اعتقالات شمالي غزة وجيش الاحتلال ينفذ "خطة الجنرالات" بالقوة النارية

23 أكتوبر 2024
فلسطينيون في بيت لاهيا ينزحون جراء القصف، 22 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتوسع العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة، مستهدفةً مخيم جباليا ومحيطه، بهدف دفع الفلسطينيين للنزوح جنوباً. تشمل الهجمات استهداف المدارس ومراكز الإيواء، مما يجبر السكان على النزوح تحت مراقبة الاحتلال.

- اقتحم جيش الاحتلال مواقع مثل مدرسة الفاخورة وعيادة الفاخورة الصحية، حيث نفذ عمليات اعتقال وتهديد للمدنيين، واستهدف محيط هذه المواقع ومركزاً لتخزين المواد الغذائية، مما زاد الضغط على السكان لإخلاء المنطقة.

- تستمر عمليات التدمير في مناطق متعددة باستخدام صواريخ قوية، مما أدى إلى إحراق المنازل ومراكز الإيواء، ضمن عملية تهدف لفصل محافظة الشمال عن مدينة غزة.

استهدف الاحتلال مدارس ومراكز الإيواء بالقذائف والصواريخ الحارقة

إخراج الفلسطينيين من بيوتهم عبر إحراقها بالقذائف المدفعية

استهدفت طائرات إسرائيلية مُسيرة النازحين الهاربين من جحيم القذائف

تتوسع العملية العسكرية البرية الإسرائيلية في المناطق المحيطة بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، يوماً بعد آخر، وهي في يومها التاسع عشر باتت أكثر وضوحاً في هدفها غير المعلن إسرائيلياً من خلال دفع الفلسطينيين للنزوح جنوباً وإخلاء مناطقهم، تنفيذاً لخطة الجنرالات القاضية بتفريغ الشمال من سكانه والسيطرة الكاملة عليه.

واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأخيرة مدارس ومراكز الإيواء بمزيد من القذائف والصواريخ الحارقة، ودفع السكان النازحين فيها للخروج إلى الشوارع والسير على الطريق التي أعلن عنها مسبقاً للمرور أمام أجهزة الاستشعار والكاميرات وآليات الاحتلال وجنوده.

واقتحم جيش الاحتلال، وفق شهود عيان تحدثوا مع "العربي الجديد"، مدرسة الفاخورة، غربي مخيم جباليا، وأطراف مشروع بيت لاهيا وعيادة الفاخورة الصحية التابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، ونفذ عمليات اعتقال مدنيين فيها وأخرج النساء والأطفال إلى المسار الذي رسمه لهم وهدد كل من يغير الاتجاه باستهدافه وقتله. وأحاط جيش الاحتلال المدرسة والعيادة المستهدفتين بقواته وآلياته العسكرية، وشن هجمات عنيفة استهدفت محيطهما ومركزاً لتخزين المواد الغذائية تابعاً لمنظمة دولية بالقرب من المكان. وجرى أيضاً التحقيق مع النساء وإجبار العشرات منهن على الوقوف أمام كاميرات حرارية وضعها الاحتلال في مداخل بيت لاهيا ومنطقة الإدارة المدنية، شرقي مخيم جباليا، وفق شاهدة عيان تحدثت لـ"العربي الجديد".

وبات من تبقى من سكان مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا والنازحين في المنطقتين المتجاورتين مجبرين وبالقوة على إخلاء ما تبقى من منازلهم ومراكز الإيواء والنزوح، ومن لا ينزح يتم تهديده واستهدافه، إضافة لمنع كل مقومات الحياة عنهم في مسعى إسرائيل للضغط أكثر على المنطقة.

واستهدفت طائرات إسرائيلية مُسيرة النازحين الهاربين من جحيم القذائف والتوغل البري بالرصاص الحيّ في تل الزعتر ومحيط مدارس الأونروا في المشروع وجباليا، وباتت هذه الطائرات صغيرة الحجم تسيطر بالقوة النارية على المناطق المحيطة بالتوغل وتقوم بعمليات تمهيد للتقدم برياً أكثر.

ولا تزال عمليات النسف الإسرائيلية جارية على قدم وساق، وسُجل خلال الساعات الأخيرة تنفيذ جيش الاحتلال المزيد من عمليات التدمير للمربعات السكنية في مناطق الفاخورة والفالوجا والتوام والعطاطرة وبيت لاهيا، وتحدث هذه العمليات أصواتاً عالية جداً.

الاحتلال بات يخرج المواطنين من منازلهم عبر إحراقها بالقذائف المدفعية

وقال شهود عيان وصحافيون لـ"العربي الجديد"، إنّ جيش الاحتلال استخدم في الساعات الأخيرة في مناطق بيت لاهيا والمشروع ومخيم جباليا صواريخ تصدر أصوات صفير مرتفعة، وهي نفسها الصواريخ التي كانت تستهدف بها في بداية الحرب ما تقول إنها أنفاق للمقاومة وتحدث ارتجاجاً في المنطقة المستهدفة ومحيطها.

وذكر هؤلاء أنّ الاحتلال بات يخرج المواطنين من منازلهم عبر إحراقها بالقذائف المدفعية ما يجبر السكان على الهروب منها، وقد جرى إحراق أكثر من 15 منزلاً على الأقل في الساعات الأخيرة، إضافة للحرائق المستمرة في مراكز الإيواء والمدارس، والتي يهدف الاحتلال من خلالها لإعدام أي مظاهر للحياة.

ومنذ مساء الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملية واسعة النطاق في محافظة شمال قطاع غزة مستهدفاً قلب المنطقة مخيم جباليا ومحيطها، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف تبعه في الساعات الأولى من يوم الأحد اقتحام بري لمناطق المخيم وفصل محافظة الشمال عن مدينة غزة، وقبل ذلك فرض الاحتلال حصاراً لتجويع المواطنين في المنطقة في الأول من الشهر ذاته.

المساهمون