أعلن "الملتقى الوطني الأردني لدعم المقاومة وحماية الوطن" رفضه القاطع للإجراءات الأمنية بحق المسيرة التي دعا إليها أمام معبر "الشيخ حسين"، أمس الجمعة، تحت عنوان "تجويع غزة جريمة والجسر البري خيانة"، احتجاجاً على الجسر البري الذي ينقل بضائع من دول خليجية إلى الاحتلال الإسرائيلي عبر أراضي الأردن.
ودان الملتقى، في بيان اليوم السبت، ما وصفه بالتجاوز على حقوق الأردنيين في حرية التنقل والخصوصية والتجمع السلمي، مؤكداً أن مثل هذا السلوك يناقض نفي السلطة السياسية وجود هذا الجسر البري، الذي ينقل البضائع إلى الاحتلال من دولٍ عربية مجاورة، ويؤمن للاحتلال جزءاً كبيراً من احتياجاته لمن الخضار من المنتوجات الأردنية.
وقال الملتقى إن جميع الطرقات المؤدية إلى الأغوار أُغلقت أكثر من خمس مرات منذ بدء الحراك الشعبي العفوي المناصر لغزة، كما جرى توقيف سيارات المواطنين واحتجاز بطاقات هويتهم وإجبارهم على الالتفاف والعودة إلى عمّان لمنعهم من المشاركة في المسيرة، في تغولٍ فاضح ليس له أدنى سند من الدستور والقانون.
وأضاف البيان أن عشرات الشباب، ورغم كل الإجراءات المشددة، نجحوا في الوصول إلى المعبر ونظموا وقفة سلمية أمامه، وشهدوا بأنفسهم حركة الشاحنات الداخلة والخارجة إلى المعبر. لافتاً إلى تعرض الوقفة السلمية للمنع وتوقيف اثنين من المشاركين والتعامل مع السيدات بخشونة أدت إلى سقوط سيدةٍ مسنة، وجرى التحقيق معهم حول كيفية الوصول إلى موقع الوقفة وكأنهم يقترفون عملاً جُرمياً، وجرى البحث في هواتف بعض المشاركين من دون أي سندٍ قانوني لإلغاء الصور التي التقطوها للشاحنات على مدخل المعبر.
وقال الملتقى إن وقفة الأردنيين والأردنيات أمام معبر "الشيخ حسين"، وفي مختلف ميادين الوطن، رغم التضييق وإغلاق الطرقات وحملات التحريض ضدهم، هي "تجل لأصدق أشكال الانتماء للوطن والأمة، بمواجهة الأخطار المحدقة به حين تصر السلطة السياسية على إغماض العين عنها والمضي في نهجٍ تطبيعي يناقض واجبات التصدي لها".
وجدد الملتقى الرفض الشعبي المطلق للجسر البري ولأي تصدير تجاري إلى الاحتلال، في الوقت الذي يشن فيه حرب إبادة وتجويع على أهلنا في غزة، مؤكداً أن "إغلاق جسر "الشيخ حسين" أمام التصدير هو مطلب شعبي، وهو الحد الأدنى المقبول من الموقف بألا نمد عدونا بأي موارد أو احتياجات بينما هو يقتل أهلنا وإخواننا"، كما أكد أن "أي مبادرة إيجابية نحو دعم أهلنا لا يمكن أن تشكل غطاءً للتطبيع والارتهان بأي حال من الأحوال".
اعتصام قبالة السفارة الأميركية في الأردن
وضمن الفعاليات الشعبية المستمرة تنديداً بالعدوان على غزة، شارك ناشطون، مساء اليوم السبت، في اعتصام دعا إليه "التجمّع الشبابي الأردني لدعم المقاومة" قرب السفارة الأميركية في العاصمة الأردنية عمان، وذلك تنديداً بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وللمطالبة بكسر الحصار على القطاع.
وطالب المشاركون بوقف العدوان الإسرائيلي الأميركي على قطاع غزة، مشددين على أن الولايات المتحدة تشارك في الإبادة التي يتعرّض لها الفلسطينيون في غزة، من خلال تقديمها دعماً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً غير محدود لتمكين قوات الاحتلال من إبادة الأهل في قطاع غزة.
وطالب المشاركون حكومة الأردن بطرد السفيرة الأميركية يائل لمبرت، وإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة، كما طالبوا الحكومة بوقف الجسر البري ومنع دخول البضائع القادمة من دول خليجية إلى الكيان المحتل، ووقف كلّ أشكال التطبيع مع العدوّ وإلغاء كافة الاتفاقيات الموقعة معه وعلى رأسها اتفاقيتا وادي عربة والغاز.
وفي السياق نفسه، نظمت الهيئة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في سجون الاحتلال وقفة تضامنية، اليوم السبت، أمام مقر الأمم المتحدة في الشميساني للمطالبة بإنقاذ الأسرى والأسيرات من بطش الاحتلال. وقال الأسير المحرر فادي فرح: "إننا اليوم نريد أن نوصل صوت أسرانا الأردنيين وقد وصلوا إلى 22 أسيراً، ولا نعرف أخبارهم وأهلهم في قلق كبير، ولا أحد من المسؤولين قادر على تقديم أي معلومة في هذه الفترة العصيبة".