صحت العاصمة العراقية بغداد، اليوم الجمعة، على إجراءات أمنية مشددة، تكثّفت عند مدينة الصدر شرقي العاصمة، والتي من المقرّر أن تحتضن مئات الآلاف من أتباع الصدر، الذين بدأوا يتوافدون نحوها من المحافظات الأخرى، لإقامة الصلاة "الموحدة" التي دعا إليها زعيمهم مقتدى الصدر.
ومنذ يوم أمس الخميس، دخل ما لا يقل عن 150 ألف شخص إلى بغداد من أتباع رجل الدين مقتدى الصدر، للمشاركة في الصلاة التي من المحتمل أن يؤمها الصدر نفسه. ووفقاً لمصادر أمن عراقية، فإن عشرات الآلاف من أتباع الصدر دخلوا بغداد منذ فجر اليوم الجمعة، قادمين من مناطق وسط وجنوبي العراق.
ولم تقتصر الإجراءات الأمنية على مدينة الصدر فقط، إذ شملت مداخل ومخارج العاصمة، وصولاً إلى المدينة، فضلاً عن تشديد أمني في محيط وداخل المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبرلمان والسفارات والبعثات الأجنبية.
وأغلقت القوات الأمنية في وقت متأخر من ليل أمس الخميس، مداخل "شارع الفلاح" في مدينة الصدر، والذي تم تحديده مكاناً لإقامة الصلاة، بحواجز إسمنتية.
إغلاق مداخل مدينة #الصدر القريبة من شارع الفلاح بالحواجز الكونكريتية#الشرقية_نيوز pic.twitter.com/QC1VYPc3b3
— AlSharqiya TV - قناة الشرقية (@alsharqiyatv) July 14, 2022
وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم كشف اسمه، إن "المئات من عناصر الأمن انتشروا في شوارع العاصمة، وأقاموا حواجز أمنية لتفتيش المارة والسيارات"، مبيناً أن "الإجراءات تم تشديدها في محيط مدينة الصدر، التي ستقام فيها الصلاة، إلا أنها لم تستثنِ بقية المناطق، ومنها الكرادة والمنطقة الخضراء ومداخلها، وداخل المنطقة أيضاً، تحسباً لأي طارئ".
وبعد منتصف الليل، بدأ توافد أتباع الصدر نحو المدينة وهم يرتدون الأكفان ويحملون الأعلام، متجهين نحو شارع الفلاح، يحجزون أماكنهم فيه، كما بدأ وصول قوافلهم من المحافظات الأخرى إلى المدينة.
شارع الفلاح الآن....
— روجين (@bntkyaraq17) July 15, 2022
الجموع المليونيه مستعده لاداء الصلاه ... pic.twitter.com/jfOgSr6zSn
الان مدينة الصدر - شارع الفلاح pic.twitter.com/J9SC4UOxXH
— أبو علي أكبر الغرباوي (@Aboaliakber) July 15, 2022
وأربكت دعوة الصدر أنصاره للصلاة بشكل موحد في العاصمة بغداد، حسابات منافسيه في الإطار التنسيقي، الذي يجمع القوى السياسية الموالية لإيران، والتي تعمل على تشكيل الحكومة الجديدة، من دون مشاركة التيار الصدري فيها، وسط مخاوف قوى الإطار من تحريك الصدر للشارع العراقي لمنع تشكيل أي حكومة جديدة.
وحددت اللجنة المركزية المكلفة من قبل الصدر بشأن إقامة الصلاة، في ساعة متأخرة من ليل أمس، مكان إقامتها، وذكرت في بيان، أن "صلاة الجمعة الموحدة ستقام في شارع الفلّاح بمدينة الصدر".
وتوقع القيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي، ما وصفه بـ"حضور مليوني للصلاة"، مؤكداً في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "أجواء الصلاة أمنت أمنياً وعسكرياً واستخبارياً، ومن ناحية الخدمات الصحية والنقل".
ودعا الزاملي المشاركين في الصلاة إلى "عدم تصديق الشائعات، لأن هناك من يريد إثارة الفوضى"، مشدداً على أن "ما سيقام هو صلاة موحدة لا غير، وهي شعيرة من شعائر الجمعة، وهي جزء من الوفاء للشهيد وللسيد مقتدى الصدر".
وفي وقت سابق، اعتبر السياسي العراقي ليث شبّر، صلاة الجمعة الموحدة، التي دعا إليها الصدر، "أول رسالة مباشرة لمن سيشكل الحكومة الجديدة"، مبيناً في حديث مع "العربي الجديد"، أن "هذا التجمع الصدري الكبير هو ممارسة تعبوية لتحركات جماهيرية لما بعد صلاة الجمعة كمثل محاصرة المنطقة الخضراء ومجلس النواب والاعتصام فيهما".
ولفت إلى أن "إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانسحاب من حراك تشكيل الحكومة لا يعني أنه ترك المشهد، وستكون له قرارات تصعيدية في المرحلة المقبلة لمنع تشكيل أي حكومة تريد إعادة المحاصصة والتوافق".
وكان الصدر أكد أمس الخميس، أنه سيحاول أن يصلي بأتباعه، أو سيرسل من ينوب عنه للصلاة بهم.