وصفت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، الحياة في أوكرانيا بعد مرور أكثر من 500 يوم على الغزو الروسي الشامل بـ"الجحيم". وجاءت تصريحات المسؤولية الأممية ضمن إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي في اجتماعه على مستوى دبلوماسي رفيع، برئاسة بريطانية لهذا الشهر.
وأضافت: "قتل أكثر من 9 آلاف شخص، من بينهم 500 طفل، وجرح أكثر من 16 ألفاً آخرين، من بينهم أكثر من ألف طفل، معظمهم سقطوا بنيران القوات المسلحة الروسية، بحسب إحصائيات مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان"، مشيرة إلى استهداف "المستشفيات والمدارس والبنية التحتية".
وذكّرت ديكارلو الدول الأعضاء بتأكيدات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في أكثر من مناسبة، بأن "غزو روسيا لأوكرانيا يشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
وتحدثت المسؤولة الأممية عن ضرورة أن تتحمل الأطراف المعنية مسؤولية تجنب كل ما يزيد من التصعيد، ولا سيما أي "تهديد باستخدام الأسلحة النووية"، بما فيها "تعريض سلامة محطات الطاقة النووية للخطر". واصفة ذلك بأنه "غير مقبول".
وبخصوص المساعدات الإنسانية، شددت على "عدم قدرة الأمم المتحدة على الوصول إلى المناطق تحت السيطرة الروسية، حيث تقدر وجود حوالى 3.7 ملايين شخص بحاجة لمساعدات إنسانية هناك". وأكدت مواصلة الأمم المتحدة لمباحثاتها مع كل من كييف وموسكو، للوصول الآمن إلى تلك المناطق.
وحثت روسيا على الوفاء بالتزاماتها الدولية بـ"لسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي التي تسيطر عليها".
وتوقفت عند الأرقام التي تتعلق بعدد النازحين واللاجئين: "هناك أكثر من 6.3 ملايين أوكراني لاجئ، بالإضافة إلى 5.1 ملايين أوكراني مشرد داخلياً". وأشارت كذلك إلى "عودة أكثر من 4.76 ملايين نازح منذ بداية الحرب إلى ديارهم، بمن فيهم 1.1 مليون لاجئ".
ولفتت المسؤولة الأممية الانتباه إلى رغبة الكثير من اللاجئين والمشردين داخلياً في العودة إلى ديارهم، مؤكدة في الوقت ذاته أن "الظروف على الأرض لا تسمح بعودة أمنه في الكثير من المناطق". وفي هذا السياق، قالت إن "أوكرانيا واحدة من أكثر الدول الملوثة بالألغام... الأمم المتحدة ساعدت على تنظيف نصف مليون لغم أرضي وذخائر غير منفجرة، ما ساعد في عودة أكثر من أربعة ملايين شخص إلى بلادهم".
وأكدت أنّ "المفوضية السامية لحقوق الإنسان وثقت خروقات حقوق إنسان، بما فيها الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي". وبحسب آخر تقرير لمفوضية حقوق الإنسان، فإن "الاتحاد الروسي احتجز تعسفاً قرابة 864 شخصاً، يشمل ذلك حالات اختفاء قسري".
ومضت قائلة: "إن أكثر من 91 في المائة من المحتجزين لدى الروس تعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة، بما في ذلك العنف الجنسي"، وعبّرت عن قلقها إزاء تقارير تتحدث عن "إعدام 77 مدنياً، بمن فيهم خمسة نساء اعتُقلنَ تعسفاً".
توقفت المسؤولة الأممية عند الوضع العالمي والأزمة الاقتصادية والغذائية واتفاقية البحر الأسود لتصدير الحبوب التي انسحبت روسيا منها. ونبهت إلى أن "من المتوقع أن يعاني 345 مليون شخص في 79 دولة، من انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2023... إن 40 مليون شخص في 51 دولة كانوا بعيدين بخطوة واحدة عن المجاعة، إن لم يحصلوا على المساعدة".
واستدركت بأن اتفاقية الحبوب ساعدت بمرور أكثر "من 33 مليون طن متري من السلع الغذائية من الموانئ الأوكرانية، وشحن برنامج الأغذية العالمي أكثر من 750 ألف طن لدعم العمليات الإنسانية، لتخفيف الجوع في بعض أكثر مناطق العالم تضرراً، بما في ذلك أفغانستان والقرن الأفريقي واليمن... الاتفاقية ساعدت في خفض أسعار الغذاء العالمية".
وفي ختام إحاطتها، أشارت ديكارلو إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حول القرار الروسي بالانسحاب من الاتفاقية، التي عبّر فيها عن أسفه من القرار الذي يشكل "ضربة للمحتاجين حول العالم".