قالت الأمم المتحدة في تقرير جديد إن حياة المدنيين في منطقة تيغراي المحاصرة في إثيوبيا أصبحت "مقلقة للغاية" مع تزايد الجوع والقتال الذي يشكل عقبة أمام وصول المساعدات إلى ملايين الأشخاص.
وأدى الصراع الذي هز أحد أقوى الدول الأفريقية وأكثرها من حيث عدد السكان إلى مقتل آلاف الأشخاص، وهو الآن في شهره الرابع. لكن لا يُعرف الكثير عن الوضع بالنسبة لمعظم سكان تيغراي البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، حيث يُمنع الصحافيون من الدخول، والاتصالات غير منتظمة والعديد من عمال الإغاثة يكافحون للحصول على إذن للدخول.
وتطارد إثيوبيا والمقاتلون المتحالفون معها حكومة إقليم تيغراي الهاربة الآن والتي هيمنت في السابق على حكومة إثيوبيا لما يقرب من ثلاثة عقود. والآن جنود من إريتريا متورطون بشدة إلى جانب الحكومة الإثيوبية، حتى في الوقت الذي تنكر فيه أديس أبابا وجودهم.
ويوم الخميس، كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن آخر من ضغط على رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مباشرة، وحث الفائز بجائزة نوبل للسلام العام 2019 في مكالمة هاتفية على السماح بوصول المساعدات "الفورية والكاملة وغير المعوقة" إلى تيغراي قبل وفاة المزيد من الأشخاص.
ويتضمن التقرير الإنساني الجديد الصادر عن الأمم المتحدة في وقت متأخر من يوم الخميس، خريطة تظهر معظم منطقة تيغراي والتي تم وضع علامة عليها على أنها "يتعذر الوصول إليها" للعاملين في المجال الإنساني. ويقول التقرير إن الوضع الأمني لا يزال "متقلباً وغير متوقع" بعد أكثر من شهرين من إعلان حكومة آبي انتصارها في الصراع.
ويقول التقرير إن المساعدات المقدمة لا تزال "غير كافية بشكل كبير" مع وصول محدود إلى سكان الريف ذوي العدد الكبير، في مناطق متفرعة خارج الطرق الرئيسية، حتى مع إعلان الحكومة الإثيوبية أنه تم إيصال المساعدات إلى أكثر من مليون شخص في تيغراي. وأفاد بعض عمال الإغاثة بأنهم اضطروا إلى التفاوض مع مجموعة من الجهات المسلحة، بما في ذلك جهات إريترية.
ويقول تقرير الأمم المتحدة إن الرعاية الصحية في المنطقة "محدودة بشكل مثير للقلق"، حيث تعمل ثلاثة فقط من 11 مستشفى في تيغراي، ونحو 80 بالمئة من المراكز الصحية لا تعمل أو لا يمكن الوصول إليها. وقال عمال إغاثة إن العديد من المراكز الصحية تعرضت للنهب أو لنيران المدفعية أو دمرت.
وقد حث المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إثيوبيا، خلال زيارة لها هذا الأسبوع، على السماح بوصول محققين مستقلين للتحقيق في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع، ووصف الوضع العام في تيغراي بأنه "خطير للغاية".
(أسوشييتد برس)