- لمع اسم الجرماني في الحراك السلمي والمسلح، حيث كان يحمي المتظاهرين ويحقق توازناً بين الفصائل المسلحة، وكان له دور بارز في إنهاء وجود عصابات الأمن العسكري.
- يتهم الناشطون السلطات الأمنية باغتياله، خاصة بعد تلقيه تهديدات وتعزيزات عسكرية جديدة في السويداء، مما يشير إلى مرحلة جديدة من التوتر.
استفاق أهالي محافظة السويداء جنوب سورية اليوم صباح الأربعاء على خبر اغتيال مرهج الجرماني قائد فصيل "لواء الجبل" في منزله بمدينة السويداء. وأكد مصدر مقرب من الجرماني لـ"العربي الجديد"، أن عملية الاغتيال طاولته فجر اليوم في منزله، وأن المعلومات الأولية تُشير إلى أنه اغتيل بسلاح كاتم للصوت من إحدى نوافذ المنزل أثناء نومه، حيث يقطن في منزل عربي في حي الخريج شرقي المدينة، وينام وحيداً منذ بدأ يشعر بالخطر قبل أشهر من الآن وذلك حرصا على عائلته.
ولمع اسم مرهج الجرماني عدة مرات في الأحداث التي شهدتها المحافظة خلال السنوات الماضية، قبل أن يظهر في اليوم الأول لحراك السويداء السلمي في 16 أغسطس/ آب الماضي، ويتبنى مع فصيله حماية المتظاهرين السلميين. وقالت شبكة الراصد المحلية إن الجرماني استطاع أن يشكل توازنا كبيرا في السويداء، وكان مكلفاً يوم أمس، من قبل شيخ عقل الطائفة حمود الحناوي بالتحقيق مع مواطن تبين أنه يقف وراء عمليات التشهير والإساءة التي طاولت معظم نساء ورجال الحراك الشعبي، عبر مجموعات التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث تم القبض على الشاب وتسليمه لمضافة الشيخ الحناوي الذي رفض بدوره إرساله للجهات الأمنية وطلب من الجرماني إجراء تحقيق كامل معه.
من جانبه، قال الناشط المدني علي جريرة خلال حديث إلى "العربي الجديد"، إن الجرماني عرف بمواقفه المعادية للسلطات السورية، وكان له دور في معظم الحركات الشعبية التي شهدتها المحافظة، وهو من أوائل الناشطين في ساحة الكرامة، حيث تحمل وزر حماية المحتجين من اليوم الأول وكان صاحب أول كلمة تُلقى بالساحة، وشكل حضوره وزناً وثقة للحراك المدني، عدا عن مشاركته الدائمة في كل الأحداث التي شهدتها السويداء.
وقبل مشاركته في الحراك الشعبي السلمي في أغسطس/ آب الماضي، لمع اسم الجرماني في الحراك الشعبي المسلح يوم 26 يوليو/ تموز 2022 الذي حاصر وأنهى وجود أقوى العصابات التابعة للأمن العسكري في السويداء والتي كان يقودها راجي فلحوط. وشكل حضوره توازناً بين الفصائل المسلحة وقوة رادعة للعديد من أعمال التخريب والاعتقال التي اتبعتها الأجهزة الأمنية في المحافظة، وكان سنداً لعائلة كل معتقل أو موقوف أو مطلوب للأجهزة الأمنية لأسباب سياسية أو أسباب الفرار والتخلف عن الخدمة الالزامية.
هل اغتال النظام مرهج الجرماني؟
ويجمع الناشطون في السويداء على اتهام السلطات الأمنية بعملية الاغتيال، خاصة وأنه تلقى العديد من التهديدات دون أن يُعيرها الاهتمام اللازم، حيث كان يردد دائماً أمام الناس (ما حدا بموت إلا بيومه)، وقد استشعر الخطر الحقيقي بعد قدوم التعزيزات العسكرية الأخيرة إلى السويداء وتعيين محافظ جديد.
وكتب الصحافي نورس عزيز على صفحته الشخصية على "فيسبوك" قائلا: "راجعوا الأحداث في السويداء منذ لحظة قدوم المحافظ الجديد. حواجز جديدة واستقدام تعزيزات، إطلاق النار لترهيب الناس.. اغتيال مرهج الجرماني أثناء نومه في منزله وعشرات التحضيرات والتخطيطات التي ستظهر لاحقاً. ستبدأ مرحلة جديدة في السويداء تحتاج التنبه والحذر".