجنرالات الأميركيون، من تدريب وإعداد، وتوفير ميزانيات وأسلحة، ليس إلا مثالاً صغيرًا لكل ما يجري في منطقتنا العربية".
وشدد على أنّ إسرائيل "تقتلنا بسلاح أميركي، وأنّ ما يسمى بأجهزتنا الأمنية تلاحقنا وتعتقلنا بقرار أميركي إسرائيلي أيضًا.. وحديثًا، أصبح الحضور الإسرائيلي بارزًا، بعد ما سمي باتفاقيات السلام وموجة التطبيع، في كثير من الأجهزة الأمنية العربية".