ناشد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، في تصريحات لـ"العربي الجديد" في نيويورك، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف عمليات هدم بيوت الفلسطينيين وتشريدهم.
وجاءت تصريحات دوغاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك رداً على عدد من الأسئلة لمراسلة "العربي الجديد" في نيويورك حول الموضوع.
وقال دوغاريك: "لقد وقفنا دائماً، أعني السيد [نيكولاي] ملادينوف، في تقاريره وتقارير الأمين العام الخاصة، بحزم ضد هذه السياسة [سياسة هدم بيوت الفلسطينيين وتشريدهم]، وقد أوضحنا ذلك علناً وفي محادثات خاصة للسلطات [الإسرائيلية]".
ورداً على سؤال آخر حول ما إذا كان الأمين العام للأمم المتحدة ومكتبه يدينان تلك الممارسات الإسرائيلية قال دوغاريك: "إننا ندين... ونحن نقف ضد هذه الممارسات، وقمنا بشجبها بالماضي".
ولفت دوغاريك الانتباه إلى تصريحات القائمة بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إيفون هيلي، والتي دعت إسرائيل إلى وقف أعمال الهدم غير القانونية لبيوت الفلسطينيين بعد تشريد عشرات الفلسطينيين في عملية هدم واسعة في مناطق الأغوار في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديداً في حمصة البقيعة [خربة حمصة] والتي أدت إلى تشريد قرابة 73 فلسطينياً بمن فيهم 41 طفلاً فلسطينياً.
وبحسب هيلي، فإن "قرابة ثلاثة أرباع السكان في القرية فقدوا منازلهم، وهذا يجعل عملية الهدم والتهجير القسري هذه الأكبر منذ أكثر من أربع سنوات". وسجلت الأمم المتحدة بعد زيارتها للمنطقة هدم وتدمير 76 مبنى ومنشأة بما فيها منازل وحظائر للحيوانات، وألواح شمسية لتوليد الطاقة يعتمد عليها السكان في معيشتهم. وقالت هيلي تعقيباً على عمليات الهدم: إنها "تعتبر واحدة من الوسائل الأساسية لخلق بيئة تعمل على إكراه الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة أراضيهم".
ومن جهته ندد الاتحاد الأوروبي بهدم إسرائيل لبيوت الفلسطينيين في تلك المناطق، وتدمير البنية التحتية، وهدم المدارس. وجاء ذلك في بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي وصلت إلى مكتب "العربي الجديد" في نيويورك نسخة منه. وبحسب البيان، فإن عمليات الهدم تأتي ضمن عمليات مصادرة وهدم مستمرة، وزادت وتيرتها منذ بداية العام. وذكر البيان أن هناك تهديداً لهدم مبانٍ جديدة، بما فيها عشرات المدارس التي قام الاتحاد الأوروبي بتمويلها.
وتدعي قوات الاحتلال الإسرائيلي أن تلك المباني غير "مرخصة"، في الوقت الذي ترفض فيه إعطاء أي تصاريح بناء للفلسطينيين في القدس أو مناطق الغور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تقع ضمن المناطق التي تنوي دولة الاحتلال ضمّها. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن إسرائيل هدمت منذ بداية العام قرابة 700 مبنى ومنشأة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وتعد تلك أكبر عمليات هدم منذ أربع سنوات.
وفي سياق منفصل، دعت منظمات غير حكومية دولية ووكالات الأمم المتحدة إلى حماية الفلسطينيين في موسم قطف الزيتون من عنف المستوطنين الإسرائيليين، وضمان وصول المزارعين الفلسطينيين إلى أراضيهم بسلام وأمان. وصدر البيان عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وقطاع الأمن الغذائي ورابطة الوكالات الإنمائية الدولية، التي تمثل أكثر من 80 منظمة غير حكومية دولية.
هدمت إسرائيل منذ بداية العام قرابة 700 مبنى ومنشأة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وتعد تلك أكبر عمليات هدم منذ أربع سنوات
وجاء في البيان، أنه "وخلال الأسابيع الأربعة الأولى وحدها من هذا الموسم (7 أكتوبر/تشرين الأول– 2 نوفمبر/تشرين الثاني)، سجل 33 هجوماً لمستوطنين إسرائيليين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، حيث ألحقوا الأضرار بأشجارهم أو محاصيلهم. وبحسب الأمم المتحدة فإن ذلك أدى إلى إصابة 25 فلسطينياً بجروح، وأُضرمت النيران فيما يزيد عن 1,000 شجرة زيتون أو أُتلفت، كما سُرقت كميات كبيرة من المحصول". وأشارت أوتشا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت، في بعض من تلك الهجمات، قنابل الغاز المسيلة للدموع والأعيرة المطاطية، مما أدى إلى إصابة المزارعين الفلسطينيين بجروح وأجبرهم على مغادرة أراضيهم.
وتلفت الأمم المتحدة الانتباه في هذا السياق إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعطي المزارعين الفلسطينيين يومين إلى أربعة أيام فقط، خلال الموسم بأكمله، لقطف محصول الزيتون. وتؤكد أن ذلك "لا يقوّض إنتاجية الأشجار وقدرة المزارعين الفلسطينيين على قطف ثمارها فحسب؛ بل إنه لا يوقف إتلاف المستوطنين لأشجار الزيتون ومهاجمة الحقول". ويحتاج المزارعون الفلسطينيون إلى تصاريح خاصة من قوات الاحتلال للوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف جدار الفصل العنصري. وتؤكد الأمم المتحدة في هذا السياق، أنه وخلال الأعوام القليلة الماضية رفضت قوات الاحتلال غالبية طلبات التصاريح تحت حجج مختلفة.
إلى ذلك تشير الأمم المتحدة والمنظمة غير الحكومية آنفة الذكر إلى أهمية موسم قطف الزيتون للفلسطينيين، ليس اقتصادياً فحسب بل ثقافياً واجتماعياً. ويلفت البيان الانتباه إلى أن عنف المستوطنين كما القيود المفروضة على المزارعين الفلسطينيين، تشكل تهديداً لسلامتهم ولمصادر رزقهم وسبل عيشهم. وعبر البيان عن قلق متزايد تشعر به الأمم المتحدة في هذا السياق، وخاصة في ظل انتشار فيروس كورونا.