وصف مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، اليوم الخميس، مخيم الهول السوري بـ"القنبلة الموقوتة التي يجب تفكيكها"، مؤكداً مواصلة بلاده العمل على ذلك، وعدم التراجع عن هذه الخطوة.
وقال الأعرجي، في كلمة له خلال مشاركته في منتدى "العراق من أجل الاستقرار والازدهار" المقام في بغداد، إنّ "مخيم الهول مخيم أمني بامتياز"، مؤكداً استقبال العراق حتى الآن "9 دفعات من عائلات المخيم"، مشددًا على أنه "لن يتراجع عن قرار إعادتهم لنظرته الأمنية البعيدة".
وأوضح الأعرجي، وفقاً لما نقلته محطة تلفزيون عراقية محلية، أنّ المخيم يضم "نحو 7 آلاف عائلة عراقية، إضافة إلى ما يقارب هذا العدد من السوريين، وأكثر من 10 آلاف من الأجانب". وأضاف: "نعم إنّه قنبلة موقوتة، هل ننهزم أم نعمل على تفكيكه؟"، مشيراً إلى أن المخيم يضم "أكثر من 20 ألف شخص دون سن 18 عاماً".
وشدّد مستشار الأمن القومي على أنّ "الأطفال والكثير من النساء هم ضحايا، وفي مجتمعاتنا الشرقية، الزوجة تتبع زوجها، والأطفال لا علاقة لهم بالقصة أصلاً"، مشيراً إلى أنّ العراقيين "واجهوا الإرهاب، وبالتالي، هناك مخلفات للإرهاب يعمل العراق على تسويتها، وكل عراقي موجود خارج العراق هو ابن هذا البلد والحكومة تسعى للمحافظة عليه وحمايته، وفي بعض الأحيان، نقوم بحمايته من نفسه حتى لا يكون لديه فكر متطرف يقتل نفسه والآخرين، لهذا كان قرار الحكومة العراقية، من خلال تضافر جهود الجميع، وجهد لجنة مشكلة من رئيس الوزراء، باستقبال العائلات".
ولفت إلى أنّ العراق "استقبل إلى الآن 9 وجبات (دفعات)، وبالتالي أعداداً كبيرة، وكثير من هؤلاء عادوا إلى مناطقهم الأصلية بعد عملية الإدماج التي حصلت عن طريق فريق متخصص من كل الوزارات"، مؤكداً أنّ "هذه العملية مستمرة، وهذا القرار لن نتراجع عنه لنظرتنا الأمنية البعيدة".
وقال الأعرجي، في معرض حديثه عن نازحي الهول من العراقيين، إنّ "المطلوب للقوات الأمنية يجب أنّ يذهب إلى القضاء، ومن ارتكب جرائم بحق أبناء الشعب العراقي لا يُسامح"، مستطرداً بأنّ "الأطفال والنساء ومن يتفاعل مع برنامج الاندماج ويكون مواطناً طبيعياً في المجتمع، وبالتنسيق مع الحكومات المحلية وقادة المجتمع المدني والعشائر، يعود إلى منطقته ليكون جزءاً من هذا المجتمع"، موضحاً أنّ "عدد العائلات التي عادت إلى مناطقها بلغ 600 عائلة من 1200، ولم تصل إلينا ولا شكوى واحدة عنها في مناطقها".
وخلال العام الماضي، أعادت السلطات العراقية 603 عائلات جرى نقلها إلى معسكر نزوح مغلق جنوب مدينة الموصل، وجرى إخضاعها إلى برامج تأهيل نفسية واجتماعية بإشراف الأمم المتحدة، قبل إعادتها بالتدريج إلى مناطق سكنها الأصلية.
وتعرّض ملف إعادة العائلات العراقية من مخيم الهول السوري لحملات إعلامية ورفض وضغوط من قبل الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لإيران والأحزاب المرتبطة بها، إذ وجهت اتهامات لتلك العائلات بالارتباط بتنظيم "داعش".
ولا تُعَدّ العائلات التي تُعاد من مخيم الهول من العائلات المحسوبة على ما يعرف في العراق بـ"عائلات (داعش)"، إذ أكدت السلطات العراقية أنّ هذه الأسر نزحت بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وانتهى بها المطاف في المخيمات.