اشتكى رواد الكنيسة الأرمنية في القدس المحتلة، أخيراً، من تعرضهم لعمليات تنكيل ينفذها مستوطنون بشكل يومي.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية (كان)، أمس الأربعاء، أن "عدداً كبيراً من المستوطنون ينتظرون قدوم القساوسة والطلاب ورعايا الطائفة إلى الكنيسة التي تقع في الحي "الأرمني" في المدينة للصلاة وحضور الدروس ويبصقون عليهم ويطالبونهم بالعودة إلى حيث أتوا" (يقصدون العودة إلى أرمينيا).
وفي تقرير بثته القناة الليلة الماضية، قال مدير مكتب البطريرك الأرمني في القدس المحتلة، الأب أران، إن عناصر الطائفة يتعرضون "لسلوك بالغ القسوة" من قبل المستوطنين.
وأضاف: "إنهم دائما كانوا يبصقون علينا لكن في الآونة الأخيرة أصبحت الأوضاع أكثر قسوة، إنهم يهاجمون الأرمن ويعتدون عليهم".
وقدم الأب أران للقناة فيديو يوثق إقدام مجموعة من المستوطنين وهم يعتدون على الشباب الأرمن عندما كانوا يتحركون في الحي، حيث غادر المهاجمون المكان بعدما أطلقوا على الشباب غاز الفلفل.
وحسب أران فقد حاول شباب يهود منعه من التوجه إلى موقف السيارات بالقرب من الكنيسة، حيث قال له أحدهم: "لا يعقل أن يكون للأرمن حي خاص بهم في دولتنا".
وعرضت القناة فيديو وثقته كاميرا الكنيسة الأرمنية يظهر فيه مستوطن وهو "يدنس الكنيسة ويبول داخلها".
ولفت الأب أران إلى أنه "لو مسّ أحد بحرمة كنيس يهودي في المكان لتم إلقاء القبض عليه فوراً".
كما أشار القناة إلى أن المستوطنين لم يكتفوا باستهداف المصلين ورجال الدين بل باتوا يعتدون على ممتلكات الأرمن في القدس المحتلة، حيث وثقت القناة اعتداءهم على مطعم يملكه الأرمن في البلدة القديمة.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية الأرمنية في القدس، ديران ديمستيان، للقناة إنه "من الصعب تصور مظاهر الكراهية التي يتعاطى بها المستوطنون تجاه الأرمن"، لافتاً إلى أنهم يكتبون على جدران بيوت وممتلكات الأرمن شعار: "الموت للأرمن، الموت للعرب".
وأوضح ديمستيان أن الرسالة التي يحاول المستوطنون اليهود نقلها للأرمن واضحة تماماً، مفادها أن "هذه الأرض لنا ولا مكان لكم هنا".
وربط بين تعاظم الاعتداءات على الأرمن في المدينة وبين تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل، مشيراً إلى أن المستوطنين اليهود يرون الآن أن هناك من يدافع عنهم ويحميهم من المساءلة.
ويتضح من التقرير أن المستوطنين لا يستهدفون الأرمن فقط بل يعتدون على الرموز المسيحية في المدينة المقدسية، حيث لفت إلى أن أميركياً يهودياً وصل الشهر الماضي إلى كنيسة وحاول تحطيم تمثال للمسيح.
ووثق التقرير إقدام اثنين من المستوطنين على اقتحام المقبرة البروتستانتية في المدينة وتحطيم شواهد القبور.